يتنابزون حولَ حضرموت الصحراء، ما بين ابن حبريش وأبي علي الحضرمي. ويقفُ وراءَ كلِّ واحدٍ منهما طوائفُ وفرقٌ، وتتحكمُ في الجميعِ قوةٌ داعمة محركة خارجية.
يا حمقى كلُّ هذا مجردُ آلياتِ ضغطٍ بين الداعمين، شدٌ وجذبٌ يحدث بين الناهبين. دولةٌ تريد امتيازا هنا أو هناك فتحركُ -منكم- بيادقَها الخشبية التي نحتتها، وتنفخ فيكم أبواقَها التي دربتها، وتشحن هنا وتحشد هناك، وتضحي بهذا بعد إن أتمَّ مهمته، وتبقي ذاك فما زالت الحاجةُ إليه مستمرةً، حتى إذا حازت هذه الدولُ مرادَها وتوافقت فيما بينها على نَيلِ حصصِها توقف كلُّ شيء. وعدتم أيُّها الأغبياء وأنتم مخذولون، تنتظرون صيحتَهم القادمةَ فيكم لتعيدوا الكَرَّةَ من جديد.
أنسيتم من أوقف قوةَ الساحلِ عند بوابة الحديدة؟. ومن منع الجيشَ من دخول عدن؟.ومن يحجزُها عن التقدمِ شبرا نحو صنعاء في مأربَ والضالع وغيرها؟. ومَن أخرجَ هادي والميسري من عدنَ وأدخل طارقَ ومعين؟. ومَن تدخل لقلب الطاولة على سُلْطَةِ ابن عديو وأخرجَ قواتِه من شبوةَ بعد إن كانت الغلبةُ مؤكدةً لهم؟!. ولو أردتُ ذِكرَ جميعِ وقائع وأحداث تدخلاتهم فينا وتحكمهم بنا لامتلأت بها صفحاتٌ وتألفت منها عدةُ كُتبٍ.
أما زلتم -حقا- لا تعلمون من يتحكمُ بكم في مجرياتِ اللعبةِ، ومن يحرككم قطعا فعالةً له؟!. هيا واصلوا غيَّكُم وكرهَكم لبعضكم، ارفعوا مستوى جدالِكم فيما بينكم، استمروا في نهشِ لحمِ أُخوَتِكُم.. فأنتم بهذا تنفذون تماما ما أرادوه منك. وتاللهِ ما اهتم -من الدول- لأمركم مَن تمدحون، ولا حَنَّ عليكم قلبُ من تذمون. فمدحكم وهجاؤكم فيهم سواء. وهم من غبائكم يضحكون ومن غفلتكم يسخرون. ويحكم متى تستفيقون؟!.
أبو الحسنين محسن معيض