في العام 2015م كان طارق عفاش غازياً لجنوب اليمن بصحبة مليشيا الإنقلاب الحوثية ، وتخصصت مليشياته الإجرامية بقنص أبناء عدن الطيبين والمسالمين ، وكانت لا تفرق بين طفلٍ وإمرأة حامل ورجل مسن ، حتى أنها كانت تقنص الطفل وهو ممسكاً بأباه أو أمه لتحرق قلبيهما ، وجميعنا سمعنا عن هذه الأحداث الإجرامية التي إرتكبتها مليشيات طارق عفاش في العاصمة عدن ووثقتها كل المنظمات الإنسانية والحقوقية .
توالت الأحداث وتحررت عدن من قبضة مليشيات الإنقلاب ، وبعد حين إختلف طرفي الإنقلاب الحوثي العفاشي وتواجها سياسياً وإعلامياً وعسكرياً ، وإنتهت مواجهتهما بمقتل علي عفاش وهروب طارق عفاش لأحضان دويلة ساحل عمان التي كانت في حينها تحتضن إبن عمه أحمد علي عفاش في العاصمة أبو ظبي ، وكليهما لم يعترفا بشرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، ولم يذكرا حتى عن حادثة مقتل علي عفاش أو إدانة مرتكبيها .
كان في الطرف الآخر من جنوب اليمن مجموعة من المرتزقة يُعرفون بالمجلس الإنتقالي الذي تأسس بأوامر من قيادات دويلة ساحل عمان ، وكان هؤلاء يصنفون طارق عفاش بالعدو التاريخي الذي غزا الجنوب وقتلت قناصته أهالي عدن بمختلف أشكالهم وأعمارهم ، وحينما جاءت به دويلة ساحل عمان عنوة إلى العاصمة عدن وفرضته على هذا المجلس لم يحرك أولئك المرتزقة ساكناً ولم ينبسوا ببنت شفه ، بل على العكس تماماً حركوا إعلامهم البغيض بأبواقهم وأقلامهم الرخيصة مدفوعة الثمن وجعلوا من القاتل طارق عفاش بطلاً قومياً لا يُشَق له غبار ومحارباً شجاعاً قادراً على تحرير كل شبر من أراضي اليمن المحتلة ، وهو في حقيقة الأمر بعد مقتل عمه هرب من صنعاء مرتدياً عباءة سوداء ونقاباً نسائياً حتى لا تكتشف أمره مليشيا الحوثي الإنقلابية وإستطاع بهكذا تخفِّي أن ينجو بجلده العفن وأياديه الملطخة بدماء أهالي عدن .
عملت قيادة دويلة ساحل عمان على تلميع صورة طارق عفاش ، وكان الدور المناط لهذا التلميع من نصيب الأدوات الرخيصة التابعة بما يسمى المجلس الإنتقالي ، ولم تكتفي بذلك بل جعلت من مليشيا الإنتقالي خدماً وحراساً لطارق عفاش ومليشياته ، ثم دفعت بطارق عفاش ومليشياته للساحل الغربي على مقربة من جبهات القتال ، ليس لمواجهة مليشيا الحوثي ومحاربتها بل لسرقة إنتصارات الأبطال الأشاوس للمقاومة الجنوبية والجيش الوطني وتجييرها لطارق عفاش ومليشياته .
حتى هذه اللحظة لم يعلن أو يعترف طارق عفاش بشرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، ولم يتطرق حتى بمشروع فخامته اليمن الإتحادي ، وجُل تصريحاته تنحصر بإستعادة الجمهورية ووحدة اليمن ، وكل أبناء اليمن يدركون أنه كان طرفاً في تمكين مليشيا الحوثي من الإنقلاب على شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي نكاية بفخامته ومساعدته لهم بإغتصاب الأراضي اليمنية وإحتلالها ، إذاً ما مشروعية هذا المجرم العفاشي في قتاله المزعوم لاسيما وأن مشروعه لا يتناسق ومشروع الرئيس الشرعي صاحب الفخامة عبدربه منصور هادي ؟ .
ختاماً وخلاصة موضوعنا هو أن دويلة ساحل عمان مسعاها ليس لتحرير اليمن وعودة الشرعية ، والمسعى الخفي هو خلط الأوراق على فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، وإستمرار الحرب اليمنية حتى إنهاء الترسانة العسكرية التي تمتلكها اليمن والتخلص منها في قاع البحر ، أما طارق عفاش وقواته ليسوا إلا أدوات حالهم حال الأدوات الرخيصة في الجنوب المتمثلة بمرتزقة الإنتقالي ، وإن كانت بالفعل دويلة ساحل عمان مسعاها لتحقيق أهداف عاصفة الحزم لدعمت الشرعية اليمنية وجيشها الوطني الحر بإخلاص مطلق بدلاً من الإستعانة بمخلوق خرج هارباً من صنعاء لينجو بجلده متخفياً بعباءة سوداء وبرقع نسائي لينجو بجلده تاركاً جثة عمه في ثلاجة الحوثي بوضعية الدجاجة المثلجة .
علي هيثم الميسري