مفاجأةُ الإمامِ للبردوني.

2025/07/21 الساعة 10:35 مساءً


بمناسبة عيدِ الجلوسِ على العرشِ. نَظَمَ الشاعرُ عبدُالله البردوني أبياتا هجأ فيها الإمامَ أحمدَ (رحمهما اللهُ)، محملا إياه مسؤولية ما وصلَ له حالُ البلدِ والناسِ من تدني المعيشةِ، والجهل والتخلفِ، وتعذرِ الحياة الكريمةِ. وفيها يقولُ:
عيدُ الجلوسِ أَعِرْ بِلادَكَ مَسمَعًا
تَسألُكَ أَينَ هَناؤها هل يوجَدُ
تمضي وتأتي والبلادُ وَأَهلُها
في ناظرَيك كما عهدتَ وتعهدُ
فيمَ السكوتُ ونصفُ شَعبُكَ ها هنا
يَشقَى وَنِصفٌ في الشّعوبِ مُشَرَّدُ
يا عيدُ هذا الشَّعبُ ضاعَ نُبوغُهُ
وَطَوى نَوابِغَهُ السُّكونُ الأَسودُ
تحت الرَّمادِ شَرارةٌ مَشبوبَةٌ
وَمن الشَّرارةِ شُعلَةٌ وَتَوقّدُ
الشَّعبُ أَقوى مِن مَدافِعِ ظالمٍ
وَأَشَدُّ مِن بأسِ الحديدِ وَأَجلَدُ
والحقُّ يَثني الجَيشَ وَهو عَرَمرَمُ
وَيَفِلُّ حَدَّ السَّيفِ وَهو مُهَنَّدُ.
ورغم ما حوته القصيدةُ من نقدٍ جارح إلا إنَّ الإمامَ لم يسجنه أو يعذبْهُ أو يقطعْ لسانَهُ، بل فاجأه فيما بعد بإرسال مبعوثه الخاصِ ليعزيَه في وفاةِ والدته، حاملا له مكافأةً ماليةً منه. هذه الأبياتُ تحاكي وضعَنا حاليا إلا في المكافأةِ بعدها، فهي تختلفُ كليةً عن مكافآتِ زماننا. مثلُ هذا النقدِ لو بثَهُ اليومَ أحدُنا قاصدا به الرموزَ الاشاوسَ في مجالسِ القيادةِ (شرعية، انتقالية، حوثية). فكيف سيكونُ ردُ فعلِهِم تجاهها؟. سوف يتفاوتُ ذلك من مجلسٍ لآخرَ. لكنَّه من الجميع سيتلقى أعظمَ مكافأةٍ في حياته. سيعاني الويلَ والثبورَ، ويتجرعُ الألمَ نفسيا وجسديا. وسيظلُ سجينا حتى يتعفنَ أو يُجَنَّ أو يموتَ. أو سَيُغَيَّبُ فلا يعلمُ أهلُهُ حيا أم ميتا هو. وبعضُ الجلادين حميةً لكرامةِ رئيسِهِ أو قائدِه! قد يجرُهُ غضبُهُ إلى جَزِ جزءٍ من جسدِ المخطوفِ.. فلا يتجرأُ بعدها أحدٌ أن ينتقدَ قائدا أو مسؤولا.. ناهيك عن هجائِهِ وشتمِه. أما إن خرجَ بعد ذلك حيًا فذلك حتما ببركةِ دعاءِ والدتِهِ له. قديما -ومازالوا- يعلموننا في المدارسِ أنَّ الإمامَ طاغيةٌ دموي جاهلٌ سفاح. ولكن بما نُعايشُه ونسمعُهُ اليومَ فإنِّ الإمامَ -مقارنةً بهم- شخصٌ لطيفٌ مرنٌ حكيمٌ حليمٌ.. وبلغةِ الطبقةِ المخمليةِ هو كيوت وكول وڤيري سويت.
#أبو_الحسنين_محسن_معيض