الرئيسية - ثقافة وفنون - مبتعث سعودي ينشر مؤلفاً عن مكة المكرمة بوصفها مدينة إبداعية

مبتعث سعودي ينشر مؤلفاً عن مكة المكرمة بوصفها مدينة إبداعية

الساعة 03:40 مساءً

أعلنت دار النشر العالمية سبرنغر عن إصدار كتاب يتناول نظرية صورة المدينة (City Imaging)، التي تعتبر من النظريات الحديثة الهامة التي تساهم في إعادة تقييم المدن ودفعها لتطوير صورتها لتطوير حركة الاقتصاد والسياحة. ويتناول الكتاب الذي نشر أخيراً المفارقات والتحديات، وإمكانات ومشاكل العيش في المناطق الحضرية، إضافة إلى مناقشة الاختلافات الهامة بين المدن التي تشكل أساس عمليات التطوير في الحياة الحضرية. بحسب النظرية فإن المدن تصنف إلى ثلاث مستويات لمزيد من التنافس وسهولة الوصف. فهناك مدن عالمية مثل لندن وباريس وطوكيو، وهي مدن سريعة الحركة بنسب زيارات عالية. وهناك المدن التي تسمى مدن الطبقة الثانية التي تصنف على أنها مدن كبيرة لكن أقل ازدحاماً، الأمر الذي يجعلها أكثر قابلية للتطوير، وتشتهر هذه المدن بسمة تغلب عليها مثل المدن الاقتصادية والرياضية وغيرها. أما مدن الطبقة الثانية بحسب النظرية التي يجري تطويرها حالياً، فهي المدن التي لم يكتشف بعد جوانب التميز في تكوينها أو تسويقها، باعتبار أنها مدن لاتحتوي على جوانب جذابة أو لم يتم اكتشاف جوانب الجذب فيها.

وخلال الكتاب الذي يجمع عدة مؤلفين من دول مختلفة يطرح المبتعث السعودي إلى جامعة سالفورد البريطانية سعيد العمودي، مساهمته بالنظر إلى مدينة مكة المكرمة باعتبارها مدينة إبداعية من الدرجة الثانية، باعتبار أنها أقل ازدحاماً من المدن العالمية وتشتهر بالسياحة الدينية. واجه الباحث تحدياً يكمن في أن مكة المكرمة غير معروفة علمياً لغير المسلمين، كما أنها ليست مفتوحة لكل من يرغب بزيارتها. من هنا بدأ الباحث بإجراء مقارنات بين مكة المكرمة ومدن الطبقة الثانية نظرياً، فبدت مكة تتشابه مع مدن الطبقة الثانية في عدد من المواصفات التي من أبرزها أن مكة المكرمة ذات صفة دينية تميزها عن غيرها من مدن العالم، إضافة إلى أن للمدينة قيمة اقتصادية كبيرة تتمثل في سعر المتر المربع في المنطقة المحيطة بالمسجد الحرام الذي يعتبر الأغلى عالمياً.



واستعرض الباحث في مؤلفه أبرز الخطط التي نفذت في حل مشكلات تزايد الزوار عاماً بعد آخر. وأشار الباحث إلى أن الحكومة السعودية قدمت العديد من الأفكار الإبداعية لاستيعاب عدد الزوار المتزايد، مشيراً إلى العديد من الأمثلة، مثل توسعة المسجد الحرام على عدة مراحل متفرقة زمنياً. إضافة إلى مشاريع تطوير الجمرات وقطار الحرمين والمشاعر، علاوة على ابتكار الخيام المضادة للحريق في منى لضمان سلامة الحجاج الموجودين في أماكن متلاصقة في وقت قصير. كما أشار العمودي إلى حلول أخرى طرحتها الحكومة السعودية والقطاع الخاص للمساعدة على استيعاب أعداد الحجاج مثل وقف الملك عبدالعزيز، ومشروع جبل عمر.

وختم الباحث الحديث عن مكة المكرمة باستعراض ووصف المشاعر المقدسة في مكة المكرمة، إذ بدأ بالمسجد الحرام وأبرز العناصر التي يضمها، كالكعبة والحجر الأسود والصفا والمروة وماء زمزم، ثم استعرض مشعرعرفات ومنى ومزدلفة.