إغتيال طماح والغدر بأبو اليمامة والفاعل واحد

2019/08/07 الساعة 12:48 صباحاً

 في جريمة إغتيال الشهيدين طماح والزنداني في معسكر العند قبل حوالي سبعة أشهر أعلن الإعلام الحوثي ببجاحة أنه من قام بعملية الهجوم بطائرة بدون طيار والمعلومات المؤكدة تقول أن طماح قُتِل بأعيرة نارية ، ثم تبعه إعلام الحكومة الشرعية ببيان إدانة يتهم فيها مليشيا الحوثي بعملية إجرامية طالت قيادات عسكرية في الشرعية ، ولم نرى أي تحقيقات تبعت هذا الهجوم الإجرامي من قـِبـَل الحكومة الشرعية عن الجهة التي نفذت هذا الهجوم الإجرامي بل إكتفت بما صرح به الإعلام ، مع أن الغالبية يعلمون بأن الجهة التي نفذت تلك العملية الإجرامية هي التي أنشأت المليشيات في الجنوب والداعمة للمجلس الإنتقالي .


     وقبل حوالي خمسة أيام تم الغدر بالقائد في الحزام الأمني منير أبو اليمامة ، وكالعادة وبخبر مُعَد مسبقاً من قبل تنفيذ الهجوم يصرح إعلام مليشيا الحوثي بقيامة بعملية نوعية بإطلاق الجيش الوطني كما يسميه صاروخ بإتجاه معسكر العدو ، وأيضاً كما يسميه أن الصاروخ أودى بحياة قيادات عسكرية وجنود في صفوف العدو ، وأيضاً كعادة إعلام الشرعية يكرر كالببغاء مايقوله إعلام مليشيا الحوثي بل ويظهرها بغباء بالعدو المتمكن القادر على إختراق الجيش الوطني وقوات التحالف ، وكل من تابع الحدث إتفقوا جميعاً بأن الهجوم كان من داخل المعسكر أو على الأقل من المعسكرات القريبة من موقع معسكر الجلاء ، ولا داعي أن نشرح كيف تم الهجوم وبأي سلاح تم القضاء على أبو اليمامة ، وخصوصاً أن قيادات دويلة ساحل عمان لم يحضروا في ذلك اليوم كما لم يحضروا في يوم مقتل طماح والزنداني بخلاف عادتهم أن يحضروا جميع المناسبات العسكرية ، فلماذا يا ترى يحضرون في مناسبات عسكرية تخلو من أي هجوم عسكري حوثي ولا يحضرون المناسبات التي يُغتال بها قيادات عسكرية بهجوم صاروخي أو بطائرات مسيرة ؟ .

      في حادثة مقتل القائد في الحزام الأمني منير أبو اليمامة لديَّ عدة أسئلة وهي : هل الجهة التي إغتالته وتخلصت منه بإعتباره صندوقاً أسوداً يمتلك زخم من المعلومات تدين هذه الجهة ؟ أو أن إغتياله كان لتحديه المستمر لطارق عفاش بإخراجه من عدن بخمار كما دخلها بخمار ؟ أم إنه بدأ يجاهر بعصيان الأوامر لهذه الجهة وبدأ وكأنه يشكل خطر بكشف أمرها ؟ وأخيراً سأختم أسئلتي بهذا السؤال المهم وهو ذو شقين : هل منير أبو اليمامة كان ضحية مخطط قذر لتحويل العاصمة عدن إلى فوضى عارمة يراد منها إحداث فتنة من خلال تهجير الشماليين البسطاء إلى مناطقهم في الشمال بطريقة تعسفية وفجة ومن ثم أ ) تَدَخُّل طارق عفاش لحسم الأمر وإنهاء الفوضى في العاصمة عدن وإبرازه كبطل مُخَلِّص ، ب ) لتحويل عدن بركان وإرباك المشهد ومن ثم يسهل لهذه الجهة الإنقلاب على شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي كما قلنا في مقال سابق ؟ .


      لا يمكن لعاقل أن يصدق أن مليشيا الحوثي هي من قامت بإغتيال أبو اليمامة كما إدعى إعلامها الحربي وتماشى معها إعلامنا ، والسبب أن أبو اليمامة محسوب على المجلس الإنتقالي وهذا الأخير يمثل مع مليشيا الحوثي وجهان لعملة واحدة ، وما تمارسه مليشيا المجلس الإنتقالي في عدن يُعد خدمات عظيمة جداً لمليشيا الحوثي ، ويكفي أن مليشيا المجلس الإنتقالي تمارس الفوضى والعبث في العاصمة عدن وهذا لحاله يمثل خدمة جليلة لمليشيا الحوثي بعدم تطبيع الحياة في العاصمة عدن حتى لا يعود فخامة رئيس الجمهورية ولا يعود مجلس النواب لمواصلة جلساته ، فلو كانت مليشيا الحوثي تريد الهجوم العسكري في عدن لكانت أرسلت صواريخها وطائراتها المسيرة بإتجاه معسكر طارق عفاش فهناك سيكون الصيد ثمين تعداده 10 آلاف جندي ، فلماذا إختارت الضحية الأضعف منير أبو اليمامة الذي لا يمثل لها أي خطر ؟ .


     سبق وقلنا بمجرد أن أعلنت دويلة ساحل عمان الإنسحاب من التحالف ومن اليمن بأن خطرها سيزداد ومؤامراتها ستتضاعف ، بل وقلنا بأنها تسعى بأدواتها من عمل إنقلاب في العاصمة عدن وبداية تنفيذ خطتها للإنقلاب هو الغدر بأبو اليمامة وقتله بسلاح يقضي على كتيبة كاملة دون رحمة ، وها نحن نرى تبعات هذا الإغتيال الغادر من خلال ترحيل وتهجير الإخوة الشماليين والمليونيات التي يدعو لها المجلس الإنتقالي والدعوة لإقتحام قصر معاشيق .. رحمة الله عليك يا أبا اليمامة فمقتلك أظنهم سيجعلوا منه فتنة عظيمة في العاصمة عدن وهانحن نراها اليوم تلوح في الأفق .

علي هيثم الميسري