الدولة اليمنية من هشة إلى رخوة إلى محايدة غير مشاهده

2014/06/04 الساعة 12:39 مساءً

منذ أن بدأ النظام الحاكم لليمن بوجهيه المحلي المتمثل بعبد ربه منصور أو الأجنبي المتمثل بجمال بن عمر ترديد عبارة أنه حقق (المعجزة التي فاقت التوقعات) وذلك في بداية عام مؤتمر الحوار 2013 واليمن يحدث فيه من المعجزات ما يفوق كل التوقعات بالفعل.

ففي مجال الأمن وصل الوضع الى مرحلة المعجزة سوءً وانفلاتاً فصارت الطائرات العسكرية تتساقط على منازل المواطنين وشوارعهم وصار ضباط الجيش والأمن يقتلون بجوار منازلهم ومقرات أعمالهم يتصيدهم المجرمون بعدما كان عملهم تصيد المجرمين،وأبدع المجرمون ومليشياتهم في إعجازهم الإجرامي مرةً بالاغتيالات عبر السيارات ومرةً بالدراجات النارية ومرةً بوضع عبوات ناسفة ومرةً باقتحام مكتب رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة ومرةً بدخول السجون والإفراج عن زملائهم ومرة بالسيطرة على القرى والجبال والمدن وتفجير المدارس والمنازل وتسويتها بالأرض، وصار المواطن يرى إعجازاً في أداء الجماعات المسلحة التي تمارس العنف فهي صارت تصور عملياتها وكأنها تنفذ فيلماً سينمائياً،وصار التوسع في فقدان المناطق التي تسيطر عليها الدولة لمصلحة الجماعات المسلحة هو السمة الغالبة وليس العكس أي توسع سيطرة الدولة على كافة أراضي الدولة،وصار للجماعات المسلحة قنواتها وشعاراتها التي تملأ العاصمة وصارت هي تسمي الجيش مليشيا وليس العكس ،وفي الجانب الاقتصادي كانت المعجزة التي فاقت كل التوقعات هي أن يزداد عجز الموازنة الى قرابة الضعف في سنة واحدة وصارت أنابيب النفط تفجر أحياناً ثلاث مرات في 24 ساعة كالمضادات الحيوية وكان المجرمون الذين يرتكبون جرائم التفجير تلك يكافئون بالمبالغ المالية وبالتحكيم من قبل رئيس النظام بمليارات الدولة،وصرف في عام واحد مبالغ غير مسبوقة لشراء الطاقة الكهربائية وصلت لما يزيد عن النصف مليار دولار وتم تحميل الوظيفة العامة عشرات الآلاف من الموظفين والجنود الجدد وبصبغة مناطقية غالباً تلبي هوس رئيس النظام ومستشاريه بسحب نفوذ أبناء الشمال لمصلحة أبناء محافظة الرئيس،ولأول مرة يتم اهدار ميزانية وزارة الدفاع قبل نهاية السنة المالية بأربعة أشهر على صرفيات الرئيس ووزير دفاعه، ورحلت أغلب الشركات الاستثمارية الأجنبية من اليمن ولم يستطع النظام أن يحافظ على معدل الانتاج النفطي بحده الأدنى الذي يتناقص أصلاً فضلاً عن تطويره،وكانت انجازات الرئيس في الجانب الاقتصادي لوحات في الشوارع تمجد معجزته الكبرى وتمجد مخرجات مؤتمر الحوار الذي صرف على أعضائه ما يزيد كثيراً عن العشرة مليار ريال،ولم يتحسن وضع الخدمات الأساسية (الماء- الكهرباء-النفط) بل سار اليمن إلى (الإمام) كسراً لحرف الألف كما ينطق رئيس النظام (أي عهد الإمام قبل 50 سنة) فتخلفت كل حياتهم وعادوا يستعينون بوسائل الحياة البدائية كما كانوا في عهد التخلف الإمامي،ولم يشاهد اليمنيون سوى الوهم اللفظي الذي يبيعه لهم رئيس النظام وإدعائه أن الناس هرعوا ينتخبونه من تحت المتارس !!!! وأنه لولاه لما رفعت تلك المتارس وكأنه سائق (شيول) ولولاه لما نقل البترول من مأرب وكأنه سائق (قاطرة) وهاتان العبارتان لا ينفك رئيس النظام عن ترديدها في أي ظهور إعلامي منذ توليه الحكم وحتى اليوم والعالم الله إلى متى !!!؟؟،وفي مجال إدارة البلد يرغب رأس النظام بتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ ويدعي أن رأيه الشخصي بتقسيم اليمن إلى 6 أقاليم هو الحل لكل مشاكل اليمنيين ولا حل غيره وأن الفيدراليه لن تبقي لليمنيين أي هموم أو مشاكل رغم أن اليمن مثلاً في هذه الأيام لم يستطع تمويل مركز واحد بالمشتقات النفطية بسبب عجز الموازنة فكيف سيمول (أقاليم هادي السداسية) بتلك المشتقات مستقبلاً !!!،وفي الجانب السياسي غير النظام حاشية اتخاذ القرار ووسع الفساد السياسي الذي تمارسه النخب السياسية فصار الكل في السلطة موظفين ومستشارين ولم يبق من ينتقده أو يعارضه بل صار الكل مرتبطاً به وجوداً وعدماً،ولم يعد هناك أي متحزب معارض خارج السلطة وصارت نظرية الديمقراطية لا معنى لها فالكل سلطة فأفسد الكل أو جعلهم ساكتين عن الفساد.!!!

الخلاصة أن الرئيس عبدربه ونظامه (المعجزه) حول اليمن من دولة هشة إلى دولة رخوة في سنة حكمة الأولى ثم انتقل باليمن في سنة حكمة الثانية إلى (دولة تحكيمية) تحكم المجرمين وأخيراً(دولة محايدة) تحايد في أداء واجباتها ولا تقوم بأي منها حين تشاهد المليشيات تحتل المدن وقد تصل الدولة إلى مرحلة (لاترى بالعين المجردة) وصارت النتيجة النهائية المشاهدة أن اليمن طبقت فيه نظرية عالمية جديدة مشابهة لنظرية القذافي العالمية ولم يبق سوى أن يكتب عبدربه منصور كتاباً أخضراً لكنه ربما متأخر في نشره لحين العثور على اللون المناسب.