د كمال البعداني
الحقيقة ان صلاة التراويح هذا العام تقام في جُل مساجد العاصمة صنعاء ولا يستطيع احدا ان ينكر ذلك .وبخصوص التعديات التي تحصل ضد بعض المساجد لمنع التراويح وآخرها ما حصل في مسجد الإيمان فيجب على السلطات في صنعاء ان يكون لها موقف حازم تجاه مثل هذه التصرفات التي تعطي رسالة سلبية للداخل والخارج . صلاة التراويح مُقرّة في المذاهب الاربعة وفي المذهب الزيدي كذلك ففي (مسند الإمام زيد ) جاء في باب (القيام في شهر رمضان) : حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنهم انه امر الذي يصلي بالناس صلاة القيام في شهر رمضان ان يصلي بهم عشرين ركعة ، يسلم في كل ركعتين ويراوح ما بين كل اربع ركعات فيرجع ذو الحاجة ، ويتوضأ الرجل ، وان يوتر بهم من آخر الليل حين الإنصراف .. انتهى كلام الإمام زيد الذي ورد في مسنده عن ابيه زين العابدين وعن جده الحسين عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنهم جميعا . وحتى وقت الإفطار في رمضان فإن الزيدية توافق المذاهب الأربعة في ذلك ان وقت الإفطار يكون عند غروب الشمس كما جاء في كتاب ( متن الأزهار في فقه الأئمة الأطهار ) لمؤلفه الإمام أحمد بن يحيى المرتضى حيث يقول : (( ووقت الصوم من الفجر الى الغروب )) وكما جاء كذلك في شرح (نهج البلاغة) لإبن ابي الحديد … وحتى ولو افترضنا ان صلاة التراويح لم يتم ذكرها في مسند الإمام زيد فإن اكثر من 90٪ من السكان الذين يقعون تحت حُكم السلطة في صنعاء يؤمنون بهذه الُسنة ويؤدونها في شهر رمضان فمن العدل ومن المنطق ومن السياسة حتى ان تقف السلطة بحزم ضد من يحاول منعها . هؤلاء يعطون مادة دسمة لخصومكم بأنكم لا تقبلون التعايش مع من يخالفكم في الفكر مع انكم اصبحتم سلطة بحكم الأمر الواقع فيجب عليكم ان تبعثوا رسائل ايجابية بأنكم للجميع وليس لجماعة معينة . مثل هؤلاء يعملون على زعزعة الجبهة الداخلية الذي انتم في امس الحاجة لتماسكها . وفي الاخير اطلب من الجميع ان يعيروني مسامعهم لهذه القصة التي حدثت ايام الإمام يحيى حميد الدين وفيها من العبرة والحكمة الكثير . ففي عشرينات القرن الماضي وصلت قوات الإمام يحيى الى منطقة ( يافع ) ودخلت يافع تحت حكمه وبعد فترة قام امير الجيش يحيى بن محمد عباس الشهاري بمحاولة فرض كلمة ( حيى على خير العمل ) في الأذان بمنطقة يافع ولكنهم رفضوا وحصل الهرج والمرج مما انذر بتفجير الموقف هناك فقام امير الجيش بالرفع الى الإمام يحيى بأن هناك تمرد وفتنة في يافع دون ان يوضح له الأسباب ! الإمام يحيى بدوره ارسل رسالة الى عقال يافع يطلب منهم الحضور الى صنعاء لإيجاد حل للفتنة . فقام السلطان بن هرهرة احد سلاطين يافع وارسل للإمام رسالة وفيها ابيات من الشعر اوضح فيها المشكلة وفي نفس الوقت وضع لها الحل فقال :
ياذي طلبت اليافعي تبغون حل
الحل عند العقول الراجحة
انتم لكم حيى على خير العمل
واحنا لنا آمين بعد الفاتحة ..
اي انتم تقولون حيى على خير العمل في الأذان ولا تقولون آمين بعد الفاتحة في الصلاة ونحن نقول آمين بعد الفاتحة ولا نقول حيى على خير العمل في الأذان ! اذا ومن اجل تجنب الفتنة فالحل هو ان يظل كل طرف على ما يؤمن به ويعتقده . فلما اطلع الإمام على هذه الأبيات عرف السبب وكتب على ظهر الرسالة : نعم نعم الى هنا وكفى وتقبل الله من الجميع … … فما احوجنا في هذا الزمان الى اصحاب العقول الراجحة !#كمال_البعداني