هو شعبٌ حرٌ وعزيز ، لا يقبل بالخنوع ولا الذل والخضوع . لا يستكين لمحتل غاشم ، ولا يرضى بحاكم ظالم .
بصموده صد الغزاة والمحتلين ، طرد الهكسوس ، وهزم التتار ، وأذل الصليبين ، وأهان الفرنسيين ، ودحر الانجليز ، وحطم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر .
هو كذلك شعبٌ أصيل وكريم فبين أفراده عاش يوسف وموسى ، وإليه هاجر إبراهيم وعيسى ، ومنه أخوال إسماعيل ، وأصهار محمد صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين .
في كل مرحلة من مراحل التاريخ للمصريين صولة وجولة ، انتفاضة وثورة فهو شعب أبي لا يخضع ولا يركع ، فمن منا لم يقرءا عن الحركة العرابية ، ومن منا لم يسمع عن ثورة 1919م ، من منا لم يُحكى له عن يوليو1952م ، من منا لم يعش لحظات الفرح يوم خلع مبارك ، ومن منا اليوم لا يعتكف أمام التلفزيون ينتظر خبر عودة مرسي للحكم .
المصريون لن يستسلموا ولن ييأسوا حتى وإن كانت المؤامرة كبيرة ، وحتى وإن كانت المؤامرة داخلية وخارجية ، فعند شواطئ مصر تغرق سفن الغزاة والمتآمرين ، وفي صحراءها تدفن جثث المرتزقة والمتجبرين .
مرسي ليس أول بطل مصري ولن يكون الأخير فمصر بلد الأبطال سيف الدين قطز، عمر مكرم ، مصطفى كامل .
ومصر في قاموس الأمجاد تعني النصر فتاريخها ممتلئ بالانتصارات عين جالوت ، المنصورة ، بورسعيد ، سيناء .
مصر كذلك موطن العلم والعلماء مصطفى مشرفة ، أحمد زويل ، مصطفى محمود .
مصر نفحة الأدب والأدباء مصطفى المنفلوطي ، عباس العقاد ، طه حسين ، توفيق الحكيم .
مصر بلد الشعر والشعراء أحمد شوقي ، محمود سامي البارودي ، حافظ إبراهيم .
مصر بلد الفقه والفقهاء العز ابن عبد السلام ، محمد رشيد رضا ، السيد سابق ، يوسف القرضاوي .
مصر أرض الكرامات والأولياء الإمام الحسين ، السيدة زينب ، السيدة نفيسة .
مصر باختصار هي الفردوس أليس فيها يجري النيل ؟ والنيل نهر من أنهار الجنة .
مصر أم الدنيا ليست صغيرة كم يريدها الخائنين ، مصر كبيرة بحجم تاريخها وحضارتها وتدينها وشعبها العريق .
هذه هي مصر وأولئك هم أهلها فهل يعقل بعد هذا كله أن تقوم حفنة من رعاة الخداع والتزييف باسم الديمقراطية والتغير بالانفراد برسم مصير هذا البلد وذاك الشعب وصنع حاضره ومستقبله وقدره وأجله على غير إرادته !
هم يريدون كسرها لكن مصر الكنانة لا تنكسر، يظنون أنهم بالسلاح يمكن أن ينسجوا ضوء الصباح نسوا أن النور لا يصنعه حفرة القبور بل تصنعه تضحيات الثائرين ودماء المناضلين .
ما حدث في رابعة والنهضة ولا يزال يحدث في عموم مصر وما يرافقه من تضحيات واستبسال أمام آلية القتل والتنكيل يشعرنا بالعزة والفخر ، فالمصريون الذين أبهرونا بعبورهم الأول يوم السادس من أكتوبر، ثم أفرحونا في ثورة الخامس والعشرون من يناير لا يزالون يسطرون لنا أعظم الملاحم وأسمى البطولات ويعلمون البشرية أروع مبادئ الحرية والصمود ، ومازالوا يضربون لنا أرقى أمثلة البدل والشجاعة فلا يخيفهم عتاد الظالمين أو تهجم البلاطجة والحاقدين لأنهم يجيدون باقتدار تأديب الطغاة والمفسدين .
قريبا بإذن الله سيجني المصريون ثمار صبرهم وسيسعدون بنصرهم وسيدرك كل من أعتقد أنه قادر على خداعهم أن الأقزام مصيرهم في الختام أن يداسوا تحت الأقدام .