المهرة حكاية صمود وثبات

2025/04/26 الساعة 06:55 صباحاً

يتمسّك شباب المهرة باعتصامهم السلمي، مقدمين أروع الصور الحضارية من خلال اعتصام سلمي وراقٍ، اعتصام لم تخترقه ايادي العبث، ولم تفرق صفوفه (أزيز الشياطين) ولم تقوى على شبابه مغريات الحاقدين وعروضهم السخية، ولم تصدح من صفوفه شعارات (حيا بهم.. حيا بهم) لهذا صمد اعتصام أبناء المهرة السلمي، لأن أولئك الشباب الذي دشنوا بداية الفعل الحضاري كانوا مسكونين بحب محافظتهم وبحب أهلهم، عازمين على تجنيب محافظتهم واهلهم ظواهر الفتن والتمزق التي أصابت مختلف محافظات الوطن..



اعتصام شباب المهرة السلمي قابله وعي عقلاء وحكماء ووجهاء المهرة الذين قدموا أروع النماذج في مواقفهم الوطنية المعبرة عن مشاعر الانتماء وشعور بالمسؤولية الوطنية، وحكمة مكتسبة يدرك حملتها بأن الأنجرار وراء الشعارات الزائفة لن يولد سوي كوارث عبثية سيدفع ثمنها كل من في المحافظة، كما كانت أحوال بقية المحافظات قد علمت وعرفت لدى أبناء المهرة الذين التفوا وعلى قلب رجل واحد حول بعضهم وخلف رموزهم الوجاهية والاجتماعية، وقدموا أروع النماذج النضالية التي تعكس حالة وعي حضاري أصيل، وعي موحد انكر من فيه ذاتهم واصطفوا دفاعا عن محافظتهم وعن امنها واستقرارها وسكينتها الاجتماعية.


وحين أتابع أحاديث وتصريحات الشيخ علي سالم الحريزي، الذي يواجه عتاولة الطغاة المتمثلين في (نظامي السعودية والإمارات) ومعهما أدواتهما في الداخل اليمني من أبناء جلدتنا للأسف، أدرك أن قوة هذا الهامة الوطنية من قوة أبناء محافظته ووطنه، فالرجل يحضي باحترام وتقدير ليس من أبناء محافظة المهرة بل من كل أبناء الوطن اليمني الذين ينظرون إليه كشخصية وطنية لا يقتصر اهتمامه على المهرة بل يهتم بكل الوطن اليمني، ولكن للأسف لم يجد لدى الآخرين من أقرانه من رموز الوطن ما يشغلهم أكثر من مصالحهم الأنانية الضيقة فتركهم يعمهون في غيهم ووقف منافحا عن أمن وسلامة محافظة المهرة مؤمنا أن ليس بالأمكان ابدع مما كان، مقتفيا إثر عبد المطلب في مواجهة (أبرهة) وأنا رب أبلي والكعبة لها رب يحميها، وهو رابط على تخوم المهرة ذائدا عنها كل محاولة الاختراق التي ازدادت مؤخرا في محاولة سعودية _ اماراتية على إحداث اختراق وأن محدودا من شأنه أن يربك المجتمع المهري ويفتح نافذة في جدار الممانعة والصمود وأن من أجل أحداث الفوضى داخل المحافظة وفي أوساطها الاجتماعية بمعزل عن تحقيق أهداف أطراف الاختراق والمؤامرة، المهم إيجاد موطي قدم للفوضى ودفع أبناء المحافظة للصراع فيما بينهم وحدوث هذا كاف بنظر المتأمرين، لأن فعل كهذا سوف يمكنهم لاحقا من الدخول للمحافظة _كمصلحين _على غرار دخلتهم الأولى بالأزمة اليمنية _المبادرة الخليجية _..؟!


محاولات محمومة بل ومسعورة تقوم بها كل من السعودية والإمارات بهدف اختراق سكينة المحافظة وتطويع رموزها، ولم تتركا الدولتين محاولة لم يلجأون لها لإحداث اختراق اجتماعي يطوع لهما المحافظة أو ينقل إليها صور العبث والفوضى والتمزق المجتمعي.


وفيما تدفع الإمارات ب( قوات الانتقالي،) تدفع السعودية ب(قوات درع الوطن)، فيما هناك أطراف أخرى مؤدلجة حد التطرف تحاول بدورها تقديم خدماتها لبعض الأطراف تحت عناوين مموهة وشعارات خداعية زائفة، لكن كل هذه المحاولات فشلت و تفشل تباعا أمام إصرار أبناء المهرة ورموزها على تجنيب المحافظة ويلات الصراع والانقسام.


إن وطنية شباب ورموز ووجهاء المهرة يستحقون كل الشكر والتقدير على نبل مواقفهم، وعلى ثبات مواقفهم الوطنية وتمسكهم بثوابت مبدئية قدموا من خلالها اروع الأمثلة عن حب الوطن والولاء الوطني ورفض التبعية والارتهان لأي طرف، متمسكين بشرعية الدولة الوطنية ومؤسساتها الشرعية، رغم تأمر الشرعية عليهم وعلى هويتهم الوطنية ومحاولتها العمل على تطويعهم ليكونوا في خدمة أطراف يدركون جيدا انها معادية لهم والمحافظة والوطن.

*نقلًا عن حسابه على فيسبوك