في فضاء صحرواي مفتوح ،وقلوب مفتوحة على بعضها رغم ما بها من جراح ، انعقد لقاء الاخوة والتاريخ بين شبوة وابين ، بقدوم الاخيرة دولة وقبيلة الى مخيم اعتصام سادة مرخة وقالت ابين كلمتها الصلبة بصلابة رجالها الذين لا يعرفون الانكسار . ،ودانت في عز الظهيرة الجريمة التي اقترفتها الامارات بحق قرية الهجر المستأنسة بطيبة اهلها وارتباطهم القوي بها ،لتسفيق صبيحة يوم الخميس الرابع من يناير من العام تسعة عشر على نكبتها التي تفوق الخيال ولم تستفق بعد من هولها ،ولم تصدق نفسها وما ارتكبته بحقها الامارات من جرم لا يغتفر . الا وهي مضرجة بدماء فلاذت اكبادها من الحبائب الاخيار صغارا وكبار .
انقشعت غيمة الموت الاماراتي عليها من السماء المتساقطة بحمم نيران قذائف الطائرات وصواريخها لتطبق الموت عليها مرة اخرى ومن بوابتها الوحيدة ،وعضت الهجر على حزنها ومصابها بالنواجد وتعايشت مع الموت تسعين يوما حسوما وكانت معسكرا كل من بداخله محكوم بالفناء .
هي جريمة ضد الانسانية وفي عصرها الذهبي من القرن الواحد و العشرين ،تفاصيلها مؤلمة و تدمي القلوب ، وحقيقة وقوعها لا جدال ولا لبس فيها ،وان تحكي عن وحوش الالفية الذين لا يقلون اجراما عمن سبقوهم من عتاة المجرمين الخالدين في تاريخ البشرية .
صور شهداء المجزرة في مخيم الاعتصام شدت انظار رجالات ابين الاحرار وتسمرت عيونهم للحظات عليها ،فتى في عمر الزهور ،واخرين في عنفوان الشباب .
وستظل الامارات مؤخوذة بجريرتها،وستمضي الهجر في التعايش مع الاحزان والنسيان وايمان اهلها الاخيار بالاقدار في الحياة والصبر عليها .