الرئيسية - عربي ودولي - الاعلام "العبري" يكشف: أزمة تمويل تهزّ كيان "الاحتلال" وتكشف استنزافاً بلا أفق

الاعلام "العبري" يكشف: أزمة تمويل تهزّ كيان "الاحتلال" وتكشف استنزافاً بلا أفق

الساعة 08:52 مساءً



�نا عدن  | متابعات
في تقرير نشره موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، تتصاعد حدّة الخلافات داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي بشأن تمويل الحروب الأخيرة على غزة وإيران، في وقت يواجه فيه الاحتلال استنزافاً غير مسبوق لقدراته العسكرية والمالية، وسط جدل داخلي محتدم حول جدوى هذه المغامرات الدموية.

وبحسب التقرير، فإن المؤسسة العسكرية تطالب بزيادة فورية في الميزانية قدرها 60 مليار شيكل (حوالي 16 مليار دولار أميركي)، لتغطية النفقات غير المتوقعة الناجمة عن الحرب على إيران وقطاع غزة، لا سيما ما سمّي بعملية “عربات جدعون”، إلا أن وزارة المالية في كيان الاحتلال، وعلى رأسها الوزير اليميني المتشدد بتسلئيل سموتريتش، تعارض هذا التمويل، معتبرة أن “الجيش الإسرائيلي يهدر أيام الاحتياط”، في إشارة إلى النفقات الباهظة لتعبئة الجنود.

ويشير التقرير إلى أن تكاليف الاحتياط وحدها بلغت 1.2 مليار شيكل شهرياً، مع تعبئة ما بين 30 إلى 40 ألف جندي احتياطي لقوات “الجبهة الداخلية” فقط، معظمهم يُستخدم في العمليات البرية داخل قطاع غزة. وتشتكي المؤسسة العسكرية من تردّي المعدات، لدرجة أن جنود الاحتلال يجبرون على استخدام عربات عسكرية مهترئة تجاوزت مسافات تشغيلها المليون كيلومتر، وبعضها تضرر بصواريخ المقاومة الفلسطينية وعبواتها الناسفة.

كما حذّرت المصادر الأمنية من أن المخزون الاستراتيجي من صواريخ منظومة “آرو” الاعتراضية قد شارف على النفاد، نتيجة كثافة الاشتباك مع إيران وهجمات القوات المسلحة اليمنية بالصواريخ والطائرات المسيّرة. وقد تسبّب تعطيل التمويل في تأخير شراء صواريخ جديدة، مما أدى إلى فقدان القدرة الدفاعية في مواجهة أي مواجهة قريبة محتملة، بحسب تعبير التقرير.

وتكشف الوثائق التي اطلعت عليها الصحيفة أن الصناعات العسكرية في كيان الاحتلال فقدت كذلك عشرات الطائرات المسيّرة المتطورة في الهجوم على إيران، ما يعد ضربة قاسية لقطاع التصنيع العسكري الذي يعاني بدوره من نقص التمويل والضغط الميداني، وهو ما قد تستغله جيوش دولية أخرى، كالصين وروسيا، التي بدأت بدورها بدعم طهران لإعادة تأهيل منشآتها الدفاعية والنووية، وفقاً للتقرير.

ورغم هذه الكلفة الهائلة، لم تفضِ الحرب مع إيران إلى أي تسوية أو اتفاق، ما يجعل الاحتلال أمام خطر الاستنزاف طويل الأمد بلا مكاسب حقيقية.

وفي خضم هذا المشهد، تتهم وزارة المالية الجيش بإهدار الموارد، وبتحويل الاحتياط إلى عبءٍ اقتصادي ثقيل، فيما تتهم المؤسسة العسكرية الحكومة بعدم تحمّل مسؤولياتها، بل والإضرار بالأمن القومي، بسبب تأخر الميزانيات.

وتبرز هذه الانقسامات مؤشراً واضحاً على أن الاحتلال الإسرائيلي، الذي لطالما روج لقدرته على شنّ الحروب الخاطفة والحاسمة، بات يغرق في أزمات مالية وعسكرية متشابكة، تضعف من قدرته على الصمود في وجه مقاومة متصاعدة، سواء في غزة أو اليمن أو إيران.

المصدر | المساء برس