الرئيسية - أخبار محلية - توقف الأمطار يُشعل العطش في ريف تعز... ومبادرات شبابية تسابق الزمن لإنقاذ قرية حدنان

توقف الأمطار يُشعل العطش في ريف تعز... ومبادرات شبابية تسابق الزمن لإنقاذ قرية حدنان

صورة لإحدى نقاط تعبئة الماء في قرية حدنان
الساعة 10:50 مساءً (هنا عدن / خاص)

وصلت أزمة المياه في مدينة تعز إلى المديريات الريفية التي لم تشهد هطول أمطارٍ منذ عدة أشهر، وكان في مقدمت تلك المديريات سكان مديرية مشرعة وحدنان بمحافظة تعز الذين يعانون أزمةً خانقة في الحصول على مياه الشرب بعد جفاف مصادر المياه، ونفاد كميات المياه في الخزانات التقليدية.

 



وتُعد مياه الأمطار المصدر الوحيد الذي يعتمد عليه أهالي المديرية لتغطية احتياجاتهم الأساسية من مياه الشرب والاستخدام اليومي، من خلال خزانات منزلية مؤقتة أو برك سطحية، ومع تأخر الموسم المطري هذا العام، باتت معظم تلك الخزانات فارغة، وبدأت مظاهر العطش تتسع بين القرى والعزل.

 

وفي ظل أزمة المياه الخانقة التي تعيشها مديرية مشرعة وحدنان منذ اشهر ، أطلقت مبادرات شبابية ومجتمعية في قرية حدنان أكبر عزل المديرية، حملات إغاثة لتوفير مياه الشرب لأهالي القرية ، عبر نقل الماء من المدينة وتوزيعه مجانا على الاهالي في القرية .

 

وفي هذا السياق، بادر المهندس زكريا العبيدي في أولى محاولات تخفيف العطش عن الأطفال والنساء وكبار السن بالقرية من خلال تسيير صهاريج مياه صغيره سعة 200 لتر من مدينة تعز إلى القرية على نفقته ونفقة متبرعين، لتوزيع المياه مجانا على السكان، للحدة من المعاناة.

 

لكن مع تزايد حدة الأزمة واتساع رقعتها، انطلقت مبادرة مجتمعية أوسع أطلقها الشاب منير عقلان، تحت اسم "سقيا الماء لاهالي القرية"، بدعم من مغتربي القرية في الخارج. تهدف المبادرة إلى توفير مياه الشرب لنحو اكثر من 8 ألف نسمة هم إجمالي سكان قرية حدنان ، بعد أن جفت خزاناتهم المنزلية التي كانت تعتمد على مياه الأمطار الموسمية.

 

وقال عقلان في تصريح خاص لـ"هنا عدن": حين رأيت الأطفال والنساء وكبار السن يقفون في طوابير للحصول على جالون ماء، أدركت أن الوضع يوشك أن يتحول إلى كارثة، فقررت التحرك بإطلاق المبادرة الواسعة لاستكمال جهود الاخ زكريا العبيدي وفتح باب التبرع للمغتربين، الذين استجابوا بسخاء وكرم يستحق الثناء" و بفضل الله ثم بهم استطعنا إيصال عشرات الصهاريج من المياه مجانا للأهالي ولاتزال المبادرة مستمرة في نقل المياه.

 

واضاف عقلان الى انه ورغم التحديات، وعلى رأسها وعورة الطريق وعدم قدرة شاحنات نقل المياه الكبيرة على الوصول إلى مناطق القرية، لكننا استطعنا نقل المياه من المدينة الى القرية عبر تجهيز صهاريج صغيرة بسعة 2000 لتر تُحمَل على سيارات شاص وذلك لقدرتها الخاصة على الوصول الى المناطق الجبلية، مؤكدا أن هذه المبادرات أعادت الأمل للسكان، وكسرت شيئا من قسوة الجفاف المتصاعد وخففت من حدة الأزمة. 

 

وأشار إلى انها كانت لحظة فارقة حين رأينا وجوه الأطفال تبتسم بعد أن امتلأت أواني الماء، في قصة عطاء وصمود، تُكتب بحروف من نور في سجل المبادرات التي تستحق الدعم والتقدير

 

ورغم تفاقم الوضع، لا تزال الجهود الحكومية ومشاريع المياه الرسمية غائبة، تظل المبادرات المجتمعية بارقة أمل في وجه المأساة، لكنّها أيضا صرخة إنذار تُحذر من كارثة بيئية وإنسانية أكبر في حال استمر الجفاف وتجاهلت الجهات المعنية هذا الواقع المرير.