حذّر تقرير نشره موقع “وور أون ذا روكس” الأمريكي من أن الاعتماد على الاغتيالات كاستراتيجية رئيسية ضد قوات صنعاء، بما في ذلك استهداف زعيم حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، لن يؤدي إلى إنهاء التهديد الذي تواجهه الولايات المتحدة وإسرائيل، بل قد يحمل مخاطر كبيرة.
وأشار التقرير إلى أن بعض المحللين يرون أن اغتيال عبد الملك الحوثي قد يؤدي إلى انهيار الجماعة، لكن الواقع يشير إلى أن الحركة أصبحت مؤسسية ومرنة تنظيمياً، ولم تتأثر باغتيالات سابقة لقادتها، مثل مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى السابق صالح الصماد.
اغتيالات لم تحسم الصراعات
ولفت التقرير إلى أمثلة تاريخية تثبت أن تصفيات القادة لم تؤدِ إلى إنهاء التهديدات، بل في بعض الحالات عززت قوة الجماعات المستهدفة. واستشهد باغتيال عباس الموسوي، زعيم حزب الله عام 1992، والذي فتح المجال أمام حسن نصر الله لتولي القيادة، مما جعل الحزب أقوى تنظيمياً وعسكرياً حتى وفاته عام 2024. كما أشار إلى فشل اغتيال يحيى السنوار في غزة في التأثير على القدرات القتالية لحماس بشكل ملموس.
وأوضح التقرير أن قوات صنعاء تمتلك ترسانة صاروخية بعيدة المدى تصل إلى 2500 كيلومتر، وقد أثبتت قدرتها على تعطيل الشحن البحري وتهديد الأصول الأمريكية والإسرائيلية. ووفقاً للتقرير، فإن استهداف قائد الجماعة بطائرة مسيّرة لن يكون حلاً سحرياً لإنهاء هذه التهديدات.
مقامرة غير مضمونة
وأشار التقرير إلى أن التعويل على عملية اغتيال تأخذ وقتاً طويلاً في التخطيط والتنفيذ، مع عدم ضمان نجاحها أو تحقيق نتائج استراتيجية، يشكل مقامرة غير ضرورية.
وخلص التقرير إلى أن البحث عن “حلول سريعة” من خلال عمليات تصفية القادة هو نهج غير مستنير، قد يؤدي إلى نتائج مخيبة للآمال، بدلاً من تقديم حل استراتيجي حقيقي للتهديدات في المنطقة.