{ عودة مليشيا الحوثي لإحتلال العاصمة عدن إلا إذا }
واقعة إستهداف مليشيا الحوثي الإنقلابية لحقل الشيبة النفطي في المملكة العربية السعودية بطائرة مسيرة ذكرتني ببنك الأهداف التي وضعتها هذه المليشيا ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، فمنذُ إندلاع الحرب في اليمن وبعد إنقلاب مليشيا الحوثي وعفاش سيجد المتابع للشأن اليمني أن أراضي المملكة العربية السعودية ومنشآتها الحيوية تحت مرمى نيران وصواريخ والطيران المسير لهذه المليشيا وبنك أهداف لها دوناً عن دويلة الإمارات العربية ، وما بنك الأهداف الذي أُدخِلَ به إسم الإمارات إلا عملية تمويه لإبعاد الإمارات من دائرة المؤامرة ، فمليشيا الحوثي كان بإستطاعتها أن تطلق الصواريخ وترسل الطيران المسير للأراضي السعودية دون الإعلان عن بنك الأهداف كما كانت تفعل في السابق ، ولكن هُناك شيءٍ ما خلف الأكمة والحليم بالإشارة يفهمُ .
عُمق العاصمة الإماراتية أبوظبي يبعد عن حقل الشيبة النفطي السعودي حوالى عشرات الكيلو مترات ومع ذلك ذهبت الطائرة لحقل الشيبة النفطي ، أضف إلى ذلك بأن الأراضي الإماراتية لم تكُن أبداً هدف للصواريخ والطائرات المسيرة الحوثية ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن المملكة العربية السعودية هي العدو الرئيس لهذه المليشيات أما الإمارات ليست سوى حليف خفي لمليشيا الحوثي وإيران وتنفذ أجنداتهما في اليمن وبغطاء شرعي تحت مسمى عضوة في التحالف العربي لإعادة الشرعية اليمنية .
الإمارات ليست إلا مُخبر لمليشيا الحوثي وغرفة عمليات بإرسال الإحداثيات لها ويد طولى تحارب بها مليشيا الحوثي في اليمن وعلى الأخص في الجنوب ، وهي لا تعمل لأجل مليشيا الحوثي مباشرة ولكنها تلعب لعبتها في اليمن بأوامر من دولة إيران الفارسية ، واليمن والسعودية الخاسرتان الكبريان في هذه المؤامرة ، ولا أدري لماذا هذا الصمت الغريب على مؤامرة هذه الدويلة من قـِبـَل القيادة السياسية في اليمن والسعودية ، فلماذا لا تعلن قيادتنا السياسية عن إعفاء دويلة الإمارات من دورها في اليمن ؟ فوالله الذي لا إله غيره لولا هذه الدويلة لكانت الأزمة قد حُسِمَت منذُ فترة ولعادت الحكومة اليمنية وعاد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي للعاصمة عدن منذُ فترة طويلة ، والأحداث الأخيرة في العاصمة عدن لخير دليل على أن هذه الدويلة تعمل لصالح مليشيا الحوثي وإيران وتسعى من خلال الفوضى التي تفتعلها بين فترة وأخرى من بقاء الحكومة وفخامة رئيس الجمهورية في المنفى والإبقاء على مليشيا الحوثي داخل الوطن ليمارس سلطته بسلاسة .
ثلاث محاولات إنقلابية قامت بها دويلة الإحتلال عبر أدواتها في عدن وآخرها قبل حوالي أسبوعين ، إستولت فيها على القصر الرئاسي ومعسكرات تابعة للشرعية ومؤسسات حكومية فماذا ننتظر أكثر من هكذا فعل ؟ هل ننتظر مثلاً فتحها المنافذ الحدودية لمليشيا الحوثي ليحتل مجدداً العاصمة عدن ومن ثم سنعود إلى المربع الأول ؟ وبالفعل سيحدث هذا إن لم تسارع الحكومة وترفع مذكرة رسمية بإعفاء دويلة الإمارات وتتهمها بإحتلال العاصمة عدن أو على أقل تقدير بمساعدتها لمليشياتها وأدواتها بإنقلاب عسكري على الحكومة الشرعية في عدن وبأسلحتها الضخمة .
زمن الحوار لم يعُد علاجاً ناجعاً وزمن التهدئة والهوينة لا تُجديا نفعاً مع هذه الدويلة المتغطرسة ومليشياتها ، الخطاب العالي والضرب بيد من حديد هما من سيعيدان الشرعية اليمنية وستعود معهما الأمور إلى نصابها ، وقد قلنا مراراً وتكراراً بأن هناك تجهيز لإنقلاب وبالفعل رأيناه أمراً واقعاً منذُ أول محاولة إنقلابية على خلفية مشكلة المطار أثناء تواجد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في عدن ، ثم الثانية في يناير 2018 بحجة إسقاط حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر الذي وقف سداً منيعاً ولم يتراجع قيد أنملة أمام دويلة الإحتلال ومليشيات المجلس الإنتقالي .
هذه المرة نرى أن الكرة في ملعب الشرعية اليمنية ومعها شقيقتنا الكبرى المملكة العربية السعودية لبتر يد مليشيا الحوثي وإيران في العاصمة عدن المتمثلة بدويلة الإمارات ومليشيات المجلس الإنتقالي ، ودور القيادة الشرعية هو الخطاب العالي بإعفاء دويلة الإحتلال الإماراتية وإدراج كل رموز الإنقلاب وأولهما حاخام المجلس الإنتقالي هاني بن بريك وقسيس المجلس عيدروس الزبيدي والآخرين في كشف المعرقلين للعملية السياسية والمبادرة الخليجية كما فعلت مع طرفي الإنقلاب الحوثي وعفاش ، ودمج كافة الوحدات العسكرية التي تأتمر بأمرها ضمن القوات الأمنية والعسكرية وإرسالها إلى الجبهات لدحر مليشيا الحوثي ، وإستلام كافة المواقع العسكرية والمؤسسات الحكومية من المليشيا الإنقلابية وإن رُفِضَ التسليم فهنا يأتي دور شقيقتنا الكبرى بتحريك الطيران الحربي ودك كل المواقع التي تتخندق بها مليشيا الإنقلاب ،
أما إذا عدنا للخطاب السلمي وتربيت الأكتاف ومسح الرؤوس فمعنى ذلك أننا سنصحو يوماً على خبر مفاده دخول مليشيا الحوثي إلى العاصمة عدن .
علي هيثم الميسري