الرئيسية - أخبار محلية - تقرير هام لشبكة نيوستراك، بعنوان .. سقطرى.. جزيرة خارجة من الخيال تسحر زوارها وتدهش العلماء

تقرير هام لشبكة نيوستراك، بعنوان .. سقطرى.. جزيرة خارجة من الخيال تسحر زوارها وتدهش العلماء

الساعة 08:09 صباحاً (هنا عدن : متابعات )

نشرت شبكة نيوستراك، اليوم السبت، تقريرًا موسعًا عن جزيرة سقطرى اليمنية، واصفةً إياها بأنها "أعجوبة طبيعية فريدة من نوعها على كوكب الأرض"، ومكان يخطف القلوب بجماله وسحره، ويشبه في مظهره كوكبًا غريبًا من أفلام الخيال العلمي.

 



وبحسب التقرير، الذي ترجمه للعربية موقع "المهرية نت"، فإن جزيرة سقطرى الواقعة على بُعد نحو 350 كيلومترًا من السواحل اليمنية، تعد موطنًا لمئات الأنواع من النباتات والحيوانات التي لا توجد في أي مكان آخر في العالم، وهو ما جعل العلماء يطلقون عليها اسم "غالاباغوس المحيط الهندي".

 

نظام بيئي فريد وتاريخ غامض

وأوضح التقرير أن الجزيرة انفصلت عن القارة الأفريقية منذ ملايين السنين، ما أتاح تطور نظام بيئي مستقل، تطورت فيه الكائنات في عزلة شبه تامة. وتعيش على أرضها أنواع نادرة من الأشجار مثل شجرة دم التنين ذات الظل المظلي والعصارة الحمراء التي تستخدم في الطب التقليدي والصباغة والطقوس الروحانية.

 

كما تحتضن الجزيرة شجرة "الزجاجة" أو "وردة الصحراء"، التي تتميز بجذعها السميك وأزهارها الوردية، وتضفي بعدًا بصريًا سرياليًا على تضاريس الجزيرة التي تتنوع بين الشواطئ البيضاء والكهوف الحجرية والجبال الوعرة والوديان العميقة.

 

مجتمع أصيل ولغة مهددة بالاندثار

ويشير التقرير إلى أن سكان الجزيرة الأصليين، المعروفين باسم شعب سقطرى، حافظوا على ثقافتهم الفريدة ولغتهم الخاصة التي تُعد مستقلة نسبيًا عن اللغة العربية. وتُعتبر هذه اللغة شبه منقرضة، إذ لم تعد تُكتب إلا نادرًا، ولا يتحدث بها إلا عدد محدود من السكان.

 

وأضاف التقرير أن السكان المحليين يعيشون في انسجام مع الطبيعة، ويعتمدون في معيشتهم على الزراعة وصيد الأسماك وتربية المواشي، فيما تزدهر حياتهم الثقافية بالأغاني الشعبية، والشعر، والحكايات الشفهية التي تُتناقل بين الأجيال.

 

كنز بيئي غني وفريد

وتُصنّف سقطرى كإحدى أهم المناطق على مستوى العالم من حيث التنوع البيولوجي، حيث تحتوي على أكثر من 700 نوع مستوطن، من بينها 37% من النباتات و90% من الزواحف، بالإضافة إلى نسبة كبيرة من الرخويات البرية. كما أن الحياة البحرية في الجزيرة غنية بشكل مذهل، ما يجعلها مقصدًا مثاليًا لعشاق الغوص والغطس.

 

السياحة تتنامى والتحديات تتزايد

وأشار تقرير نيوستراك إلى أن سقطرى تشهد مؤخرًا اهتمامًا متزايدًا من السياح الباحثين عن المغامرة وتجارب السفر الفريدة، رغم أن الوصول إليها لا يزال معقدًا ويحتاج إلى المرور عبر الأراضي اليمنية، ثم الانتقال جوًا أو بحرًا إلى الجزيرة.

 

ورغم هذا الاهتمام، تحذر الشبكة من التهديدات التي تواجه الجزيرة، بما في ذلك التأثيرات البيئية الناتجة عن التغير المناخي، وزيادة النشاط السياحي غير المنظم، واستنزاف الموارد الطبيعية. وفي هذا السياق، تذكّر بأن الجزيرة أُدرجت على قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2008، وهو ما يستوجب تعزيز جهود الحماية البيئية وتنظيم السياحة بما يضمن الاستدامة.

 

تجربة لا تُنسى

وفي ختام التقرير، تؤكد نيوستراك أن زيارة سقطرى لا تُعد مجرد رحلة سياحية بل تجربة عميقة تترك أثرًا في القلب والذاكرة، وتمنح الزائر فرصة نادرة لإعادة التواصل مع الطبيعة، بعيدًا عن صخب العالم الحديث. وتحث المسافرين على احترام البيئة المحلية والتفاعل مع سكان الجزيرة بروح التقدير، لأن ما توفره سقطرى من جمال وهدوء ودهشة هو إرث يستحق الحماية والاحترام.