( النوبة ) الرقم الصعب في المصالحة المرتقبة

2014/06/08 الساعة 06:35 مساءً

 

 

عاد العميد ناصر النوبة مؤسس الحراك الجنوبي الى الواجهة في المشهد السياسي اليمني بعد ان تحدثت بعض الوسائل الإعلامية عن لقاء يتم الترتيب له مع الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والسيد جمال بن عمر مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن .. نتطلع بأن يكون اللقاء مثمراً. وأنه خطوة ايجابية للعودة لإصلاح الخلل ومعالجة آثار القفز على بعض المحطات التاريخية للحراك الجنوبي والاخطاءات التي رافقت  مسيرة ومحطات الجهود المحلية والدولية والإقليمية التي سلكتها  للبحث عن الحلول المرضية للقضية الجنوبية.

 

لا تزال تضحيات العميد ناصر علي النوبة  مؤسس الحراك الجنوبي  وبعض زملائه منهم البيشي والعطاس وآخرون من جمعية المتقاعدين العسكريين حاضرة في وجدان الجنوبيين باعتبار انهم  أول من خرجوا إلى الشارع لإطلاق شرارة الحراك الجنوبي في 2006م حتى إعلان الثورة الجنوبية في 7/7/2007م إلى جانب تضحيات وصمود البطل الجنوبي أحمد حسن باعوم الذين يشكلوا جميعهم في ذاكرة ابناء الجنوب الأرقام الصعبة في زمن السقوط والتهاوي الذي تشهده الساحة الجنوبية.

 

من لا يعرف العميد النوبة مؤسس الحراك الجنوبي عن قرب قد تختلط عليه المسميات .. لكن بالتقرب منه يتضح بجلاء أن الرجل وزملائه في جمعية المتقاعدين العسكريين هم أول من حملوا القضية الجنوبية ونزلوا الى الشارع يواجهون رصاص الاجهزة الأمنية الهمجية بصدورهم العارية  مسترخصين حياتهم للتضحية مقابل تحقيق ما يحملونه من اهداف لحلول قضية مصيرية عادلة.

 

تلك المحطة التاريخية لا يمكن لأحد انكارها التي مثلت نقطة الانطلاق الأولى  في المسيرة النضالية للحراك الجنوبي،  وكإحدى الحلقات التاريخية المهمة التي كشف تغييبها حين تم تجاوزها والقفز عليها، حجم الخلل عند محاولات البعض فرض الحلول المنقوصة للقضية الجنوبية، كامتداد للسلوك التآمري التي انتهجته  القوى التقليدية في صنعاء للتعامل مع الحراك الجنوبي لهدف الحفاظ على مصالحها في الجنوب، حيث يتضح أن بدايات التآمر الحقيقي على الحراك الجنوبي بداء في مطلع 2008م بإزاحة هذه ألقيادات، ومحاولة تغييبها عن المشهد الجنوبي من خلال الدفع ببعض القيادات الجنوبية إلى الشروع لتأسيس الكيانات والتيارات المختلفة التي من خلالها يمكن احياء وتشجيع حب الذات لديهم للسيطرة عليها والانشغال بها، وفرض الهيمنة الشخصية بغية تحقيق هدف إسقاط أهم العوامل التي وحّدت الجنوبيين في 2006م (وحدة القيادة) التي بتكريس وإذكاء هذا السلوك تم إسقاطها كهدف  راهن على تحقيقه النظام السابق ليوجه به الضربة القاصمة لتفتيت الحراك الجنوبي وقياداته.

 

فجمعية المتقاعدين العسكريين بقيادة العميد النوبة وزملائه الآخرون هي من هزت أركان نظام صالح، وهي من جعلته يرضخ، وذلك  لتوحدهم بما تنضوي في اطارها من قيادات عسكرية مجربة، استعصى على نظام صالح اتخاذ معها سياسة اللعب والالتواء والحوارات الهشة.

 

كنت  قد سألت ذات يوم العميد النوبة عن مضمون تصريح نشر عنه في صحيفة الطريق العدنية بتاريخ 5 أبريل الذي كان قد اكد فيه أنه لا يمكن لأي كان أن يفرض نفسه وصياً على شعب الجنوب ، ورد علي مبتسماً "أن القفز على الحقائق في القضايا الوطنية المصيرية سيؤدي إلى تجاوز بعض الحلقات.. وسيتسبب نقص هذه الحلقات في فشل النتائج ... وهذه حقائق تاريخية لا يمكن إنكارها، كما لا يمكن إنكار دور الأخوة الجنوبيين في السلطة والمعارضة ممن يحملون هم القضية الجنوبية مثلهم مثل الحراك الجنوبي.. وبالتالي فإن تجاوز هذه الحقائق حتماً سيؤدي لفشل النتائج المتوقعة من أي محاولات لفرض الحلول او الوصاية على أبناء الجنوب، لكن ينبغي ان نعمل جميعاً بمبدأ القبول بالآخر لأن تجاهلنا لهذا هو من اوقعنا في الفخ والعمل به اصبح ضرورة لنؤسس للقادم بشكل سليم".

 

مرت السنين وجاءت مرحلة الحوار واختتمت اعمالة وخرج بنتائج قد تكون مرضية للبعض وغير مرضية أو غير مفهومة للبعض الآخر، لكن لا يمكن إنكار أنها تمثل أرضية صلبة لحلول المشكلات والحوارات السياسية البناءة.

 

بعد كل هذه الأحداث والمحطات أدركت أن العميد النوبة كان محقاً في طرحه، بأنه لا يمكن لأحد أن يضع نفسه وصياً على ابناء الجنوب.

 

ومع إيماننا الراسخ بأن مؤسس الحراك  الرقم الصعب في المصالحة القادمة وهو يعود اليوم  الى واجهة الأحداث كضرورة تفرضها الحقائق التاريخية للمساهمة في وضع الحلول للقضية الجنوبية، بأنهُ قادراً على تحقيق ما لم يحققهُ الآخرون وان يكمل المشوار حيث توقف عنده القادة الجنوبيين لاعتبارات كثيرة .. إلا أننا نشد على يديه أن لا يعود مخيباً للآمال وأن يدرس وضع القضية الجنوبية جيداً، لاسيما بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي (2140) وما احدثه من تحالفات جديدة على الساحة المحلية والإقليمية والدولية تفرض على الجنوبيين التعامل معها بمرونة لاسترداد حقوقهم المشروعه والتفتيش فيه جيداً والاستلهام من التجارب المشابهة لوضع القضية الجنوبية وتجارب المعالجات عند  بعض الدول ومنها الاوربية التي لعلها ستضمن لشعب الجنوب تحقيق تطلعاته وحق تقرير مكانته السياسية.

 

 

[email protected]

عاد العميد ناصر النوبة مؤسس الحراك الجنوبي الى الواجهة في المشهد السياسي اليمني بعد ان تحدثت بعض الوسائل الإعلامية عن لقاء يتم الترتيب له مع الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والسيد جمال بن عمر مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن .. نتطلع بأن يكون اللقاء مثمراً. وأنه خطوة ايجابية للعودة لإصلاح الخلل ومعالجة آثار القفز على بعض المحطات التاريخية للحراك الجنوبي والاخطاءات التي رافقت  مسيرة ومحطات الجهود المحلية والدولية والإقليمية التي سلكتها  للبحث عن الحلول المرضية للقضية الجنوبية.
 
لا تزال تضحيات العميد ناصر علي النوبة  مؤسس الحراك الجنوبي  وبعض زملائه منهم البيشي والعطاس وآخرون من جمعية المتقاعدين العسكريين حاضرة في وجدان الجنوبيين باعتبار انهم  أول من خرجوا إلى الشارع لإطلاق شرارة الحراك الجنوبي في 2006م حتى إعلان الثورة الجنوبية في 7/7/2007م إلى جانب تضحيات وصمود البطل الجنوبي أحمد حسن باعوم الذين يشكلوا جميعهم في ذاكرة ابناء الجنوب الأرقام الصعبة في زمن السقوط والتهاوي الذي تشهده الساحة الجنوبية.
 
من لا يعرف العميد النوبة مؤسس الحراك الجنوبي عن قرب قد تختلط عليه المسميات .. لكن بالتقرب منه يتضح بجلاء أن الرجل وزملائه في جمعية المتقاعدين العسكريين هم أول من حملوا القضية الجنوبية ونزلوا الى الشارع يواجهون رصاص الاجهزة الأمنية الهمجية بصدورهم العارية  مسترخصين حياتهم للتضحية مقابل تحقيق ما يحملونه من اهداف لحلول قضية مصيرية عادلة.
 
تلك المحطة التاريخية لا يمكن لأحد انكارها التي مثلت نقطة الانطلاق الأولى  في المسيرة النضالية للحراك الجنوبي،  وكإحدى الحلقات التاريخية المهمة التي كشف تغييبها حين تم تجاوزها والقفز عليها، حجم الخلل عند محاولات البعض فرض الحلول المنقوصة للقضية الجنوبية، كامتداد للسلوك التآمري التي انتهجته  القوى التقليدية في صنعاء للتعامل مع الحراك الجنوبي لهدف الحفاظ على مصالحها في الجنوب، حيث يتضح أن بدايات التآمر الحقيقي على الحراك الجنوبي بداء في مطلع 2008م بإزاحة هذه ألقيادات، ومحاولة تغييبها عن المشهد الجنوبي من خلال الدفع ببعض القيادات الجنوبية إلى الشروع لتأسيس الكيانات والتيارات المختلفة التي من خلالها يمكن احياء وتشجيع حب الذات لديهم للسيطرة عليها والانشغال بها، وفرض الهيمنة الشخصية بغية تحقيق هدف إسقاط أهم العوامل التي وحّدت الجنوبيين في 2006م (وحدة القيادة) التي بتكريس وإذكاء هذا السلوك تم إسقاطها كهدف  راهن على تحقيقه النظام السابق ليوجه به الضربة القاصمة لتفتيت الحراك الجنوبي وقياداته.
 
فجمعية المتقاعدين العسكريين بقيادة العميد النوبة وزملائه الآخرون هي من هزت أركان نظام صالح، وهي من جعلته يرضخ، وذلك  لتوحدهم بما تنضوي في اطارها من قيادات عسكرية مجربة، استعصى على نظام صالح اتخاذ معها سياسة اللعب والالتواء والحوارات الهشة.
 
كنت  قد سألت ذات يوم العميد النوبة عن مضمون تصريح نشر عنه في صحيفة الطريق العدنية بتاريخ 5 أبريل الذي كان قد اكد فيه أنه لا يمكن لأي كان أن يفرض نفسه وصياً على شعب الجنوب ، ورد علي مبتسماً "أن القفز على الحقائق في القضايا الوطنية المصيرية سيؤدي إلى تجاوز بعض الحلقات.. وسيتسبب نقص هذه الحلقات في فشل النتائج ... وهذه حقائق تاريخية لا يمكن إنكارها، كما لا يمكن إنكار دور الأخوة الجنوبيين في السلطة والمعارضة ممن يحملون هم القضية الجنوبية مثلهم مثل الحراك الجنوبي.. وبالتالي فإن تجاوز هذه الحقائق حتماً سيؤدي لفشل النتائج المتوقعة من أي محاولات لفرض الحلول او الوصاية على أبناء الجنوب، لكن ينبغي ان نعمل جميعاً بمبدأ القبول بالآخر لأن تجاهلنا لهذا هو من اوقعنا في الفخ والعمل به اصبح ضرورة لنؤسس للقادم بشكل سليم".
 
مرت السنين وجاءت مرحلة الحوار واختتمت اعمالة وخرج بنتائج قد تكون مرضية للبعض وغير مرضية أو غير مفهومة للبعض الآخر، لكن لا يمكن إنكار أنها تمثل أرضية صلبة لحلول المشكلات والحوارات السياسية البناءة.
 
بعد كل هذه الأحداث والمحطات أدركت أن العميد النوبة كان محقاً في طرحه، بأنه لا يمكن لأحد أن يضع نفسه وصياً على ابناء الجنوب.
 
ومع إيماننا الراسخ بأن مؤسس الحراك  الرقم الصعب في المصالحة القادمة وهو يعود اليوم  الى واجهة الأحداث كضرورة تفرضها الحقائق التاريخية للمساهمة في وضع الحلول للقضية الجنوبية، بأنهُ قادراً على تحقيق ما لم يحققهُ الآخرون وان يكمل المشوار حيث توقف عنده القادة الجنوبيين لاعتبارات كثيرة .. إلا أننا نشد على يديه أن لا يعود مخيباً للآمال وأن يدرس وضع القضية الجنوبية جيداً، لاسيما بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي (2140) وما احدثه من تحالفات جديدة على الساحة المحلية والإقليمية والدولية تفرض على الجنوبيين التعامل معها بمرونة لاسترداد حقوقهم المشروعه والتفتيش فيه جيداً والاستلهام من التجارب المشابهة لوضع القضية الجنوبية وتجارب المعالجات عند  بعض الدول ومنها الاوربية التي لعلها ستضمن لشعب الجنوب تحقيق تطلعاته وحق تقرير مكانته السياسية.
 
 
- See more at: http://www.alyompress.com/news.php?id=1823#sthash.4P3y4hNq.dpuf