((
(1)
قضايا اليمن بكل اتجاهاته الجغرافية قضايا سياسية بامتياز، ومحاولة القفز عليها أو الهروب منها أو اختزالها في قضايا المعيشة أمر لن يقود إلا إلى خلق المزيد من حوائط الصد أمام محاولات وضع الحلول لها. فقضايا المعيشة والعملة وغيرها تمثل نتائج وليست أسبابًا في الحالة اليمنية!
(2)
قضايا ارتفاع الأسعار وغياب الأمن وسقوط قيمة العملة الوطنية كلها نتائج لأخطاء كارثية ارتكبتها (الرياض وأبو ظبي) حين خرجت عن الهدف الرئيسي لتدخلها العسكري في اليمن، واعتمدت استراتيجية صناعة وتفريخ المليشيات في عدن لمساومة جماعة أنصار الله الحوثي في صنعاء وابتزازها لغير الصالح الوطني!
(3)
ثبات سعر العملة الوطنية وضبط الأسعار والحفاظ على الأمن وضمان استمرارية الحياة الطبيعية للمواطنين في ما يسمى بالمناطق المحررة مهام تقع على عاتق دولتي التدخل في اليمن (السعودية والإمارات) والدول الداعمة لها في الرباعية، وهذا ما تفرضه القوانين الدولية المنظمة للتدخل في أي بلد!!
(4)
ذهاب دولتي التدخل في اليمن إلى زعزعة الأمن في حضرموت بواسطة مرتزقتهما، وإلحاقها بأخواتها عدن وما جاورها أمر يؤكد أن تلك الدول لم تتعلم من أخطائها وأن مشروع الوطن ما زال غائبًا، وأن قضايا الصراع ما زالت بعيدة عن الحلول، وأن طرفي التدخل في اليمن يعملان على تفكيكه وإضعافه لصالح فرض مشاريعهما التوسعية في هذا البلد والتحكم بمستقبله الذي لم تتحدد ملامحه حتى اللحظة!!
(5)
نعيد ونكرر لطرفي التدخل في اليمن أن طريق خروجهما من مستنقع اليمن لن يكون من بوابة صناعة الوكلاء (المرتزقة) ولا من مغازلة جماعة الحوثي على حساب قضايا الوطن، ولا بالعبث بالنسيج اليمني وشراء ضعاف النفوس فيه، ولا من الحرب الشعواء ضد التيارات والشخصيات الوطنية وعدم القبول بها، ولا من رسم خطوط مستقبل اليمن في مكاتب السفراء وصغار ضباط المخابرات، ولكن طريق خروجهم الآمن يأتي من مواجهة الواقع كما هو، ومن منح اليمنيين حق إدارتهم لخلافاتهم من خلال حوار وطني لا يستثني التيارات والشخصيات الوطنية التي تختلف معهم، ولا يضع أفضلية لوكلاءهم ومرتزقتهم على بقية القوى!!
(6)
القضية الجنوبية إحدى قضايا اليمن الشائكة، ومحاولة القفز عليها أو الإساءة إليها من خلال إعلام وإعلاميي الدفع المسبق لطرفي التدخل ومرتزقتهما في الداخل، وتحميلها وزر ما تقوم به المليشيات الرافضة للدولة ومؤسساتها من عبث هو أمر لن يغير من حقيقة وجود هذه القضية ولن يلغي مشروعيتها!!
(7)
المملكة العربية السعودية جارة لليمن ولها معها حدود واسعة برية وبحرية ومصالح مشتركة أمنية واقتصادية. وما نتمناه على عقلاء السعودية هو مراجعة مواقف دولتهم والاقتداء بالسياسة الرشيدة للدول الأخرى المجاورة لليمن ، والتي تقوم على أساس عدم التدخل السلبي واحترام السيادة وحسن الجوار، وتحافظ على أواصر العلاقة معها وتضع مصالحها في خط واحد مع مصالح جارتها اليمن!!
عبدالكريم سالم السعدي
19 أغسطس 2025م