�نا عدن | مقالات
هبة عيدروس
محامية وخبيرة قانونية|
في قلب مدينةٍ أرهقها الظلم وأثقلتها الأوجاع، تتوهج شعلةٌ لا تنطفئ، شعلة نساء عدن اللواتي خرجن من صمت القهر إلى ميادين النضال، ورفعن راية الكرامة في وجه آلة القمع. في زمنٍ انحنى فيه الكثيرون أمام البطش، وقفت المرأة العدنية شامخة، لا تهاب الهراوات ولا تُرهبها التهديدات، تنبض بالحق وتصرخ من أعماق وجعها: "لن نصمت بعد اليوم"
كل التحية لأمهاتنا وأخواتنا المناضلات اللاتي واجهن القمع والتضييق والتفكيك لصفهن، وحوّلن الألم إلى قوة، والقمع إلى عزيمة.
إن صمودكن ليس فقط بطولة نسائية، بل صفحة مشرقة في تاريخ نضال اليمن كله تكتبها نساء عدن.
أمهاتنا وأخواتنا، نضالكن ليس ترفًا، بل ضرورة في واقًع تتهاوى فيه مؤسسات الدولة، وتنهار فيه مقومات الحياة. وقفاتكن تطالب بالكهرباء، المياه، الصحة، التعليم، العمل، الراتب المستحق لحياة كريمة.
إنها حقوقٌ لكل المجتمع، ليس للنساء فقط.
أمهاتنا وأخواتنا الكرام، اللاتي لم يخرجن بعد، لا نلومكن، بل ندعوكن من قلوبنا التي نتشارك من خلالها معًا الوجع والقهر والحرمان. أن نتشارك الصوت ليسمع من به صممُ، اعرفن أن التغيير يُصنع من الميدان. والنزول ليس تهورًا، بل مشاركة في رسم مصير عدن، لأجلكن، ولأجل بناتكن وأبنائكن ومستقبلهم.
إن مشاركتكن ضرورة، لأن السكوت يُطيل عمر الظلم، فاليد الواحدة لا تُصفق. الثورة النسوية لا تعادي الرجال، بل تقاوم الفساد والتمييز وتفتح باب العدالة للجميع.
يا نساء عدن،
لنمضِ معًا، لأننا لسنا الحلقة الأضعف، بل القوة التي تقود التغيير. فلنرفع أصواتنا، فالمستقبل لا يُمنح، بل يُنتزع. والثورة النسوية، لنا جميعًا.
فنحن النور الذي سيشق عتمة الظلام في عدن . لا تيأسوا أو تقهروا فلابد لليل أن ينجلي ، ونرى جميعنا فجر جديد.
