تم تحييدُ سكانِ أمريكا الأصليين في الولايات المتحدة عبر مجموعةٍ من السياسات التي هدفت إلى إزاحتهم من أراضيهم وجعلهم أقليةً ثم دمجهم في المجتمع الأمريكي. كالإبادة الجماعيةِ، والترحيل القسري، والحروب، والتهجير، والتطهير العرقي، والمسخِ الثقافي، والاستيلاء على أراضيهم وتحوير معارفِهم الأصلية وعاداتهم وتقاليدهم السمحة الأصيلة. وسنوا قانونا يبعدهم إلى أراضٍ فدرالية مقابل التخلي عن أراضيهم الأصلية، فحصل السكان غير الأصليين في الجنوب على أراضي الأصليين. ما ادري هل انا وحدي الذي أرى أن هذا يشبه إلى حد كبير ما مارسه الثلاثي (ع) ضد الجنوب ونظام إدارته وقوانينه واقتصاده وثقافته، وبتعاونٍ وتوجيهٍ من مشائخَ ووجهاء جنوبيين.. عبر استقطابِ أبنائه في حزبي الشمال، وتأجيجِ النزاع الداخلي بينهم سياسيا بما أنساهم ما يُحاط بهم من مظاهرَ ما كان لهم بها من درايةٍ ولا عمل.. كالثارات وحمل السلاح، وقطع الطريق والخطف، وتحقيرِ سيادة الجيش وهيبة الأمن. وعلنيةِ الرشوة، وسطوة المتنفذ فوق سيادة القانون، وتهميشِ القضاء عبر التحكيم العرفي والعدولِ وحكمِ اللَومِ بما يفوق الديةَ عشراتِ المرات دون حسمِ الدماء، وشيلني واشيلك، ومشيها تمشي، وادهن السيرَ يسيرُ، والاستيطانِ العمراني والعرقي، والضخِ المادي لأبناء الشمال للتجارة وشراء الأراضي وتعمير المساكن عبر تبييضِ أموال المتنفذين، ونشرِ ثقافة الدحبشةِ بدلا من ثقافة المواطنةِ الصالحةِ، ومضغِ القات يوميا، وتعاطي المخدرات، وانهيار العملة، والفساد الإداري في مؤسسات الدولة، وتدني الخدمات، وإلغاءِ مجانية العلاج والتعليم، و.... و....!. حد يظن ذلك معي! أم أنا وحدي الذي مازلت شيوعيا؟!.
أبو الحسنين محسن معيض
