الدول التي انفصلت كالهند وباكستان وألمانيا الغربية والشرقية والتشيك وسلوفانيا أدبها ظل ومازال يهفو إلى إعادة الوحدة ولمّ اللحمة، في حلم أزلي عكس نفسه في أدبها على شكل نصوص قصصية وروائية عبّرت عن ندم المجتمع من أقدامه على عملية الانفصال.. وكأنموذج.. حاول الكاتب الهندي (أديتيا شوبرا) في روايته (Veer Zaara) ان يرفض كل المبررات التي دعت إلى انفصال باكستان عن الهند في اطار علاقة حب تجمع بين هندي وباكستانية على الحدود..
وتدور أحداث الرواية التي تحوّلت إلى فيلم حول طيار هندي يعمل بقرب الحدود الهندية الباكستانية... يتمكن من إنقاذ فتاة باكستانية وسط ملابسات غير عادية، يقوم بعدها باصطحابها إلى بلدته وتتعرف عليه بشكل أعمق للدرجة التي تجعلها تتعلق به متناسية ارتباطها وخطبتها لأحد أقاربها في موطنها. مع عودة زارا إلى موطنها وصدمة الحبيب بمعرفته لحقيقة ارتباطها تتصاعد حدة أحداث فيلم فيير زارا Veer Zaara وتبدأ سلسلة جديدة من المواجهات التي تغير تماماً من مجرى حياة كلٍ منهما وتضع عملية إنقاذ حياتهما المكبّلة رهينة إعادة التحام الهند وباكستان.
وحاول الروائي الألماني الشهير (جونتر جراس) في قصته (حدود) والتي نشرها منتصف الثمانينيات حيث كانت ألمانيا عبارة عن دولتين ان يرفض كل المبررات التي أدت إلى انفصال الجانب الشرقي من ألمانيا عن الجانب الغربي، في اطار علاقة حب جارفة تجمع بين شابة من الشرق بشاب من الغرب.. وأين؟ على الحدود وأقصد السور، ولا مُنقذ من انهيار علاقتهما الجارفة تلك سوى تحقيق التحام الشرقية والغربية في كيان واحد!.
وحاول السيناريست اسعد الهلالي في فيلمه (القارب) والذي عرض مطلع العام 2000م على الفضائية اليمنية رفض كل المبررات الداعية إلى انفصال الشمال اليمني عن الجنوب، في اطار علاقة حب تجمع شاباً من الشمال بشابة من الجنوب يقطنان في منطقة حدودية معروفة في اليمن.. وان علاقتهما تلك لن تنجح بوجود تلك البراميل المعيّقة! المشترك بينهم.. إدانتهم للانفصال. الندم من الانفصال.. العلاقة الاجتماعية التي ترفض ذلك والدائرة أحداثها في منطقة الحدود والتي غالباً ما تقابل بالتجاهل من قبل أصحاب القرار السياسي والمفترق بينهم ان البعض في اليمن لم يعِ بعد ان الانفصال لن يخلق مجتمعاً مستقلاً له كيان ثابت، بل سيخلق مجتمعاً ممزقاً .. يعبر أدبه عنه بكثير من الحزن والأسى لأنه مزق جزءاً من أرضه ..أقصد روحه!