صرخ صديقي بأعلى صوته إن ما حدث في اليمن لم يكن ثورة ، بل كان مجرد أزمة ، قلت له : لو أنك كنت ثائراً في صفوف الثوار، لعلمت أن ما جرى لم يكن فقط ثورة بل كان بركان ... أشعل النيران في كل أرجاء الطغيان ، وكاد أن يبدد
الظلمات لولا خدع الطاغية والأركان
شعبٌ مسكينٌ تعيس ظل لعقود في الظلم حبيس ... حتى إذا جاءته الفرصة ضحى بكل عزيز وغالي ونفيس ، ألا يستحق أن نسمي فعلته هذه ثورة بل بركان
قلت له : لو كنت حاضراً في الميادين ، لو عشت بين الثائرين ، وشاهدت جموع المتظاهرين ، وشعرت بالأرض تهتز تحت أقدام المنتفضين ، لقلت هذه ليست ثورة بل هي البركان
لو أنك سمعت نداء الأحرار والهتافات ، وأحسست بأنات الجرحى في الساحات ، ولمحت نعوش الشهداء والدموع المتساقطة عليهم في الصلوات ، لأدركت أن ما حدث ليس فقط ثورة بل هو عين البركان .
ضحك صاحبي متعجباً ! فقلت له لا تعجب ... فلو كنت ثائراً في صفوف الثوار ورأيت صمود النساء والتضحيات ، وأبصرت إصرار الرجال والبطولات ... لو أنك رأيت الشعب بكل أطيافه والاتجاهات وجميع أحزابه والتيارات ... كلها مجتمعة في الخيام تصرخ .الشعب يريد إسقاط النظام ... لعلمت أن هذه الأرض لم تثور بل اشتعلت بركا
قال صاحبي : هذا مجرد كلام وأضغاث أحلام ، أين التغيير؟ والنظام مازال هو النظام ! قلت : يا عزيزي إن ما تراه أحلام نراه نحن حقيقة ، أرجوك دع الافتراءات وأعطني حجج دقيقة ... فما عادت اليمن تقبل بالمخلوع ورجاله ، ما عاد الجيش يخضع له ولعياله ... ما عاد الشعب يرضى بغير تحقيق أهدافه وأماله
حتى لو كان ما حدث مجرد أزمة يكفي هذا الشعب أنه أنهى الطاغية وظلمه ... وبدد عهوداً من القهر والظُلمة ، يكفيه عزاً أنه في يوم من الأيام ثار وأشعل أروع ثورة بل أعظم بركان