شمسان عبد الرحمن نعمان
بعد فشل انعقاد اجتماع ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي في المكلا عاصمة إقليم حضرموت، بعد أن استدعت المملكة العربية السعودية المحافظ احمد سعيد بن بريك ومسؤولين آخرين إلى الرياض، وهو الاجتماع الذي كان مقررا أمس الثلاثاء، ظهر بعض منظري التوجه الانفصالي والمرتبطين بالانقلابيين وبإيران لتبرير إلغاء الاجتماع بانه تأجيل دون ذكر الأسباب!
هذا المبرر يمكن إرجاعه إلى النكسة التي مني بها هذا المعسكر المتطرف والأقلية في المجتمع التي تحاول أن تفرض عليه أجندات وتصادر رأيه وحريته وتعيد إنتاج تجارب الماضي بالصوت الواحد الأوحد، بدليل الشعارات التي كتبت وتكتب كل يوم على جدران الكثير من الأماكن الهامة في عدن والتي تطالب بإلغاء الحزبية وتمجد أشخاصا معينين، حتى انتفخوا وأصيبوا بالتخمة وبتنا ننتظر متى ينفجروا، بعد أن فجروا!!
لكن ما لا يمكن تبريره هو التصعيد العدائي ضد الآخر من قبل شلة الكتاب التابعين لـ (المجلس الارتجالي، حق عيدروس)، فهؤلاء مجموعة بسيطة تؤجج مشاعر العداء لدى الآخر ضد الجنوبيين، على أساس أن الجنوبيين جنس سام نزل من السماء، فيما الآخرون مجرد رعاع..
لست هنا بصدد الدفاع عن الشماليين، فلديهم القدرة على الدفاع عن أنفسهم، لكني هنا بصدد الدفاع عن الجنوبيين الذين صادر هؤلاء أصواتهم، ويرهبون ويرعبون كل الأصوات العقلانية بالتهم التي تلقى جزافا، تهم التخوين ولغة التهديد والوعيد بالسحل والقتل لكل مخالف في الرأي.. لقد بات معظم الناس يعتقدون أن كل الأصوات الجنوبية هي تلك الأصوات والأبواق النشاز التي تعبر عن مواقف متطرفة وافق ضيق، ولا يعرف الآخرون بأن أصوات الجنوبيين جرى مصادرتها بإسكاتها وترهيبها...!!
أي دولة يريد هؤلاء وهم لم ينصاعوا ولم يطيعوا ولي أمرهم الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي أصدر لهم قرارات تعيين، فخانوا الثقة وخانوا الأمانة والقسم، وكل من يقدم على ذلك، في كل الشرائع، يفترض أن يحاكموا بتهم الخيانة العظمى!!
لا يحمد هؤلاء الله على رئيس مثل هادي، عاقل ومتزن وليس دمويا ولم ولن يكون كذلك، رجل يتعاطى مع المشكلات بروح طيبة وبحكمة قل نظيرها في هذا الزمن.!
أين كان هؤلاء قبل الانقلاب وهل كانوا يجرؤون على رفع أصواتهم أمام المخلوع صالح، ولو كان الرئيس هادي ديكتاتورا لبسط هيمنته وسلطته بالحديد والنار منذ اليوم الأول لطرد الانقلابيين من عدن!