�لابس أنيقة توافق التقاليد الإسلامية.. هذه هي فكرة محل بيع الملابس النسائية 'حجابي' في مدينة كولونيا الألمانية، ورغم أن هذه الملابس تشهد إقبالا كبيرا عليها، فإن صاحبة المشروع زونيا كيفي لا تسعى فقط إلى الربح ، بل تطمح أيضا إلى تغيير صورة النمطية عن المرأة المسلمة في المجتمع الألماني.
ولم تكن كيفي تتوقع أن يعرف محلها كل هذا النجاح بعد افتتاحه في أحد مراكز التسوق بكولونيا. ورغم أن زبائنه من المسلمين وغير المسلمين، إلا أن كيفي تقول إنها 'تحاول صياغة الموضة الغربية بشكل يتناسب مع تقاليد لباس المرأة المسلمة'.
وصممت كيفي بنفسها جزءا من الملابس التي يعرضها المحل كما استعانت بمصممتين واستوردت بقية الملابس من بريطانيا وماليزيا.
الجائزة
كيفي كانت تريد إنهاء دراستها. فهي طالبة تدرس العلوم الاقتصادية في جامعة فوبرتال. لكنها، وبعد رؤيتها لإعلان مسابقة في أحد مراكز التسوق في كولونيا، تغيرت أولوياتها. والجائزة الأولى لهذه المسابقة تتمثل في استغلال محل تجاري مجهز لمدة شهر كامل بالمجان.
شاركت كيفي في المسابقة بفكرة 'حجابي' وفازت بالجائزة الأولى. و لم يكن أمامها بعد الفوز سوى شهرين فقط لتصميم الملابس وشرائها.
وتقول كيفي 'التوتر والإجهاد الذي عشته في تلك الفترة لم أعرفه من قبل وقمت بتعبئة أفراد عائلتي ومعارفي وقضينا ليالي طويلة نخيط الملابس'.
يقصد محل 'حجابب' مسلمات من جميع مدن ولاية شمال الراين ويستيفاليا. كما هو الحال بالنسبة لنجاة شغواني، التي أتت من دوسلدورف ـ التي تبعد عن كولونيا حوالي 40 كلم ـ
وتقول نجاة، التي كانت ترتدي تنورة طويلة وتضع على رأسها حجاباً بلون فيروزي، 'هذه هي المرة الأولى التي أقصد فيها محلا يمكنني أن ألبس جميع الملابس المعروضة فيه تقريبا'.
ونظرا للإقبال الكبير قررمركز التسوق تمديد مدة استغلال كيفي للمحل لشهرين آخرين. ويعتبر تواجد محل مثل 'حجابي' في مركز تجاري للتسوق إلى جانب محلات H&Mو Zara سابقة في ألمانيا. وتقول كيفي إن 'هذا هو مسعانا، و نريد أن نكون إلى جانب المحلات التجارية الكبرى وليس في إحدى الشوارع الجانبية على الهامش'.
الصورة النمطية
من جهتها، تقول زينب المسرار مديرة نشر مجلة 'غازله' النسائية 'يمكن للنساء المسلمات العثور أيضا على ملابس تناسب تقاليد المرأة المسلمة لدى المحلات التجارية الكبرى، لكن هذه المحلات لا تخاطب النساء المسلمات بشكل خاص'.
وأضافت المسرار المسلمات 'يحتجن إلى من يتوجه إليهن بالخطاب وليس وضعهم تلقائيا في قائمة الأحكام المسبقة بسبب ارتدائهم للحجاب و صورة المرأة المحجبة باعتبارها امرأة قاصر وتتعرض للقمع ترسخت في ذاكرة المجتمع الألماني'.
وتحاول كيفي من خلال الموضة الموجهة للنساء المسلمات تغيير هذه الصورة. وتقول كيفي: 'يوجد كثير من النساء المسلمات مثلي يتمتعن بثقة كبيرة في النفس، ويحققن ما يصبون إليه'. وتأمل كيفي أن تنجح في إيصال هذه الفكرة من خلال محلها الذي يأتي إليه زبائن من المسلمين وغير المسلمين.