صدّرت مصر في الأسابيع القليلة الماضية لمحيطها العربي والإسلامي قدراً غير مسبوق من الكراهية والألم، وقد تكشف الأيام المقبلة عن تفاصيل مذهلة لضحايا الانقلاب العسكري، والأضرار المجتمعية الخطيرة الناتجة عن كل ما حدث.
ستحتاج مصر إلى وقت طويل للتعافي مما حدث، وكذلك المنطقة العربية، وفي اليمن لدينا ما يكفي من خطاب الكراهية الذي لا يحتاج إلى استيراد المزيد منه.
لقد كان الإعلام (كمهنة) من أكثر المتضررين مما حدث في مصر، ولك أن تلاحظ حجم التجريف للمصداقية وأخلاقيات المهنة الذي حدث منذ 30 يونيو الماضي حتى اليوم.
لقد ظهر الإعلاميون المساندون للانقلاب العسكري في مصر خاصة في القنوات المصرية أشبه بمشجعين متشنّجين أمام مصارعة حرة، وبدا في حكم المؤكد أن ما يقومون به ليس إعلاماً ولا حتى دعاية، وأن النتيجة الوحيدة المؤكدة أن ذلك الأداء السيئ قد خصم كثيراً من رصيد المهنية وشوّه الصورة (المشوّهة أصلاً) للإعلام لدى الرأي العام.
في اليمن رغم ظهور مؤشرات على محاولات استنساخ التجربة المصرية في صناعة الكراهية، إلا أن الأمل ما يزال قائماً في الاستفادة من الدرس المصري وتقديم خطاب لا يتنكر للاختلاف، لكنه يرفض الإقصاء والشيطنة.
من يرواغ في إدانة جرائم الانقلاب العسكري في مصر يظن واهماً أنه يسجل أهدافاً في مرمى التجمع اليمني للإصلاح، ومن يصمم على أن أداء مرسي كان نموذجياً يفعل ذلك، وهو أيضاً يعتقد أنه يدافع عن مرمى التجمع اليمني للإصلاح.
كتبت في وقت سابق "أن النضال بهدف التحرر من الضغينة ينبغي أن يسبق أي نضال آخر، على الأقل في صفوف الطليعة الشبابية التي لا تحمل على كاهلها ذلك الكم الهائل من ركام الصراعات التاريخية"، وأضيف هنا أن ذلك ممكن في الساحة اليمنية سواء استمرت تجربة اللقاء المشترك أو لم تستمر، بشرط أن نتخلى عن مباريات تسجيل النقاط التي تتم على حساب الأخلاقيات والمبادئ المشتركة