بقلم/ ليلى احمد
لم يعد خافي على احد فشل المملكة السعودية الشقيقة الذريع وعجزها في تنفيذ اتفاقية الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي حتى بعد انقضاء المدة المحددة لذلك ..
أتضح ذلك جليا من خلال الفشل في تنفيذ البند المتعلق بتمكين قوات دربتها المملكة لإدارة الأمن في مطار وميناء عدن، بعد ان رفضت القوات التابعة للانتقالي تمكين القوة الجديدة كما ينص اتفاق الرياض، وبدلاً من الإعلان رسمياً عن ان الانتقالي هو المعرقل كما هو واضح وضوح الشمس، وجهت أصابع الاتهام نحو الحكومة الشرعية التي تتحكم المملكة نفسها بأبرز القرارات المصيرية لها.
وقال السفير السعودي لدى اليمن آل جابر، في تغريدة على "تويتر" الخميس، 19 مارس إنه "لا يمكن القبول بأن تجري قوات تابعة للشرعية مناورات عسكرية في شقرة ويتحدث قادتها العسكريون عن ساعة الصفر، في ظل اتفاق الرياض الهادف لعودة الحكومة إلى عدن وتوحيد الصف وتحقيق الأمن والتنمية".
ولم يكتف آل جابر بذلك، بل تبنى بشكل حرفي الخطاب الرسمي الذي يردده قادة الانتقالي، عندما لمّح إلى أنه أولى بتلك القوات التابعة للشرعية التوجه إلى مأرب والجوف التي تتعرض لهجوم مستمر من قبل الحوثيين المدعومين من إيران
لكن الغريب في تغريدة ال جابر هو قرأتها من عيون المجلس الانتقالي بعد ان كان قد شن هجوما لاذعا عليهم من قبل.. لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم. لماذا تحولت نغمة آل جابر و الذي بدى جليًا ان هناك اتفاق على مهاجمة قوات الشرعية عامة وتصريحات اللواء عبدالله الصبيحي قائد اللواء 39 مدرع الموالي للشرعية، والذي لم يتحدث عن ساعة الصفر ولم يشر في جديثه لا من قريب ولا من بعيد إلى ان وجهتهم صوب عدن !!
وكان الصبيحي قد ظهر ببث متلفز في 18 من مارس كشف فيه عن إجراء ما وصفها بـ"مناورة مصغيرة" مع قوات الحماية الرئاسية، وأعلن الجاهزية التامة للقوات التابعة للشرعية من أجل تنفيذ المهام الموكلة إليها من التحالف ومن الرئيس عبدربه منصور هادي، دون الإشارة إلى ساعة الصفر أو إلى أن الهدف هو عدن.
طيلة الأشهر الماضية، كان قادة الانتقالي يطالبون بعودة القوات التابعة للشرعية التي تتمركز في أبين وشبوة، وأيضاً في المنطقة العسكرية الأولى بسيئون، إلى مأرب، باعتبارها قوات منحدرة إلى المحافظات الشمالية تارة ولتنفيذ الجانب العسكري من اتفاق الرياض تارة اخرى ، لكنهم لم يقوموا بتنفيذ هذا الاتفاق والذي يقضي بتسليم الأسلحة الثقيلة لقوات التحالف معللين انهم لايمتلكون أسلحة ثقيلة بيد ان كذبهم ظهر جليًا في مواكب المسلحين وقوافل المعدات الثقيلة التي توجهت من الضالع وردفان الى عدن في تحديا واضح للمملكة واتفاق الرياض في مسعى منهم لأخذ مواقعها وبسط السيطرة الكاملة على عدن كما في انقلاب اغسطس الماضي .
واحتفت القيادات في الانتقالي ووسائل إعلامه بتصريحات السفير آل جابر، وطغى خطاب الحرب على جميع ردود الفعل الصادرة من الموالين للإمارات.
ياتي هذا متوازيًا مع تهديد هاني بن بريك، بـ"دفن" اللواء عبد الله الصبيحي وذلك إذا ما قرر الدخول إلى عدن على رأس قوة عسكرية.
وهدد بن بريك، في تغريدة على "تويتر"، الصبيحي محذرا إياه ان أتى الى عدن بالقول: "... فوالله ندفنك فيها يا عبد الله " واضاف "ونحن أحياء ولو متنا فهناك رجال سيوقدونها جهنم".
بن بريك يقرع طبول الحرب في الجنوب ونسي أو تناسى ان الصبيحي الذي يهدد بدفنه هو ذاته قائد معركة تحرير عدن ولحج وأبين بينما كان بن بريك وقادة الانتقالي مهتمين بتكديس الأسلحة في الضالع ويافع ..
وهو لا يعلم ان التراب الذي يتوعد بدفن الصبيحي فيه يشهد على خطوات الصبيحي المتضرج بدماء جنوده في سبيل عزة وتحرير الوطن .. لكن هاني بن بريك معذور فهو لايعلم من أمر الحروب والكرامة شئ لانه في ذاك الوقت كان يتقاسم الغنائم ويعد العدة في رسم خطة خبيثة لتسليم عدن والجنوب لسادته فهو عبد للدرهم والدينار ولمن ألبسوه العقال .