بفوز المشير عبد الفتاح السيسي في الانتخابات المصرية الأخيرة التي من خلالها أصبح السيسي وبشكل رسمي رئيسا لجمهورية مصر، تكون الأخيرة قد دخلت مرحلة جديدة من مراحل الحكم العسكري المحض، مرحلة لا مكانة فيها للديمقراطية ولا أي دور للأحزاب السياسية. وبكل تأكيد فأن حكم الجنرال السيسي سيكون الأشد عل? مصر وشعبها، فالرجل الذي يحسب كليا عل? المؤسسة العسكرية لا يمتلك نوع من التجربة في الحياة السياسية ولا يمتلك أيضا رؤية عن جوهر العملية الديمقراطية، وهو الذي بات ير? أن الديمقراطية يجب أن تقاوم بشت? الوسائل لأنها قد تتيح لمن يصفهم السيسي بالتكفيريين للوصول إل? الحكم، وهذا ما سيدفع بالرئيس المنتخب لأن يحكم مصر بالحديد والنار. كما أن حالة الضعف التي هي عليها الأحزاب المصرية اليوم تجعلها غير قادرة عل? إنتاج معارضة حقيقية تحد وتقاوم نفوذ الحاكم العسكري الجديد سيما في ظل غياب جماعة الإخوان المسلمون التي تعد أكبر المكونات السياسية عل? الساحة المصرية، الأمر الذي سيمكن للمشير السيسي إمساك زمام الأمور في مصر بطريقته الخاصة مع إدراكه الشديد أنه لن تواجهه أية معوقات من قبل هذه الأحزاب. إضافة إل? الدعم الإقليمي الكبير الذي يحظ? به المشير السيسي بزعامة المملكة العربية السعودية الدولة النفطية الكبيرة، وهو الدعم الذي مهد للمشير عبد الفتاح السيسي للوصول إل? كرسي الحكم، ولهذا فأن هذه الدول الداعمة لحاكم مصر الجديد ستبذل قصار? جهدها من أجل بقاء السيسي صامدا في الحكم إل? أطول فترة ممكنة.