أنا عدن، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي، أنا درة الجنوب وقبلة القلوب، جنة الله في أرضه التي جعلتم منها جحيماً.
صنعت بإرادتي من فوهة البركان جنة ومدينة لا تقهر وبرزخاً سميته خور مكسر، قهرت الأمواج وبنيت عليها أرضاً ودياراً وجعلت من الجزيرة شبه جزيرة.
لن أعلن نفسي مدينة منكوبة، أو أستسلم لرياح العنف، فأنا صلبة قوية اشتققت اسمي من معدن الحديد، لا أخشى نيرانهم فأنا قاهرة البراكين ميلادي كان على بركان أخمدته برياحي وعواصفي.
أنا عدن الإرادة ميناءي التاريخي ما كان ليوجد لولا تعاقب طغيان البحر عليه وانحساره، عمرته منذ القرن الأول للميلاد.
توالت الرياح على البركان فصنعت منه برزخاً سميته خورمكسر، وصرت شبه جزيرة بعد أن كنت جزيرة، فكيف لمدينة أطفأت البركان وأقامت عليه العمران أن تحترق؟!
أنا عدن المتوهجة بكل ما في من نور ونار، لن تقوم الساعة في كوكب الأرض حتى تخرج نار من قعري ترحل الناس.
لا تخافوا عليّ من طيور الظلام والغدر والقتل، فأنا عدن الأسطورة التي تقول: إن قابيل قتل هابيل ودفنه في مكان ما داخلي، لكنني لا ولم ولن أستسلم للقتل وكنت أم السلام.
عدن التي علمتكم القراءة والكتابة بالإرادة، وعلمتكم الحب بالفن والسلام.
عدن الإقامة والاستقرار، وعدن ساحل البحر، وعدن بن عدنان.
كنت في الخمسينيات أفضل مما أنا عليه الآن لا كهرباء تنقطع، ولا أسعار ترتفع، ولا أراضي تنهب، لو فرشت من الذهب أطنان وتركته في الشارع ما نقص منه شيء، فيا عجباه، كيف صارت الشوارع محطمة، والأشجار متجهمة، والقمامة متراكمة، وكمبات الكهرباء مظلمة؟.
لا تخافوا على عدن، كنت شاهدة على بداية هذا العالم وسأكون شاهدة على نهايته.
عدن ابتسامة لا تذبل ومدينة لا ترحل.
عدن مدينة تتحدى ".
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين