ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻋﻠﻲ
"ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻐﻞ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﻣﻮﻛﺐ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻲ ﻭﺗﺴﻠﻠﻮﺍ ﻟﻠﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻘﻘﻮﺍ ﺣﻀﻮﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺤﺜﻮﺍ ﻋﻦ ﺣﻠﻔﺎﺀ ﺟﺪﺩ ﻟﻼﻧﻘﻀﺎﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻓﺨﺎﻣﺘﻜﻢ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﻏﻴﺮ ﺻﺎﻟﺢ ﺣﻠﻴﻔﺎً ﻭﻧﺼﻴﺮﺍً ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﻌﻴﻬﻢ ﻟﻼﻧﻘﻀﺎﺽ ﻋﻠﻰ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪﺓ، ﻛﻤﺎ ﺍﺭﺗﻤﻰ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻧﻬﻢ ﺍﻧﺘﻘﺎﻣﺎً ﻣﻤﻦ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﺿﺪﻩ.".
ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺇﻟّﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﻃﻮﺍﻝ ﺗﺄﺭﻳﺨه ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻟﻜﻔﺘﻪ .. ﻟﻘﺪ ﺫﻫﻠﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﺮﺃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ، ﺧﻼﻝ ﺑﺮﻗﻴﺘﻪ ﺍﻟﻔﺒﺮﺍﻳﺮﻳﺔ "ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ" ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻌﺜﻬﺎ ﻟﻔﺨﺎﻣﺔ ﺍﻷﺥ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ، ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟـ6 ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ 11ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ، ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ !
ﻣﺪﻟﻮﻻﺕ ﻣﺎ ﺣﻮﺗﻪ ﺍﻟﺒﺮﻗﻴﺔ ﻳﺨﺘﺰﻝ ﻭﻋﻴﺎ ﻓﺎﺭﻗﺎ ﻭﺗﻔﻨﻴﺪﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻤﺂﻻﺕ ﺍﻟﺪﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻣﺔ .. ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ـ ﺇﻳّﺎﻫﺎ ـ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ، ﻛﺜّﻔﺖ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ ﺳﻄﻮﺭ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ، ﺍُﺧﺘﻄﺖ ﺑﻘﻠﻢ ﻣﻔﻜﺮ ﻭﺭﺟﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ، ﻳﻌﺮﻑ ﺟﻴﺪﺍ ﻣﻜﺎﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻌﺎﻃﻰ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻮﻋﻲ ﻣﺬﻫﻞ.
ﻟﻘﺪ ﺳﻌﺪﺕ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺟﺪﺍ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﺛﻮﺭﺓ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﺮﺃ ﻛﻠﻤﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ ﻭﺳﻂ ﺣﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﻦ ﺍﻟﺸﺬﻳﺔ، ﻭﻣﻦ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻠﻴﻦ ﺍﻟﻜﺎﺩﺣﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ، ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺭﻛﺎﻡ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ، ﺣﺘﻰ ﻏﺪﺍ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻭﺃﺻﺪﻗﻬﻢ .
ﺑﻦ ﺩﻏﺮ ﺻﺎﺣﺐ ﺃﻭﻝ ﻓﻜﺮﺓ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺪﻭﻟﺔ ﺍﺗﺤﺎﺩﻳﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻭﻣﻨﺼﻔﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 23ﻋﺎﻣﺎ، ﻟﻢ ﻳﺆﻳﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ﺣﻴﻨﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﺎﺻﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺑﻘﻴﻢ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺑﻘﻴﻢ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﺣﻮﺍﻫﺎ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻷﺛﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻇﻞ ﺻﺎﻣﺘﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﻮﻗﻦ ﺃﻥ ﺻﻤﺘﻪ ﻟﻦ ﻳﻄﻮﻝ، ﻟﺴﺒﺐ ﺑﺴﻴﻂ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻦ ﺃﺣﻼﻡ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺛﻮﺭﺗﻬﻢ ﻭﻃﻤﻮﺣﻬﻢ ﺑﻮﻃﻦ ﻳﺘﺴﻊ ﻟﻬﻢ ﺑﺪﻻ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻬﺶ ﺃﺑﻨﺎﺀﻩ، ﻛﻤﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﺃﻧﺜﻰ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﺑﺼﻐﺎﺭﻫﺎ.
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻤﺠﺎﺑﻬﻴﻦ ﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﻴﻦ ﺍﻟﺠُﺪﺩ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺍﺟﻪ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻘﺮ ﺩﺍﺭﻩ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻥ ﻭﺧﺎﻃﺒﻪ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﻦ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ 26ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ1962 . ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺇﻟﺤﺎﺣﺎً، ﻭﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻻﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻫﻲ ﻓﻲ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﻣﺎﻣﻲ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ، ﻭﺩﺣﺮ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻭﻫﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ
ﻛﻤﺎ ﺷﻤﻠﺖ ﺑﺮﻗﻴﺘﻪ ﺭﺑﻄﺎ ﺃﺛﻴﺮﺍ ﺑﺎﺳﺘﻠﻬﺎﻣﻪ ﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺛﻮﺭﺓ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺟﺘﺮﺣﺘﻬﺎ ﺛﻮﺭﺗﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻭﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻓﻲ ﺭﺑﻂ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻞ ﻣﻘﺼﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺒﺮﻫﺎ ﺑﻦ ﺩﻏﺮ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩﺍ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻟﺜﻮﺭﺗﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻭﺃﻛﺘﻮﺑﺮ.
ﻭﺗﻌﻬﺪ ، ﺑﻤﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺭﺋﻴﺴﻪ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﻋﺒﺪ ﺭﺑﻪ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻫﺎﺩﻱ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﻥ ﺍﻟﺼﺎﻣﺪﺓ، ﻭﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ. ﻣﺆﻛﺪﺍ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻗﻴﺪ ﺃﻧﻤﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﻭﻗﺮﺍﺭ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ، ﻭﺧﺎﻃﺐ ﻓﻲ ﺑﺮﻗﻴﺘﻪ ﺍﻟﻔﺒﺮﺍﻳﺮﻳﺔ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺻﺎﻟﺢ: ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻭﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﺴﻼﺡ.
ﺑﻬﺆﻻﺀ ،ﺛﻮﺭﺗﻨﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﻭﺃﺣﻼﻣﻨﺎ ﺗﻼﻣﺲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ .
ﻋﺎﺵ ﻳﻤﻨﻨﺎ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻱ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ .. ﻭﺍﻟﻤﺠﺪ ﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺛﻮﺭﺓ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ..