سقط حاسم لقب الدوري الألماني بايرن ميونخ سقوطاً مدوياً في ملعبه بنتيجة 0-3 أمام خصمه اللدود بروسيا دورتموند، سقوط جاء بعد يوم واحد فقط من حالة الذهول في مدريد نتيجة فرض القرعة على الريال مواجهة حامل اللقب البافاري في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ذهول ظهر في ردة فعل صحفيين مؤيدين للنادي الملكي واعتراف واضح من أنشيلوتي بأن الأفضلية للبايرن، كما أن تصريحات الطرف البافاري أظهرت شيئاً من الثقة الزائدة عن الحد، لكن خسارة اليوم قد تعيد ترتيب الأوراق لدى الطرفين.
البداية من التاريخ الذي يؤكد أن برشلونة في موسم السداسية 2008-2009 وبعد أن حسم الدوري تقريباً فشل بالفوز بأي مباراة، فتعادل الفريق مرتين وخسر مرتين، إلا أن نهاية الموسم كانت إيجابية للفريق بفوزه بكل الألقاب مما يفرض الفصل تماماً عما تم مشاهدته اليوم من أداء وما سيحدث في نصف النهائي ضد ريال مدريد ولو اعتمد الأخير عليه أكثر من اللازم فقد يقع في فخ كبير، فعلى الطرفين تقديم أفضل ما لديهما للمرور نحو المباراة النهائية.
الجانب التاريخي أيضاً يؤكد أن المسألة تكررت مع جوارديولا ولم يكن الأمر في موسم السداسية وحسب، فهو أيضاً في موسم 2010-2011 خسر مرة وتعادل مرتين في أخر 5 مباريات بعد ضمانه لقب الدوري وفاز بدوري الأبطال في النهاية.
ذلك من ناحية تاريخية، ومن ناحية تكتيكية يبدو الأمر طبيعياً، فلعب الأساسيين اليوم كان بالأسماء فقط وليس بالأجساد ولا العقول كما ظهر في الملعب، أراد جوارديولا تجنب الانتقادات لعدم دفعه بالأساسيين ومنح دورتموند أفضلية التنافس على المركز الثاني أمام شالكه كما حصل من ضجة ضده في المرة بخصوص أوجسبورج، لم يرد المدرب الإسباني أن يتحول إلى عدو للألمان المعروفين بجديتهم فاستخدم لاعبين أساسيين لكن لم يلتزم بالشكل الطبيعي للفريق ولم يلتزموا هم بالتركيز في المباراة.
ومما يزيد من طبيعية سقوط بايرن ميونخ اليوم أنه يطبق نظاماً تكتيكياً يعتمد بدرجة كبيرة على الذهنية والتركيز، وعندما لا يركز اللاعبون كما يجب خصوصاً لعدم وجود أي شيء يحاولون إثباته سواء بخصوص قوتهم للأخرين فهم حاسمون للدوري مبكراً جداً، أو لمدربهم الذي استقر على التشكيلة الأساسية يصبح التفكير بالاستحواذ والتيكي تاكا عقيماً ومجرد كرة يتم تناقلها من دون تهديد، فبايرن اليوم سدد كرتين فقط بين القائمين واستحواذ على ما يقارب 71% من الكرة، مقابل 6 تسديدات لدورتموند الذي استحوذ على 29% فقط من الكرة!
الجانب الثالث من هذا الانحدار خطير، فقد يكون الانحدار الحادث حالياً طبيعي تكتيكياً وسبق أن رأيناه تاريخياً مع الفوز بأهم الالقاب في النهاية، لكن الخطير فيه أن ذهنية اللاعبين تماماً مثل أجسادهم تحتاج للياقة دائمة، وعند خسارة هذا الجانب قد لا يستطيع الفريق استعادتها في المواجهات الحاسمة كاللعب في البرنابيو ضد ريال مدريد، فليس كل اللاعبين أمثال تشافي وانيستا وميسي من ناحية الذهنية، وهو أمر أشار له دانتي قبل أسبوع عندما قال "كل شيء أصبح معقداً بعد حسمنا لقب الدوري، لقد فقدنا التركيز شيئاً ما وعلينا استعادته"، هذا الكلام كان قبل مواجهة أوجسبورج وهو مستمر حتى الآن!
نهاية لا يمكن الحكم على أن الوجه السيء لبايرن ميونخ الذي أظهره بروسيا دورتموند هو الوجه الذي سيظهر الأسبوع المقبل ضد ريال مدريد، لكن الأكيد بأن ما جرى اليوم ساهم كثيراً برفع المعنويات في مدريد بشأن المهمة التي بدت صعبة على الفريق الملكي ودفعت الصحافة الكتلونية للشماتة بخصومها، وأعطتهم رسالة بأن هذه المنافسة ممكنة لو كرر البايرن مثل هذا الأداء ووقع بالأخطاء