رحل اليوم فارس الحق والكلمة والموقف والثورة والوطن الكبيرالشخصية السياسية والأجتماعية والفدائية الشيخ عبد القوي محمد شاهر الصبيحي،
الشيخ الثائر والوطني الشجاع. بهذا المصاب الجّلل نعزي أنفسنا نحن أصدقاءة ومحبية وأبنة جلال عبدالقوي وجميع أفراد اسرتة وأهلة وذوية وكل من يعرف الفقيد، متمنيا من البري عز وجل أن يرحمة ويسكنة فسيح جناتة، ويلهمنا وأهلة وذوية ومحبية وأصدقاءه الصبر والسلوان، أنا لله وأنا اليه راجعون، آمين.
عرفته منذ نعومة أظافري شابا يانعا متقد بالحيوية، يعطي أكثر مما يأخذ، يعشق الحياة في عز عذابة، يقدم وطنة عن كل شئ يخصة.
الشيخ عبدالقوي محمد شاهر الصبيحي ينحدر مِنْ منطقة الصبيحة، البئة التي أكسبته الصلابة والبساطة والقوة والحزم وقوة أتخاذ القرار، أسداً شامخا لايستهين عند المنحنيات، غير أزديادة أكثر شدّة في ربط الجأش لبدء تتويج مرحلة نضالية جديدة، هكذا عاش واقفا على ثباتة قناعتة وطنيا يحمل هم وطنة في قلبة عنيدا، لإيخاف لومة لائم، مستمد أرادتة من حق وطني للجنوب هوية وأرض وتاريخ وثقافة، رضع حبه من مشيمة أرتباطة العضوي بنسيج وطنة التاريخي الأجتماعي الفكري، الذي حملة وارتبط به طول حياتة، مناضلا، حيث ما حل ودعت الحاجة آلية، طفلا عاش مع والدة في منطقة أمشاريج علصان بالصبيحة، والدة شيخ ثوار الجنوب العظيم، الفارس المغوار الفقيد الشيخ محمد شاهر الصبيحي، الوطني المعروف في تاريخ الجنوب وقائد أنتفاضة الصبيحة في أربعينيات القرن الماضي، من أستطاع أثبات الشخصية الجنوبية بصورة الصبيحة، قولا وفعلا وهزيمة الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وهو فاقد ذراعة الأيسر، ليسقط طايرة هوكر هنتر ببندقيتة، ويجبر القوات البريطانية على التراجع وإخلاء منطقة الصبيحة في أطار معادلة سياسية جديدة، أعطت منطقة الصبيحة هامشا جيدا في نسق السلطنة العبدلية، منها فهم الكل معنى الصبيحة على الأرض حقيقة ثابتة في المتغير السياسي والاجتماعي، ظلت ولازالت بموقف انتفاضة الشيخ محمد شاهر شاهدا تاريخيا لعدم تجاوز الجغرافيا والإنسان الصبيحي، الشيخ محمد شاهر الصبيحي عنوانها الحقيقي في المشهد التاريخي حاضرا حتى اللحظة.
كنت بأستمرار التقية في قريتنا برفقة خالي من الأم الشيخ صالح حسن بغيلي وزميل عمرة الشيخ علي بن أحمد قاسم المكمحي، شيخ مشائخ الصبيحة، رحمهم اللة واسكنهم فسيح جناتة، ولعلاقة نسب تربط الشيخ علي بن احمد والشيخ عبد القوي محمد شاهر.
لازالت ذكرى صورتة شاهدة في ذاكرتي وهو على قعودة، طودا شامخا،.كأنة ذاهب الى فتح أسلامي جديد مع دعاة ألأسلام، لقوة شخصية الشيخ وكاريزما الحضور القوي وسط الناس، وبحكم أرتباطة بالخير والصلح مع صهيرة وخالي،وسبق ذكرهم أعلاه وآخرين، لذلك ذاع صيتة في المنطقة، وهو لازال شابا.
بعد 1962 غادر الشيخ عبد القوي الصبيحة، مناضلا غيفاريا، يشعل من وسط جوفة ثورة الجياع حالما بتغيير الواقع وفق أرادة الناس، ولحقته مع الأستاذ الثائر يوسف عثمان المصفري تؤام روحة في تعز، وكانت لنا معهم من التشبع الثوري الوطني كفاية، خلقت لي رافدا فكريا ثوريا معطاء، صُورَة تشكلت في ذهني على أمل تحرير الجنوب وبناءة وطن للكل، دون ما حصل بعد مؤامرة الاستلام والتسليم في عشيّة 30 نوفمبر 1967، مسار خالف التاريخ وهو بداية كل أمتدادات الأخطاء، التي ندفع ضرائبها حتى اللحظة.
بين الصبيحة وتعز كنّا سلسلة ثورة طن، سيّجناها بأرواحنا طفلا كنت حينها لم أتجاوز 13 ربيعا والشيخ شابا يانعا يفقه معاني الثورة وأصولها، ساهم بجدارة في تحرير وطنة عرض روحة لمخاطر، كان قد تعرض لمحاولات أغتيال كثيرة، لكن يد الباري كانت تحفظة، ليطل من باب العمل الوطني اكثر حيوية، ملقنا أعداء الوطن دروس عظيمة، جعلهم يفقدون أساليب أفتراءآتهم في هزائم متلاحقة، أبرزته قأئدا عظيما مع ثلة رفاقة في جبهة الصبيحة القائدالكبير المقدم محمد أحمد الدقم، المقدم محمد علي الصماتي، قادة ثورة 14 أكتوبر، جبهة الصبيحة، الفدائي المغوار الشهير عبد الصفي الرجاعي، قائد فرقة صلاح الدين المعروفة، وزميلة الفدائي المعروف محمد أحمد عوكبي، الشيخ علي بن علي شكري، يوسف عثمان المصفري، الشيخ قايد علي الرزيحي، ثابت الكسر، عبد الجبار العييري، قايد محمد صلاح، يوسف سالم المصفري، وسعيد حسن طنبح الأصنج وآخرون لاتحضرني الذاكرة بأسمائهم.
الشيخ عبد القوي محمد شاهر، شيْخ مشايخ الصبيحة عاش في نسق وبئية القامات الوطنية، الشيخ عثمان المصفري، مهدي عثمان المصفري، السيد عبد الولي الأهدل، السيد علي أحمد الأهدل، عبد العزيز سعيد ناشر، الشيخ عبدة هزاع الجريوي، وأخوه ثابت هزاع، والشخصية الأجتماعية نعمان قايد المصفري ونعمان انعم الرزيحي، مقبل الصماتي، القاضي عبداللة المجيدي، الشيخ داغم الذييبي، والشيخ العظيم عبدالواسع الجليدي.
الشيخ عبد القوي، فصل بيننا المكان، لكن التاريخ ظل يتواصل معه بِعد عام 1967، لكن تراجيديا الأحداث وخلاصة مآسيها، كانت تقفل علينا آفاق العمل الوطني بحكم متغيرات الواقع سياسيا، الا أن منافذ جديدة كانت تحمل لنا جديد الأمل، رغم شحة ونضوب روافد الجهد المادي السياسي، الذي دفع الشيخ عبد القوي كبدة، كُبْدَاً دون تغييرة، رابطا جأشه في اليمن مشردا بعيدا عن وطنة الجنوب ولمدة 23 عام، بقى نشطا جاهدا في أنتظار حركة التاريخ، لدفع عجلتها نحو المألوف الغائب جنوبيا بحكم سياسات اليمننّة، التي كانت تسير بالجنوب نحو المأساة، الّتي اليوم أصبحت رديف الواقع، لنصبح كما نحن فيه من شماتة، بعد أن كان الجنوب زهرة الشرق والغرب وقلب العالم، هكذا الشيخ رفض كل المغريات وتربع سجادتة عابدا ربة مؤمنا قدريا بمشئية الخالق، أن المظلوم مهما تعذب لابد أن ينتصر، ويمد الله اليه العون نصرا، كان الشيخ مؤمنا بذلك، ومستشهدا عليه، عاش غفاريا كأبو ذَر سيد نفسة وعفة أخلاقة، كريما رغم عوز الحياة، شهما، مقداما، يحرجك بكرمة وشجاعتة.
فقدت التواصل معه حتى التقيته في عام 1989، كان لقاءا مثيرا للجدل من حيث ماتشبعت به من قناعات ورؤى بيننا، خلد فيها الفقيد أجمل صور المناضل الجسور، كانت قرية العرائس، قرية عمة ألشيخ محسن قبع، الشّخصية الأجتماعية الوطنية المعروفة.
وحتى بمزاحي الدايم معه، كنت أسمية بجيفارا الجنوب العربي، والتي كان يعتز بها، لِمَا بالفعل تحملة المعاني والقيم والمثل التي آمن بها وجسّدْها المرحوم أبو جلال في حياتة، كان يريد يحققها في الجنوب ليعيد مجدة وتاريخة، بأستيعابة العميق المتميّز في جدارية الثورة الجنوبية التي كان واحد من أركانها الرئيسة، حاملا مشعلها، صوت وصورة، كان يحذر قبل وبعد وحلة مايو 1990، ان هناك مؤشرات تحاك على الجنوب تستهدف الأرض والأنسان والهوية والتاريخ، منبها المهرولين، بعدم الانجرار خلف ثقل غرائزهم الحيوانية في قبر الجنوب مرة أخرى، لمعرفتك بواقع النظام والعقلية في اليمن، لكن لِمَنْ تصيح يافيصيح، ذهبوا في غيٌهم وأوقعوا الجنوب في مستنقع صعب علية حتى اللحظة بالخروج منه، لاستمرارية ذات العناصر من تنفيذ مسلسلها الوحشي على الجنوب وفق ثقافة القطيع المشبعة بها أجنحة غسالات المخ الفاعلة على حساب ضمير الشعب العربي في الجنوب.
نصح وفضح وشرح واعطى من لِدْنْ روحة المشورة من وحي تجربتة الوطنية الغنية الطويلة، لكن عصابات وأدوات الموت كانت سيدة الوضع وتم أحتلال الجنوب في 7 يوليو 1994، ولأنه كان رافضا كل الحروب وحرب صيف 1994 غادر الى القاهرة لألتقية هناك، عشنا معا متجاوران في منطقة واحدة، لم نفترق أبدا، صورة المشهد أمامنا حقية وحلم، نتجادلة بمفردات الأخاء الصادق، نختلف لنتفق، كان فيها قمة التميّز الوطني، مدرسة وطنية متكاملة، تسمع له لتتسع مدارك المستمع بسلسلة أحداث التاريخ قممها وقيعانها، لا تكل ولاتمل، وكأنك تشاهد فيلما سينمائيا بطلة الشيخ العزيز عبد القوي لما يذهب اليه في نقل صور الأحداث، كأنك تبحث في ارشيف تاريخ وطن لاترغب مغادرتة، بتجلي صور الحقائق، ومعرفة دقائق المعرفة.
كانت مدينة 6 أكتوبر مقصدنا، نخلو بها فضاءاً رحبا، نغادر المألوف بزحمة قاهرة المعز، كأن لنا موعد مع خبت الرجاع، نفسا رحبا للتعاطي مع الوطن تؤام روحنا وظِلّنا الدائم، كل ما هممت مغادرة المكان كان لوقع محمد علي الدباشي، ومفردات القمدان والحسيني والوطن شواهد التاريخ واقفة أمامنا في رحيل دائم منقطع النظير، بكى التاريخ ليساعدنا املاً وبهجة، اننا سنحقق الهدف بأستعادة الوطن، الذي حُرمنا منه، ولم نعش ونتهنى به.
تركته عام 2000م الى المملكة المتحدة، على أمل ان الوطن قريبا يجمعنا بثباتة عزيمتنا وأرادتنا، وبقيت في تواصل مستمر مع الفقيد، الذي بحضورةالفاعل والقوي في منطقة الصبيحة، كان بالفعل عميدا لحل مشاكل المنطقة، راعي مصالحها، ومبشر خيرها، حيث ساهم بجدارة بتجنيب منطقة الصبيحة الكثير من المحن والمصائب، عصارة جهدة استهلكها خيراً لها والجنوب عامة في كل موافقة، خلق من منطقة الصبيحة بئية خير وسلام ومودة، رغم كل النوائب التي حلّت بها جراء سياسات نظام الأحتلال بعد 1994.
رحيل أبو جلال تعد خسارة كبيرة للجنوب ولمنطقة لحج والصبيحة في هذة المرحلة الحساسة والدقيقة التي يمر بها، ولكن عشمنا بوديعتة، التي أوصانا بها ان نبقى أوفياء للجنوب الارض والشعب والتاريخ، ندافع بأستماتة لأستردادة، بعملنا كفريق واحد، والتجرد من الأنانية بوحدة الصف ونبذ العنف بيننا واللجؤ الى الضمير الحي للأحتكام، ان الجنوب وطننا يتسع لنا كلنا، مهما تعددّت المشارب الفكرية والسياسية، كلنا تحت سقف الجنوب الوطن موحدون، وفق الثوابت الجنوبية في الأستقلال واستعادة الهوية والدولة.
فقدناك يا أبو جلال، لكن هذا قضاء الله وقدرة، وهو مصيرنا كلنا، يعطينا المثل أنك لازلت حيّا وسطنا، ونحن تلاميذك في غيابك نلتقي كلنا عند الوطن، عزتنا وكرامتنا، به احرارا نعيش عزة وكرامة وهناء وفخر