بعد سنوات من المحاولات الفاشلة لإقناع أبناء سقطرى بحضور المهرجانات التي تُنظمها الإمارات في الجزيرة، نجحت هذه المرة الفعاليات الإماراتية في جذب المئات من المواطنين لحضور مهرجانها الذي استضافت فيه الفنانة ماريا قحطان، حيث حضر المهرجان العديد من الرجال والنساء من مختلف المناطق في سقطرى، من المعجبين بالفنانة.
لكن مع ذلك، لا يزال أبناء الأرخبيل قلقون من أن هذه المهرجانات تهدف إلى تغيير ثقافة الجزيرة وضرب الوعي الجمعي لأبناء المحافظة، والتي يُنظر إليها على أنها ثقافة دخيلة على المجتمع السقطرى، التي تتميز بتاريخها العريق وتقاليدها المحافظة.
تغيير الوعي الجمعي وتهديد الهوية
المهرجانات التي تُنظمها الإمارات في سقطرى تحت عناوين متنوعة مثل "مهرجان السلام" و "مهرجان الفنون"، تُتهم بأنها لا تهدف فقط إلى الترفيه، بل تهدف أيضًا إلى تغيير اهتمامات ووعي أبناء المحافظة، من خلال ترويج أساليب حياة تختلف عن تلك التي يتبعها السكان المحليون، خاصة في ظل الاختلاط والأنشطة التي تخالف العادات والتقاليد السقطرية.
ورغم الحضور الكبير للمهرجان الأخير من المعجبين للفنانة ماريا قحطان، يشعر العديد من أبناء سقطرى بقلق حيال هذا النوع من الفعاليات، ويعتقدون أن الأنشطة الثقافية التي تُروج لها الإمارات قد تكون لها تأثيرات سلبية على قيمهم المجتمعية، حيث تعتبر هذه المهرجانات عبثية ولا تضيف أي قيمة حقيقية للمجتمع المحلي.
وقد أكد العديد من الناشطين المحليين في سقطرى على ضرورة التمسك بالهوية الثقافية والتاريخية للجزيرة، مطالبين بضرورة إيقاف هذه الأنشطة التي يتحدثون عن كونها استهدافًا لثقافة الجزيرة، بل طالبوا أيضاً الآباء، بمنع أبنائهم من الحضور لهذه الفعاليات.
يأتي ذلك، في الوقت الذي تسعى فيه الإمارات إلى تعزيز وجودها الثقافي في سقطرى عبر مهرجاناتها التي تستمر لعدة أشهر، لا يزال هناك رفض شعبي من قبل شريحة واسعة من السكان السقطريين الذين يرون أن هذه الأنشطة لا تتماشى مع قيم ومبادئ وعادات وتقاليد سكان الأرخبيل، مشددين على ضرورة الاحترام العميق لثقافة سقطرى، والحفاظ على الهوية التي تميز سكان الجزيرة