الرئيسية - عربي ودولي - بظل صمت الدول العربية.. الاف القطعان من "المتطرفين اليهود" يقتحمون المسجد الاقصى المبارك يقودهم الوزير المتطرف "بن غفير".. وتوجهات خطيرة لحسم "الأقصى" تحت ستار الأعياد

بظل صمت الدول العربية.. الاف القطعان من "المتطرفين اليهود" يقتحمون المسجد الاقصى المبارك يقودهم الوزير المتطرف "بن غفير".. وتوجهات خطيرة لحسم "الأقصى" تحت ستار الأعياد

الساعة 06:23 مساءً



�نا عدن | متابعات
يشهد المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس، منذ ساعات الصبّاح، اقتحامات واسعة وانتهاكات صاخبة ترأسها وزير "الأمن القومي" المتطرف إيتمار بن غفير، مع إحياء ذكرى "خراب الهيكل" الذي يعتبره اليهود يوم حزن وحداد على ما يسمونه تدمير "الهيكلين" الأول والثاني.

وشهدت الاقتحامات ارتفاعًا في أعداد المستوطنين، حيث ذكرت مصادر مقدسية، أنّ 3023 مستوطنًا اقتحموا الأقصى خلال الفترة الصباحية، بمشاركة عدد من الوزراء وأعضاء في الكنيست، في وقت أغلقت فيه شرطة الاحتلال أبواب المسجد أمام المصلين لتأمين الاقتحامات.

ووثقت مشاهد مصورة، بعضًا من انتهاكات المقتحمين، أبرزها أداء ما يُعرف بـ"صلاة بركة الكهنة" داخل الأقصى، في تجاوز واضح للمنطقة الشرقية التي كانت تقتصر عليها هذه الطقوس سابقا، حيث امتد أداؤها إلى مواقع عدة داخل المسجد.

كما تنافس المستوطنون على رفع أصواتهم أثناء أداء الطقوس التلمودية، في حين سُمعت أصوات صلواتهم خارج أسوار المسجد، تحت غطاء أمني مكثف.

وتأتي هذه الانتهاكات في توقيت بالغ الخطورة، وفق ما وصفه مراقبون، وسط دعوات صريحة من قادة الجماعات الاستيطانية لتغيير الوضع القائم في "الأقصى" وفرض وقائع تهويدية جديدة على الأرض، مما يضع المسجد المبارك أمام تهديد فعلي وغير مسبوق، في ظل تواطؤ دولي وصمت عربي مريب.

ويحذر الباحث المختص في شؤون المسجد الأقصى، زياد ابحيص، من تصاعد مخاطر الانقضاض على المسجد الأقصى في ظل دعوات متزايدة من الجماعات الاستيطانية المتطرفة لـ"حسم" الوضع في الأقصى، والسعي لبناء ما يسمى "الهيكل الثالث" على أنقاضه.

وقال ابحيص لـ "وكالة سند للأنباء" إن الجماعات المتطرفة بدأت خلال اليومين الماضيين بحشد واسع وتحريض علني لتغيير الوضع القائم في الأقصى، في سياق تصعيد خطير يرافقه دعم حكومي إسرائيلي ضمني، في ظل ما وصفه بـ"الخذلان الكبير والتواطؤ الدولي والصمت المريب من المجتمع الدولي".

وأضاف أن هذه جماعات الهيكل ترى أن الواقع الحالي، المتمثل في تراجع المواقف العربية والإسلامية، وتغييب قضية القدس عن الأجندات السياسية، يمثل فرصة سانحة لتحقيق اختراقات خطيرة في المسجد الأقصى، وفرض وقائع جديدة تؤسس لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا تمهيدًا لبناء الهيكل المزعوم.

واعتبر ابحيص أن ذكرى "خراب الهيكل" أحد أخطر الأيام على المسجد الأقصى المبارك، مشيرًا إلى أن التطرف الصهيوني أصبح أكثر جرأة نتيجة التراخي الدولي، وتواطؤ بعض الأطراف الإقليمية التي لم تعد ترى في الأقصى أولوية.

ودعا إلى تحرك عاجل وفاعل على كل المستويات، شعبيًا ورسميًا، لمواجهة هذا المشروع التهويدي الذي لا يستهدف المسجد الأقصى فحسب، بل يهدد الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس المحتلة بأسرها.

تكريس أطماع..

من جهته؛ يُنبّه رئيس مركز القدس الدولي حسن خاطر، إلى المخاطر المتصاعدة التي تتهدد المسجد الأقصى، بالتزامن مع ما يسمى بـ"ذكرى خراب الهيكل" التي يحييها المستوطنون سنويًا في التاسع من آب العبري، والتي تصادف اليوم.

وأوضح  خاطر لـ "وكالة سند للأنباء"، أن هذه المناسبة الدينية، التي اعتاد اليهود على إحيائها بالصيام والحداد على هدم هيكلهم المزعوم، تحوّلت في العقود الأخيرة إلى مناسبة خطيرة ذات طابع سياسي واستيطاني، يتم استغلالها لتكثيف الاقتحامات والاعتداءات على المسجد.

وأكد أن الجماعات اليهودية المتطرفة باتت تتعامل مع هذه الذكرى كفرصة لتكريس أطماعها في الأقصى، من خلال شعارات تصف المرحلة بأنها مرحلة "نصر كامل" على غرار ما يعلنه قادة الاحتلال في غزة.

وأشار إلى أن الحديث عن "النصر الكامل في القدس" يعني استهدافًا مباشرًا للمقدسات الإسلامية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف.

وأضاف خاطر أن هذه المخططات لا تنفصل عن التحضيرات الخطيرة التي تجري على الأرض، ومنها محاولات ذبح "البقرة الحمراء" كجزء من طقوس البناء المزعوم للهيكل.

وعدّ أن هذه الطقوس ليست دينية فقط، بل تعكس مشروعًا سياسيًا عقائديًا يهدد الهوية الإسلامية والعربية للقدس.

وختم حسن خاطر حديثه، بالتحذير من خطورة الصمت العربي والدولي إزاء هذه الاعتداءات المتكررة، داعيًا إلى تحرك عاجل لحماية المسجد الأقصى وكافة المقدسات الإسلامية في وجه هذا التصعيد الخطير الذي يتجاوز الأبعاد الدينية إلى تهديد شامل للوجود الفلسطيني والعربي في القدس.

مكاسب تهويدية

من جانبه يقول عضو مجلس "أمناء الأقصى"، فخري أبو دياب، إنّه في هذه الذكرى تم تسجيل رقم قياسي خطير في أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى، حيث تجاوز العدد 3000 مقتحم من الغلاة المتطرفين، وهو ما يشير إلى نوايا خطيرة تتجاوز الطقوس الدينية إلى مشاريع تهويد سياسي وميداني ممنهج.

وأضاف أبو دياب لـ "وكالة سند للأنباء"، أنّ الاحتلال والمستوطنين يستغلون لما يُعرف بذكرى "خراب الهيكل"، لتصعيد الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك، وفرض وقائع تهويدية جديدة في قلب مدينة القدس.

وتابع: "هذا اليوم، الذي يصوم فيه بعض اليهود ويعتبرونه يوم حداد وبكاء، بزعم أنه شهد تدمير ما يسمى بالهيكل المزعوم مرتين في التاريخ ذاته، بات يُستغل في السنوات الأخيرة لاقتحام المسجد الأقصى وانتهاك حرمته، بذريعة إحياء هذه الذكرى".

وأشار إلى أن الاحتلال يُصعّد من هذه الاستفزازات في ظل الظروف السياسية والأمنية الحالية، ومحاولة صرف الأنظار عن جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، خصوصًا في قطاع غزة، عبر فتح جبهة موازية في القدس، تستهدف الأقصى بشكل مباشر.

وأكد أن الاحتلال بات ينظر إلى المسجد الأقصى باعتباره "جبهة يجب حسمها"، بالتوازي مع عدوانه على غزة، معتبرًا أن تغيير الوضع القانوني والديني القائم في الأقصى أصبح هدفًا مركزيًا ضمن ما وصفه بـ"الحرب الدينية المقدسة".

وشدد أبو دياب، أن ما يجري اليوم في الأقصى والقدس القديمة من عربدة المستوطنين واعتداءاتهم اليومية على الإنسان والمقدسات والممتلكات، يُنذر بمخطط تهويدي متسارع يتطلب تحركًا عربيًا وإسلاميًا عاجلًا، لوقف هذا الجنون الاستيطاني الذي لا يعترف بحرمة زمان أو مكان.

وكالة سند للانباء