{ يَتَمَنَّعْنَ وهُنَّ الراغبات }
من يمتلك النظرة الثاقبة ويراقب تحركات وسلوكيات المجلس الإنتقالي بكل أدواته سيجد أنهم لا يمانعون بإستمرار الوحدة بأي شكل من الأشكال ، ولكن شريطة أن لا يكون رئيس اليمن صاحب الفخامة عبدربه منصور هادي أو أي شخصية من أبين ، وهم يتمنون أن يكون اليمن إقليمين يترأس الإقليم الشمالي أحمد علي والإقليم الجنوبي يترأسه عيدروس الزبيدي وهكذا تحاول قيادة دويلة ساحل عمان إقناعهم حتى يستمرون في تنفيذ أجنداتها في جنوب الوطن .
وكما قيل : يتَمَنَّعْنَ وهن الراغبات فهذا ينطبق على أدوات المجلس الإنتقالي لاسيما رئيس المجلس عيدروس الزبيدي ونائبه الحاخام هاني بن بريك ، فنرى رفضهم لمشروع اليمن الإتحادي من خلال تصريحاتهم بإستعادة الجنوب وإعلانه دولة مستقلة ، ورغبتهم بإستمرار الوحدة اليمنية بأي شكل من الأشكال بسلوكهم المغاير تماماً لتصريحاتهم ، والدليل على ذلك علاقتهم الحميمية لكل عائلة وأدوات الهالك علي عفاش وإستقبالهم وحفاوتهم بهم في عدن ، ولنا مثال على ذلك طارق عفاش في إستقبالهم له في عدن بل وحراستهم له أينما غدا أو راح ، أضف إلى ذلك اللقاءات السرية التي تمت بين عيدروس الزبيدي وأحمد علي في أبوظبي عاصمة دويلة ساحل عمان ، وآخر اللقاءات كانت على الملا بين نائب رئيس المجلس الحاخام هاني بن بريك وأحمد علي بحضور ملك الأردن وولي عهد دويلة ساحل عمان .
الغريب في الأمر أن دويلة ساحل عمان تتعامل مع أسرة عفاش بشتى أنواع الدلال ، بعكس ما تتعامل مع أدواتها الرخيصة في الإنتقالي بغلظة وإذلال ، وخير دليل حينما أكرَمَ محمد بن زايد أحمد علي ووضعه بجانبه في اللقاء الأخير ، وجعل هاني بن بريك في المؤخرة أو أظنه أدخله المطبخ عنوة ليغسل صحون العزومة ، والرخصاء في الإنتقالي يعلمون بذلك ولكنهم لا يستطيعون الإعتراض ولو بكلمة سخط ، ولا أدري هل السر لأنهم واهمون بأن بن زايد سيمنحهم رئاسة إقليم الجنوب كما يحلمون أم لأن أسرهم رهائن في أبوظبي ؟ وكما قال المثل أيش اللي صبرك على المر قال الذي أمرَّ منه .
الأدوات الرخيصة تلك هي من أرادت الذل والهوان لهم ولأسرهم ، فقد أعزَّهم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ومَكَّنهم في مناصب ريادية لم يكونوا يحلموا بها في حياتهم ولكنهم أبوا ذلك العز ، فجاء محمد بن زايد وأذلهم وأهان كرامتهم وجعلهم حراس وخدم لأسرة الهالك علي عفاش ، وفي الأخير لن يكون إلا مشروع اليمن الإتحادي الذي أقرَّهُ فخامته وضحى بالغالي والنفيس لأجل إتمامه ، وحين إعلان مشروع اليمن الإتحادي سنضطر أن نقول لهم المثل الشائع : من لم يرضى به مظفر سيرضى به مكحل !!! ، وأنتم بدوركم أقرأوا المثل بالطريقة التي تعجبكم فأنا أستحي أن أكتبه كما سمعته .
علي هيثم الميسري