منذ فترة وأنا افكر في تسجيل شهادة شكر وعرفان وتقديم وآجب المدح والثناء الخاص لكل منتقدي وخصوم وأعداء التجمع اليمني للإصلاح بغض النظر عن إنتماءاتهم وتوجهاتهم وأخص منهم أولئك الناشطين الأعلاميين والنشطاء الميدانيين وكل من أنبرأ صباح مساء في أستهداف الإصلاح ومهاجمته دون تردد ولا هوادة ، وقد كنت طوال الفترة الماضية متردداً تسجيل هذا الشكر وأخشى أن يسئ البعض فهمي . لكن اليوم حانت ساعة المصارحة والأعتراف والشكر والثناء من لايشكر الناس لايشكر الله .
أشكركم جميعكم فردا فردا وأود تقبيل رؤؤسكم رأسا رأسا ...
لماذا ؟؟؟!!!!
فضرباتكم الموجهة نحو الإصلاح كانت قوية جدا ومزعزعة جداً وبالقدر الذي لاتثبت أمامها سوى الأشياء الصلبة والصلبة جداً . فتحت وقع ضرباتكم المتوالية والقاسية والمرعبة تدحرجت بعض الأحجار الغير ثابته من أعلى قمة الجبل حتى استقرت في أسفله وبعضها في أوسطه وبعضها يتدحرج تارة ويتوقف أخرى . فكلما زادت ضرباتكم بانت أماكن الضعف وتبينت مواطن الخلل . فعلا لقد كنتم فضيعين جداً وضرباتكم موجعة جداً ومزلزلة زلزالا شديدا . حتى ظن البعض أنكم لن تتركوا للإصلاح قائمة تقوم ولا راية ترتفع له بعد اليوم أو تدوم .
اشكركم من أعماق أعماق قلبي فلقد كان هجومكم الإعلامي منظم وقوي وممنهج ومدروس ويدل على قوة تنظيمكم وروعة خططكم ودقة إختياركم للأحداثيات واستغلاكم للفرص المواتية وعدم تضييعها مهما كانت سريعة بل وصناعتكم أحيانا للحدث وتجييش الناس حولة ، كل ذلك يدل على عظيم خبراتكم وقوة طاقاتكم وتفانيكم في سبيل قضاياكم . أشكركم فبذلك أشعلتم طاقات شبابنا فالبرغم من أنهم كانوا مرهقين جدا بسبب تتابع زخات هجومكم القاسي عليهم حيث لم تتركوا لهم وقت ليلتقطوا أنفاسهم وهذا ما اتعبهم وأرهقهم فكانوا بفضل الله ثم بفضلكم يعملون ليل نهار وسرا وجهار وتراهم كالمجانين لايقر لهم قرار فأتعبوا افسهم واتعبوا من تحتهم ومن فوقهم فتارة يتدارسون وأخرى يتواصلون وثالثة يتدربون والأهم من هذا كله كانوا منكم يتعلمون ، صدقوني لقد كانوا معجبين بكم ويحاولون تقليدكم والأستفادة من خبراتكم الكبيرة والمتراكمة ، كيف لا وأنتم تعتبرون أساطين في الإعلام وخبراء في صناعة الرأي العام بينما هو شباب مستجدين وخريجي أعلام حديثين وأكثرهم هواه أو متعرضين ، لقد كانوا معكم في مراثون رائع جدا يتدربون كيف يكون الأعلام الهادف وكيف يكون العمل المتواصل وكيف تكون الخطط الإعلامية المحكمة وكيف يكون الرد الصائب وكيف يكون الصمود والتحدي والثبات وعدم اليأس والمحاولة وتكرار المحاولة ، ومعرفة نقاط القوة والضعف .
أشكركم وأنتم تكيلون الشبهات السياسية كيلا على الإصلاح وتفندون كل مواقفه السابقة واللاحقة وحتى التي لازالت تنتظر ، شكرا لكم مني وأنتم تنبشون في تاريخة السياسي وتذكرون بكل مواقفه فدفعتم بالسياسيين في الإصلاح كي يعودوا يفتشوا أدبياتهم ويستعيدوا ذواكرهم ويقوموا مواقفهم ، ويستفيدوا من أخطائهم ويبرووا بعض تصرفاتهم ليصححوا الأفهام لدى منتسبيهم وينبشوا الماضي ويأخذوا منه العظة والعبرة ويربطوا بين الحاضر القريب والماضي البعيد ، أشكركم شكرا جزيلا لأنكم جعلتوا الشعور بالخوف هو السائد فكانت اليقضة شبة تامة فكاد الترهل ينتهي ،
أشكركم على تركيزكم الشديد على كل تحركات وتصريحات وتمتمات وهمهمات وحتى فسبكات وتويترات ومداخلات كل قيادي أصلاحي عبر أي وسيلة إعلامية .. اشكركم واقبل رؤسكم ولو أمتلك شئ أكثر من ذلك لمنحتكم اياه . فأنتم بذلك جعلتوا كل قيادي إصلاحي يحسب حساب لكل كلمه يقولها وكل حركة يتحركها وكل سكنه يسكنها ،فدربتموهم على حسن الأداء ومراعاة المزاج العام للناس والتوقف عن المجازفات والمغامرات التي تحصل غالبا إذا كان كل من حولك يصفق لك ويهلل ويبارك ويكبر .
أشكركم يا أخواني على كل ماذكرت أعلاه وما لم يسعني الوقت لذكره في هذه العجالة السريعة وهو أكثر بكثير مما ذكرت والله يشهد على ذلك ،
أنا لا أكرهكم ولم أكرهكم يوما قط مهما أختلفت معكم ولو كان إختلافا شديدا بل أحبكم ومعجب بكم ، وأتعلم كل يوم منكم شئيا جديدا . ولا أزال أتذكر الأخ الأستاذ صلاح باتيس حفظه الله كلما زارني في بيتي المتواضع في رخية ونظر ليرأ علم الحراك الجنوبي يرفرف فوق تلة جبل قريبا من بيتنا كان يقول لي معجبا : أشهد أنهم رجال وأصحاب همم عالية وإيمان بالقضية ....
سنظل في حاجتكم مادمنا محتاجين لتطوير أدائنا وتحسن عملنا فأنتم بالنسبة لنا دليل صحة وقوة وعافية وثابت وصعود ورسوخ وبناء وتطوير وتحدي ونضال وتصحيح وتقويم ومراجعة ومكاشفة ومصراحة وعمل دأووب ومتواصل لايكل ولايمل ... وفي اليوم الذي نفتقدكم فيه سنكون قد بدأنا في لحظة الأنحدار والفناء والتاشئ فانتم دليل العافية وليس العكس .
أشكركم على أنكم منحتمونا الحيوية والنشاط بعد أن كاد يدب فينا الخمول والكسل والفتور ..
حفظكم الله وبارك في جهودكم وهدانا الله واياكم للحق والخير والصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة ..
وأتمنى أن أركم أكثر قوة ونشاط وحيوية في قادم الأيام فلا يزال أمامنا مشار طويل جدا ويستحق كل صبر ومصابرة ...