غابت ابوظبي ونحج العرب

2021/01/09 الساعة 01:54 صباحاً

كُتب بواسطة : عمر الحار 

غابت ابوظبي ونجحت قمة العلا ،وكأنما نجاح العرب في التغلب على التحديات التي تواجههم وتحقيق مصيرهم مرهونا بخروج الامارات من كل المسارات ومراحل المفاوضات على كل مايصلح شان الامة في حاضرها ومستقبلها .
غابت ابوظبي ونجحت مساعي الكويت في اصلاح ذات البين من قيادات مجلس التعاون ،تلكم الكويت التي تمثل كمال الحلم والعلم للانسان العربي وان ذهبت ضحية لطموحها وحملها العربي النقي وحبها للعرب من المحيط الى الخليج ذات يوم ،وتكلما الامارات التي اضرمت النار في جسد العروبة من المحيط الى الخليج ، وتركتها هشيما تذروه الرياح ارضا لاسيادها من اشرار العالم .
حب الكويت لم يتغير في قلوب العرب ويزداد كل يوم حلاوة وطراوة ، وتهرول ابوظبي الى اسفل السافلين في حياة العرب وتاريخهم، وهي كل يوم في خسران مبين .وهنا يكمن الفرق بين قادة الحلم العربي المعاصر وصناع الظلم العربي المعاصر.

 

وكان لنجاح قمة العلا طعم ومذاق خاص بعيدا عن ابوظبي ربما لو حضرت لافسدت افراح العرب بها وحطمت آمالهم الجديدة و المنبعثة من ركام الخلافات ،ولكنها الكويت ومن عهدها وهي مهندسة العلاقات العربية العربية والموفقة في اقامتها على بنيان راسخ من الثقة والنوايا الطبية لهذه البلدة الطيبة ارضا وانسانا والتي تمثل بذرة العقل العربي الحديث ،وتمثل الدوحة ثمرة من ثماره المباركة والرياض نبع سقياه المبارك ومصر ساقه المتين ،واليمن وبلاد الشام خلاياه والعراق قوته والمغرب العربي ظلاله الوارفة .

 

و لا يتهمني احد بالتجني على ابوظبي فل نتمعن سويا في ادوارها المشبوهة خلال الست السنوات الماضية في مختلف البلدان العربية التي نكبتها بالحروب والامراض والاوبيئة ولنتذكر في السياق دور الدوحة في الربيع العربي وكيف ادارة اشترطاته الدولية بصورة ناضجة وحكيمة واخرجت العرب من جحيمه باقل الخسائر الممكنة ،دونما الايغال في ادارة المملكة العربية الشقيقة لقضايا المنطقة برمتها والتماس جوانب الحكمة السياسية الراشدة المشعة في ثناياها والمنيرة لظلمات مختلف ملفاتها .
ونتمنى من ابوظبي ان تراجع مواقفها وتسارع في ترميم علاقاتها الاخوية وتمد جسورها للعروبةحتى لا يزاداد الغضب العربي عليها ويهجرها العرب وتصبح نسيا منسيا فهي لن تكون الا بمحيطها وكيانها العربي الكبير من المحيط الى الخليج ولا وجود لها بغيرهما .
https://www.alwattan.net/art/14266