تحالف قصف الشرعية

2019/08/30 الساعة 12:37 صباحاً

{ تحالف قصف الشرعية }

      بإختصار وبلا فلسفة فالأمر جلل لا يحتاج ولا يحتمل فلسفة أو تنظير طالما وأن الموضوع يتعلق بتقسيم لُحمة اليمن وتمزيقه والإتفاق على توزيع ثرواته من قِبَل قوى طامعة ، وما يدمي القلب أن الضحية هو أبطال الجيش الوطني للوصول ليتحقق هذا المشروع القذر المُعَد سلفاً من قِبَل قوى إقليمية .


     سبق وقلنا في مقال سابق أن المراحل لا زالت طوال وستتخللها جرائم ستسفك فيها الدماء وستزهق فيها الأرواح في صفوف قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والمواطنين الأبرياء ، أما مليشيات الحوثي في الشمال ومليشيا المجلس الإنتقالي في الجنوب فهم في مأمن من كل تلك الجرائم إلا إذا تم إعفاء دويلة الخبث والخبائث من مشاركتها في تحالف دعم الشرعية .


     بعد الجريمة الشنيعة التي إرتكبتها دويلة العهر والمجون بقصفها المباشر على قوات جيشنا الوطني وراح ضحيتها أكثر من 300 فرد بين قتيل وجريح والتي إستخدمت فيها أسلحة لم تستخدمها ضد مليشيا الحوثي الإنقلابية قلنا أن حكومتنا ستتخذ ضدها موقف صارم وحازم بعيداً عن الدبلوماسية والخطاب الناعم بإعفائها من مشاركتها وقطع العلاقات معها ، ولكننا للأسف الشديد تفاجأنا بصدور بيان لم يكُن بحجم الحدث الجلل والخسائر البشرية التي خسرها جيشنا الوطني ، فهل يا ترى هذا البيان تمهيد لبيان شديد اللهجة وموقف حازم بإنهاء وجودها من اليمن شمالاً وجنوباً ؟ عندي شعور بأنه سيكون كذلك وبأن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي سيتخذ خطوة يشفي بها قلوب كل مواطن يمني تجاه دويلة الإحتلال دويلة الخبث والخبائث .


     لأول مرة أشعر بأنني عاجز عن صياغة مقال يتناسب مع حدث اليوم ، فالكلمات والمعاني والمصطلحات أشعر وكأنها تبخرت من ذهني لهول الفاجعة التي أدمت قلبي لسماعي بالجريمة التي لحقت بإخوتي أفراد الجيش الوطني الذين قضوا وهم يدافعون عن تراب الوطن ومشروع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي مشروع اليمن الإتحادي ، ولكني سأبوح ما بخاطري حول المؤامرة التي تسعى لها تلك القوى الإقليمية الإجرامية وسأسردها بإيحاءات والفهيم سيصله المغزى .


     في معركة شبوة سيطرت ميليشيا الإنتقالي على المحافظة وبين عشية وضحاها جاءت قوات ضخمة ودحرت هذه المليشيا ، وفي ذات الوقت إلتزمت دويلة الخبث والخبائث الصمت والسكون ولم تقوم بدعم مليشياتها ، وتعاملت السلطة المحلية في المحافظة مع أسرى المليشيا بإنسانية وتم إطلاق سراحهم .. فما سر ذلك ؟ وحينما كان المشهد في العاصمة عدن لصالح الشرعية اليمنية وكانت مليشيا الإنتقالي مُحاصَرَة في عدن وكان الجيش الوطني على وشك الدخول إلى عدن والسيطرة عليها وتأنى فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بإقتحام العاصمة حفاظاً على الدماء والأرواح فقامت دويلة الإحتلال بقصف القوات اليمنية وتشتيتها ومَكَّنَت صنيعتها مليشيات الإنتقالي من السيطرة ، ثم أوعزت لمليشياتها إقتحام البيوت وأسر وإخفاء كل من له علاقة بالشرعية ، فما سر ذلك ؟


     خلاصة القول أن محافظات إقليم حضرموت خط أحمر لبعض القوى ولا يمكن أن تتنازل عنها مهما كانت التضحيات طالما والأمر متعلق بالنفط والغاز ، أما محافظات إقليم عدن خط أحمر بالنسبة لدويلة الخبث والخبائث ولا يمكن أن تتنازل عنها أيضأ مهما كانت التضحيات ، طبعاً التضحيات ستكون مادية فقط أما البشرية فلا يمكن أن تضحي هذه القوى بأرواح مواطنيها ، ولا ضير إن كانت الخسائر البشرية في صفوف الشعب اليمني أكانوا مواطنين أو جيش وطني ومقاومة شعبية ، ولكن يجب أن يعلم أولئك أن الأيام دول والدوائر ستدور على كل ظالم .

علي هيثم الميسري