الرئيسية - أخبار محلية - حيدرة : السياسي اليمني لا يقول الحقيقة إلا في اللحظات الأخير

يصدقون حينما يدركون أن كراسيهم على مرمى السقوط ..

حيدرة : السياسي اليمني لا يقول الحقيقة إلا في اللحظات الأخير

الساعة 07:08 صباحاً

كتابات

حيدره محمد



من المسائل الشائكة والتي دائما ماتحدث في اليمن هي إشكالية إحراق المراحل .. 

فلا يهم غالبية اليمنيين في الغالب معرفة الحقيقة ..

ولذلك يخرجون من مرحلة ويدخلون مرحلة جديدة دونما معرفة بالحقيقة ..

معرفة الحقيقة أمر في غاية الأهميّة وبدون معرفة الحقيقة تتكرر الأخطاء ويتكرر نفس المنطق العشوائي لدى أكثرية اليمنيين في تفسيرهم للقضايا والمواقف.والتي غالبا ما تكون تفسيرات خاطئة وسطحية ..

وإذا أردنا فعليا أن نتبنى قضية أو موقفا علينا أن ندرس المراحل السابقة بوعي ومقاربتها مع المرحلة الراهنة بموضوعية وعندها من الممكن أن نصنع فارقا يعود علينا بالنفع والنماء ..

الوسيلة الوحيدة للوصول لطرق النجاح الآمنة للمستقبل وللخروج من مآزق وكوارث السياسة التي تتوجها المراحل المحشوة بالتضليل وحرف مسار الحقائق والمكسوة بثقافة الغلبة وتبعاتها الاقتصادية والثقافية والتي مع الوقت تصبح تاريخا يفرضه المنتصر على المهزوم ..

ولذلك كثيرا ما يعيد التاريخ نفسه في اليمن وكأننا ندور في حلقات من الهزائم ونلج إلى حلقات انتصار سرعان ما تتحول إلى هزائم ..

 والحلقة تدور وندور معها ومن حلقة إلى حلقة ..

وبرائي أن الخطاب السياسي الضارب في وجدان الجماهير وذاكرتهم كان خطاب سياسي فئوي مقيت لمجموع فرقاء السياسة وبنفس شعبوي مليء بالتناقضات والتشوهات العصبوية المأزومة ..

وفي الغالب يكون خطابا تحركه بواعث ودوافع خارجيّة بعيدة كل البعد عن مضامين الشعارات المضخمة بعناوين الوطنيّة الزائفة ..

والحقائق الواصلة من سراديب التاريخ دائما ما تأتي متأخرة فالسياسي اليمني لا يقول الحقيقة إلا في اللحظات الأخيرة وكذلك معظم الرؤساء لا يقولون الحقيقة إلا حينما يدركون بأن كراسيهم باتت على مرمى حجر السقوط ..

اليمنيون ليسوا شعب متخلف بقدر ما هم شعب محاصر ويتعرض منذ عقود طويلة للحصار والإفقار وعاش ولايزال صنوفا من سياسات الضم والإلحاق ومصادرة قراره السيادي ولايزال يتجرع تبعات إهدار طاقاته وثرواته منذ تحرره واستقلاله ..

ولهذا من المحال أن تجد وعيا وطنيا جامعاً لليمنيين من صعدة إلى المهرة يعرف الحقيقة ..

 الحقيقة التي تقول بأن اليمنيين باتوا قطعان بشريّة تتقاذفهم مصالح الاطماع الخارجيّة والتي لم تتوقف ..