�ـــاد نــعــمــان: استضاف مدير عام مديرية صيرة/خالد سيدو في مقر المجلس المحلي بالمديرية أعضاء مجلس الظل الشبابي، في لقاء تقييمي مشترك، ضمن أنشطة المرحلة الثانية من مشروع "التمكين السياسي للشباب"، الذي تنفذه مؤسسة "ألف باء" مدنية وتعايش في محافظة عدن، بدعم من الصندوق الوطني الديمقراطي NED.
في تصريح خاص أوضح "سيدو" أن المجلس المحلي في "صيرة" قدم الكثير من التسهيلات لمجلس الظل الشبابي؛ بالاطلاع على السجلات الرقمية لبعض المشاريع واستقاء المعلومات من الموظفين ذويّ الخبرات والتعرف على الهيكلة الإدارية للمكاتب التنفيذية خاصةً الخدمية في المديرية، آملًا من أعضاء المجلس تحقيق الاستفادة القصوى من خلال علاقة المجلس المحلي مع المكاتب التنفيذية وارتباطه بالمواطن في المجتمع، واصفًا التجربة بالمتميزة والهامة، تمكن الشباب مستقبلًا من الريادة في قيادة الأعمال الإدارية سواء على مستوى المديرية أو المحافظة، ويلزم ذلك اكتساب المزيد من الخبرات المعرفية وممارستها في الميدان.
من جانبه أبدى مدير مكتب التخطيط والتعاون الدولي في المديرية/محمد توفيق ارتياح كبير من قيامه بالتنسيق بين المجلسين، وكذا جهود ونشاط الشباب في مجلس الظل؛ بالتواصل الدائم والتطلع إلى معرفة أداء ومهام المجلس المحلي وآلياته في تسيير الشؤون الإدارية ومتابعة تنفيذ المشاريع الخدمية في المديرية، مشيرًا أن التجربة تبشر بشباب واعٍ مليء بالأمل والطاقة الإيجابية، وهم بحاجة إلى اتاحة المجال والوقت الكافي، في برامج تأهيلية مماثلة؛ لتترسخ معارفهم ويطوروا ذواتهم أكثر؛ ليتبوؤوا مواقع قيادية تليق بهم في المستقبل.
أفصحت منسق منظمات المجتمع المدني في المديرية/شذى سعد عن رغبتها في الالتحاق بالمشروع وأن تكون أحد أعضاء مجلس الظل الشبابي قبل أن تلتحق بالمجلس المحلي والعمل بشكل طوعي، وقالت: "من خلال متابعتي للشباب شعرت بأني كنت بحاجة لخوض التجربة معهم؛ هي واقعية وغنية بالمعرفة، فتحت أمامهم آفاق واسعة في المجالين الإداري والسياسي، وفرصة سانحة لن تتكرر لهم أو لغيرهم إلا بعد سنوات"، داعيةً إلى تعميم التجربة الشبابية في المؤسسات الحكومية وكذا الوزارات؛ للاطلاع على التسلسلات الإدارية والمالية فيها، وعلاقاتها وترابطاتها ببعضها؛ لتثقيف أنفسهم وتنمية مداركهم، ونقل صورة واضحة إلى المجتمع.
بدورهم ثمن أعضاء مجلس الظل الشبابي تعاون المجلس المحلي في مديرية صيرة، وأكدوا أن المشروع وضع أولى خطواتهم على الطريق السياسي، وحفز طموحاتهم ومنحهم دافع للمشاركة في الحياة السياسية وترك بصمات خاصة بهم، من خلال خوض المعترك السياسي والترشح للوصول إلى مواقع في السلطة المحلية مستقبلًا، بعد أن تم تأهيل قدراتهم وصقل شخصياتهم وتمتعهم بالكفاءات المطلوبة والإمكانات اللازمة في المجالين الإداري والسياسي، مشيرين إلى تعرفهم على جوانب أخرى في المجالس المحلية، كانت خفية بالنسبة لهم، من حيث مواجهة الصعوبات وإيجاد الحلول للعراقيل وكيفية التعاطي مع أولويات المجتمعات.
ونوهوا أن التجربة المحلية لمجالس الظل راقية ومتقدمة وحديثة المنشئ، جاءت في ظروف صعبة ومعقدة تعيشها البلاد، وتفتقر إلى بناء وعي مجتمعي حولها وتدعيمها لدى الجهات المسئولة، وتحتاج إلى سنوات لتنضج وتتبلور فكرتها، وكذا دماء شابة متجددة تتمتع بالاستقلالية لتنفيذها بصورتها الحقيقية الفاعلة؛ لتتطور الأدوار من الاطلاع على سير الأعمال إلى المشاركة في عملية المتابعة والرقابة، وصولًا إلى المساهمة في صناعة السياسات العامة، ما يتطلب تمكين سياسي محترف؛ لتبني وإيصال أصوات المجتمعات وتقوية أداء السلطات المحلية، وذلك يستلزم تعاضد كافة الجهود وتكامل الأدوار بين الجهات المعنية ذات العلاقة.
حضر اللقاء التقييمي أربعة أعضاء من مجلس الظل الشبابي، هم/ن: تهاني الصراري، حنان الأميري، هاجر محمود، وصالح المنصوري، وكانوا قد نفذوا خلال الأيام القليلة الماضية نزول ميداني بمعية مدير مكتب التخطيط والتعاون الدولي في المديرية/محمد توفيق، إلى عدد من المكاتب التنفيذية الخدمية، منها: المالية، الصحة والسكان، الأشغال العامة والطرقات، وغيرها.. إلى جانب زيارات استطلاعية إلى أقسام وإدارات المجلس المحلي، كما قاموا بمتابعة سير تنفيذ بعض المشاريع الإغاثية الإنعاشية للنازحين في مديرية صيرة.
تتكون مجالس الظل الشبابية من 20 شاب وشابة، تتراوح أعمارهم بين 20 – 30 عام، من مختلف المكونات والأحزاب السياسية من كافة مديريات محافظة عدن، خضعوا في المرحلة الأولى من المشروع المذكور آنفًا لتدريبات نوعية ومكثفة تحت عنوان "المناظرات والحكم المحلي"، تعرفوا من خلالها على مجموعة من المواضيع ذات العلاقة، أبرزها: مفهوم الدولة، المركزية واللامركزية، قانون السلطة المحلية، مفاهيم الانتخابات والشكل الانتخابي، مهام جماعات وحكومة الظل، كيفية تصميم السياسات العامة وصناعة القرار السياسي، إعداد اللوائح وبناء الإجراءات الهيكلية لمجالس الظل المحلية، بالإضافة إلى ماهية الحكم الرشيد.
تقوم مجالس الظل الشبابية بزيارات ميدانية إلى المجالس المحلية في أربع مديريات مستهدفة بالمشروع: المنصورة، خور مكسر، المعلا، وصيرة؛ للتعرف على كيفية إدارة الحكم المحلي، صنع القرار، والمشاركة السياسية، وكذا التعرف عن كثب على مشاكل وهموم المجتمع، إلى جانب عقد ورش نقاشية تتناول آليات عمل المجالس المحلية وكيفية تطوير أدائها، وإقامة مناظرات تجمعها بالمجالس المحلية، ويتجسد الهدف الاستراتيجي من المشروع في التدريب على التمكين السياسي، والتطبيق العملي للمشاركة السياسية، وفي المحصلة تخرج شباب واعٍ وكفوء، مستعد للمشاركة في انتخابات المجالس المحلية القادمة بعد انتهاء الحرب.
تنفذ مؤسسة "ألف باء" مدنية وتعايش" مشروع "التمكين السياسي للشباب" للعام الرابع على التوالي في محافظة عدن، بدعم من الصندوق الوطني الديمقراطي NED، الذي أشاد بفكرة المشروع، وأعتبره الأول من نوعه على مستوى اليمن وكذا المنطقة العربية، ويعتزم الصندوق تعميم المشروع في الدول العربية المجاورة التي تشهد صراعات مُسلحة، بعد نجاح المؤسسة في تنفيذ نسخته التجريبية في اليمن وبشكل خاص عدن.