الرئيسية - أخبار محلية - تآمر "خبيث".. من "إعادة التموضع" إلى "إعادة التفريط".. عزل "الساحل الغربي" عن الجمهورية اليمنية وجعلها منطقة "نفوذ آمن" لاسرائيل عبر الامارات وطارق عفاش.. اين الشرعية والاحزاب والقوى الوطنية من هذا?

تآمر "خبيث".. من "إعادة التموضع" إلى "إعادة التفريط".. عزل "الساحل الغربي" عن الجمهورية اليمنية وجعلها منطقة "نفوذ آمن" لاسرائيل عبر الامارات وطارق عفاش.. اين الشرعية والاحزاب والقوى الوطنية من هذا?

الساعة 04:32 مساءً



�نا عدن | خاص
في وقت يبدو فيه المشهد اليمني أكثر ضبابية ،تخرج من الساحل الغربي ملامح ترتسم ببطء لكنها تنذر بتغييرات خطيرة تمس العمق الاستراتيجي ليس لليمن فقط بل للمنطقة برمتها ما يجري هناك ليس مجرد "إعادة تموضع" كما يزعم البعض بل قد يكون خطوة منظمة نحو إعادة تسليم تدريجية لمناطق حيوية لصالح مشروع الحوثي – الزيدي تحت عناوين وشعارات تمويهية.

طارق صالح من الحوثي إلى الساحل... وماذا بينهما؟
العميد طارق محمد عبدالله صالح القادم من المدرسة العسكرية الزيدية لم يكن يومًا مناهضًا للفكر الحوثي جذريًا بل كان أحد أبرز المتقاربين معه في بدايات الاجتياح الحوثي لصنعاء عام 2014م حين خاض الطرفان المعركة ضد "الإخوان" كما كانوا يسمونها.
ورغم مقتل عمه علي عبدالله صالح نهاية 2017م فإن طريقة خروج طارق من صنعاء لم تكن مفهومة ولم تُسجّل أي معركة حقيقية دارت في محيطه بل خرج بطريقة آمنة ومريبة ، ثم عاد فجأة إلى الواجهة بدعم إماراتي مفتوح وسُوّق كـ"أسطورة مقاتلة" دون معارك تُذكر ضد الحوثي في عمق الشمال.

فلماذا اختار طارق الساحل الغربي؟
لم يكن توجه طارق إلى الساحل الغربي اعتباطيًا فالساحل يمثل:
_منطقة رخوة قبليًا وسهلة السيطرة أمنيًا
_منفذًا استراتيجيًا على البحر الأحمر وباب المندب
_بيئة قابلة للعزل عن التأثيرات الشمالية والجنوبية على حد سواء.
_أرضًا خصبة لمشروع إماراتي اقتصادي-عسكري طويل الأمد

وعليه أصبح طارق أداة "شمالية بلباس مدني" لضبط وترويض هذا الخط الساحلي الهام دون أن يمثل تهديدًا مباشرًا للإمارات أو حتى للحوثي.

إعادة التموضع... أم إعادة التسليم؟
منذ إعلان اتفاق استوكهولم في ديسمبر 2018م وذريعة "إعادة التموضع" تتكرر كلما سقطت منطقة أو انسحبت منها قوات طارق صالح ، وكأن الاتفاق صار مظلة دائمة لتبرير الانسحاب دون قتال.
لكن الواقع يقول:
الحديدة تم تسليم أطرافها دون اشتباك حقيقي.
الدريهمي – التحيتا – بيت الفقيه انسحاب ناعم بلا مواجهات.
ما بعد الخوخة تكرار لنفس السيناريو تحت مبررات "إعادة التموضع التكتيكي".

والسؤال الجوهري هنا من الذي فاوض الحوثي على هذه التموضعات؟
وأين الحكومة الشرعية من كل هذا؟

الوجه الخفي لاتفاق استوكهولم

اتفاق استوكهولم في ظاهره كان يهدف لـ"وقف إطلاق النار الإنساني في الحديدة" لكن في باطنه:
_شرعن الوجود الحوثي في الموانئ.
_جمّد المعركة الاستراتيجية على الساحل
_مكّن الحوثي من ترتيب صفوفه والانطلاق نحو مأرب وتعز.

ولم يكن مفاجئًا أن يكون طارق هو أول من التزم صمتًا بل وشارك عمليًا في تحويل المناطق من خطوط مواجهة إلى خطوط فصل آمنة للحوثي، دون أن يصدر منه موقف صريح ضد بنود الاتفاق المجحفة.

إلى أين نحن ذاهبون؟
السيناريوهات القادمة
1_ إمارة زيدية ساحلية مشتركة:
حيث يجري الحديث عن تفاهم غير معلن بين الإمارات والحوثي يقضي بترتيب الساحل الغربي كمنطقة نفوذ آمن تحت إدارة طارق عسكريًا والحوثي سياسيًا والمجتمع الدولي اقتصاديًا (موانئ_ ممرات بحرية)
2_ تصفية طارق لاحقًا.

في حال تغيّرت التحالفات أو تبدلت الحسابات فإن الحوثي سيعيد التعامل مع طارق كـ"أداة مؤقتة" ويعيد اجتياح الساحل بزعم تطهيره من التبعية الخارجية كما فعل في صنعاء 2017م.

3_ ولادة المقاومة التهامية من جديد

يبقى الأمل الأخير في وعي أبناء تهامة ورفضهم أن يكونوا مجرد تابعين أو أدوات ضمن مشاريع الآخرين فكلما خفَّ وهج القوى المستورد كلما برزت الحاجة إلى مقاومة تهامية خالصة تمثّل السكان والكرامة.

وختاما.... بين الصمت والتسليم... من ينتصر؟
لا يمكن تجاهل حقيقة أن ما يحدث في الساحل الغربي هو تسليم ناعم لصالح الحوثي بغطاء من العبارات السياسية والعسكرية وبموافقة ضمنية من شركاء إقليميين ودوليين.

إعادة التموضع ليست إلا اسمًا آخر لانسحاب محسوب واتفاق استوكهولم ليس إلا اتفاق تقاسم نفوذ.
ليبقى السؤال: هل سيسمح الشعب اليمني، وأبناء تهامة خصوصًا بإعادة تشكيل المشهد الزيدي بوجه ناعم؟
وهل يتكرر سيناريو "سقوط صنعاء" فى "سقوط المخا والخوخة"؟
الأيام القادمة حبلى بالإجابات... لكن :
من لا يصنع مستقبله يُصنع له!!!!؟؟؟