الرئيس اليمني عبد ربه منصور في الدوحة

2017/01/31 الساعة 10:29 مساءً
مرحبا بك فخامة الرئيس وبوفدك الميمون في الدوحة عاصمة الدولة القطرية، قبلة كل مضيوم. لا جدال بأنك ستكون في ضيافة سمو أميرنا وقائد مسيرتنا الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ابن ذلك الزعيم العربي الأوحد الذي وقف بكل شجاعة إلى جانب المحافظة على الوحدة اليمنية عام 1994. وستجد في استقبال فخامتكم سمو أميرنا الشيخ تميم صاحب الوجه البشوش والابتسامة المعبرة عن تقدير الضيف والترحيب به وبوفده في الدوحة. (2) فخامة الرئيس، تعلم، أننا نعلم، أن اليمن الشقيق يمر بظروف صعبة ماليا وصحيا وتعليميا وأمنيا، كل تلك الظروف التي يعيشها اليوم سببها البغاة الذين اختطفوا اليمن من بين أيديكم في وضح النهار، وليس الكاتب في مجال شرح الأسباب والمسببات التي أدت باليمن إلى ما هو فيه اليوم. لكن بارقة الأمل كانت عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية التي تصدت لجحافل ميليشيات الحوثي المسنودة من قوى خارج المجال الجغرافي لليمن الشقيق، يسند تلك الميليشيات من الداخل أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذين يرتبطون ويستمرون معه لتحقيق مصالح ذاتية يخشون زوالها إذا تغيرت الأوضاع في اليمن في غير صالح الباغين على السلطة والسيادة اليمنية. أخيرا تمكنت القوى الوطنية الشعبية والجيش اليمني مسنودة بقوات التحالف العربي من تحقيق إنجازات على الصعيد العسكري، فحققت انتصارات على البغاة في أكثر من جبهة، وأهمها عندي ميناء المخا وما جاورها، ولو أن هناك جيوبا ميليشياوية ما برحت تقاوم حتى النفس الأخير وتحتاج إلى ملاحقة من كل القوى الوطنية. وكذلك حقق الجيش والمقاومة الشعبية الوطنية تقدما في جبهات مأرب والجوف ونهم ومواقع أخرى، بمساندة قوى التحالف العربي. لكن على هذه القوى أن تتشبث بالأرض التي تم تحريرها من قوى التحالف الثنائي، الحوثي وطالح، ومن خلفهم إيران. إن قوى التحالف العربي مطالبة اليوم بأن تكثف إمداد الجيش اليمني بكل ما يحتاج من أسلحة وعتاد ومال ليتمكن من تحقيق المهام الموكولة إليه. إن الإمدادات العسكرية والمالية يجب ألا تكون بالتقسيط لأن التأخر ولو ساعة واحدة عن تزويد تلك القوات بما تطلب يؤثر ولا شك على سير العمليات العسكرية معنويا وإداريا. (3) سيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، نلاحظ أن هناك خلافات بين أنصار الشرعية اليمنية، الأمر الذي أدى ويؤدي إلى اشتباكات مسلحة بين الأطراف المناصرة للسلطة، في تعز مثلا معارك جانبية بين أنصار الدولة، هناك اتهامات واتهامات مضادة بين القوى الوطنية في تعز. وليس آخرها ما حدث بين المخلافي والسلطان، في عدن العاصمة الثانية، خاطف ومخطوف قاتل ومقتول كل ذلك يحدث بين قيادات وطنية معادية ورافضة للعودة باليمن إلى عصر الظلام سواء عهد علي عبد الله صالح أو الإمامة. من الملاحظ سيادة الرئيس أن بين صفوف قياداتكم في عدن وحضرموت عدم انسجام، الأمر الذي ينعكس على الروح المعنوية للمواطن ويؤدي إلى اشتباكات مسلحة يذهب ضحيتها أبرياء. كما نلاحظ رفع أعلام ليست أعلام الوحدة اليمنية وهذا يؤدي لفقد الكثير من التأييد، على الأقل في الخارج من الذين تهمهم وحدة اليمن واستقلاله واستقراره. (4) لا جدال بأن اليمن اليوم يحتاج إلى وحدة جميع القوى الفاعلة على الساحة اليمنية من أجل استعادة هيبة الدولة وطرد البغاة من مؤسساتها. إنكم في اليمن تحتاجون إلى الاشتراكي والرأسمالي والسلفي والإصلاحي والناصري والبعثي، فلم ينفجر العداء بين هذه القوى من حين إلى آخر؟ سيادة الرئيس، عليك شخصيا دور يجب أن تؤديه لتجميد هذه الخلافات بين جميع الأطراف، لستم في حاجة لتضييع وقتكم بالحديث، مثلا وليس حصرا، عن نائب الرئيس الفريق علي محسن، هل يبقى في مركزه أم ينحى؟ يكرهه أهل الشطر الجنوبي أم يحبونه؟ أريدكم فخامة الرئيس أن تأخذوا العبرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في اختياره لخالد بن الوليد لقيادة جيوش المسلمين بعد إسلامه، وكما تعلم فإن خالد بن الوليد حارب جيوش المسلمين التي كانت بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم وهزمها. وقاد جيوش المسلمين بعد إسلامه وهزم أعداء الإسلام والمسلمين وسمي سيف الله المسلول، فهل من عبرة؟ فاعتبروا يا أولي الألباب. سيادة الرئيس لا تستوزر الضعيف في هذه المرحلة لأنه سيكون عبئا عليك، وتنشغل به، استقرب إلى جوارك الأقوياء أصحاب الموقف الوطني، من السهل أن يقوم الحاكم بتعيين من يعتقد أنهم سيخدمونه لتحقيق مشروع الدولة وهم في الواقع لا يقدمون له الرأي السليم. آخر القول وصية الأمير سيهانوك للرؤساء والحكام: لا تعطِ ثقتك لغبي، ولا تعطِ ثقتك لضعيف تتصور أنك سوف تمسك به دائما، ولكن الحقيقة أن غيرك أيضًا سوف يمسك به ويأخذه منك. تلك قصته مع لون نول، الذي عينه سيهانوك رئيس وزراء كمبوديا. * الشرق القطرية