الرئيسية - تقارير - القيادي العميد ركن مطهر مسعد مصلح ـ نائب وزير الداخلية والأمن سابقاً لـ " الامناء": البقاء في دائرة الخلافات والتشظي سيدفع القوى الشمالية للامعان في أذى الجنوب

القيادي العميد ركن مطهر مسعد مصلح ـ نائب وزير الداخلية والأمن سابقاً لـ " الامناء": البقاء في دائرة الخلافات والتشظي سيدفع القوى الشمالية للامعان في أذى الجنوب

الساعة 05:23 مساءً

الجنوب واقع تحت حكم قبلي همجي و لن يكون دولة وقويا إلا بوحدته

مخرجات الحوار عملت على تمزيق الجنوب واستدعاء وضع ما قبل الاستقلال



ادعا إن العالم عرف القضية الجنوبية من خلال الحوار تعسف للحقيقة!

قرارات مجلس الأمن في وادٍ ومطالب الجنوبيين في وادٍ آخر

يعد العميد مطهر مسعد، نائب وزير الداخلية سابقا من القيادات العسكرية المجربة على الصعيدين العسكري والسياسي وما زال كذلك في الصف القيادي الجنوبي الذي يناضل مع شعبه في الداخل لاستعادة الدولة الجنوبية الجديدة، لكن كيف يقرأ العميد مطهر مسعد المشهد السياسي داخل الجنوب والى أين وصلت قوى الثورة الجنوبية في لملمة شتاتها هذه الاسئلة وغيرها وضعناها امام العميد مطهر وهاكم الحصيلة..

حاوره /  فراس اليافعي:

 > أين السيد مطهر مسعد مصلح اليوم مما يدور في الجنوب؟

- أولاً من حيث الموقف تجاه القضية الجنوبية؛ فأنا كجنوبي أقف مع شعبنا في الداخل والخارج في نضاله من اجل استعادة دولة الجنوب أرضاً وإنساناً وهوية ودولة النظام والقانون، التي تتسع لكل الجنوبيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية والوطنية, وأن يعيش فيها الجميع في أمن وأمان وحرية وعدالة اجتماعية.. ثانياً أنا مع نضال شعبنا المتمثل بالحراك السلمي, الذي يعتبر الحامل السياسي للقضية الجنوبية, ومثلما اخواننا في الداخل فهناك الجنوبيين في الخارج قيادة وكوادر وشبابا وطلبة يقومون بواجباتهم الوطنية, ويتفاعلون مع ثورة شعبنا بالداخل, والتواصل مستمر منذ البداية بين الداخل والخارج بمختلف الأشكال, ويعملون على إبراز القضية الجنوبية أمام العالم, ونحن جزء من هؤلاء الجنوبيين.

> إلى أين تتجه الأوضاع في الجنوب؟

- الجنوب واقع تحت احتلال قبلي همجي مجرد من أي وازع ديني أو أخلاقي أو سياسي، ومضمون هذا الاحتلال هو القتل والسلب والنهب لثروات الجنوب وممتلكات شعبه وقطع مصادر رزقهم, بما في ذلك حرمانهم من التعليم والوظائف ونشر الفوضى في الحياة اليومية للناس، وتغذية النزاعات القبلية والثأر التي عاش الشعب في الجنوب اكثر من ثلاثة وعشرين عاما قبل الوحدة لا يعرفون أعمال الثأر والنزاعات القبلية، وإنما كانت سيادة القانون والنظام هو ما يحكم حياة الناس في المدينة والريف.

كما أن هذا يتوقف على ما سيعمله الجنوبيون من خطوات مستقبلية, فاذا تعاطى الجنوب بكل مكوناته او بمعظم هذه المكونات بروح المسؤولية وتعالوا فوق خلافاتهم وتساموا فوق جراحاتهم ورصوا صفهم ولموا شملهم؛ فهنا أطمئنك بأن الوضع بإذن الله سيتجه نحو مستقبل مشرق, أما إذا ظل الجميع في دائرة الخلافات والتشظي؛ فهذا سيدفع القوى الشمالية ويغريها بأن تمعن بأذى الجنوب ونهبه وبطشه, ناهيك عن التعامل السلبي الذي قد يتعامل به معنا الإقليم والمجتمع الدولي إن ظل الحال كما هو.

 > لماذا مطهر مسعد طال صمته؟

- لم نصمت قط, ولكن لم أكن يوماً من المهتمين بالظهور في وسائل الإعلام، فمنذ خروجنا بعد حرب صيف 1994 من وطننا حاولنا بشتى الوسائل المتاحة، والإمكانيات الشحيحة والمحدودة العودة واستنهاض الناس وبعض قياداتنا، وخاصة الذين في الخارج للعمل السياسي المنظم لاستعادة دولتنا وتفعيل قرارات مجلس الأمن, وحث دول العالم للوقوف الى جانبنا, فشكلنا (موج) في الخارج، وعقدنا مؤتمرات أبرزها الذي في (قبرص), وعملنا بالتوازي مع اخواننا في الجنوب, فقد كان هدفنا واحدا, ولكن كان لهم دور ومهام, ونحن في الخارج كان لنا دور ومهام .. للأسف بعض قياداتنا في الخارج خذلتنا, وتجاهلت كوادر كثيرة مدربة ومجربة في كل المجالات والقطاعات (السياسية والاقتصادية والإدارية والقانونية والعسكرية والأمنية والنقابية والصحة... إلخ)، سواء الذين في الداخل او الخارج، وحيث ان الرغبة لا تزال فينا لتوحيد الصف الجنوبي, لأن لدينا قناعة بأن انتصار شعب الجنوب سيكون بكل أبنائه, فوجدنا مشاركتنا في اللقاء التشاوري لأبناء الجنوب المنعقد في 2010 بالقاهرة أحد السبل المهمة التي ستوصلنا الى وحدة شعب الجنوب بكافة فئاته وشرائحه المختلفة.. وبعد ذلك ظلت الجهود متواصلة الى ان انعقد المؤتمر الجنوبي الاول المنعقد في 2011 بالقاهرة, وتشكلت قيادة مؤقتة للمؤتمر الجنوبي الاول, وتم انتخاب من القاعة لجنة المصالحة والتوافق بين القيادات الجنوبية, وكنت أحد أعضائها بالإضافة للإخوة مصطفى العيدروس منصب عدن، وحكيم الحسني وزين اليزيدي ومحمد عبد الله باوزير، وأصدرنا بياناً بنتيجة حواراتنا مع القيادات الجنوبية.

كما أنه قد أُجري معي عدة مقابلات صحفية وتلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي, عبرت من خلالها عن مواقفي وآرائي وقناعاتي في مختلف القضايا, وكل ما يجرى في الجنوب على وجه الخصوص، وكل ما يجرى في اليمن على وجه العموم.

> هل هناك تواصل لكم مع الداخل في الجنوب؟

- لم تنقطع اتصالاتنا مع شعبنا بكل تكويناته بالداخل منذ 1994, سواءً أكان على شكل تواصل فردي او جماعي او من خلال مؤتمرات ولقاءات مختلفة, ولا يزال هذا التواصل حتى هذه اللحظة لأننا نؤمن ان التواصل والحوار هو الجسر الذي سنمر من خلاله الى ضفة المستقبل.

> ما هي قراءتكم لوضع الجنوب الجديد مع قرارات مجلس الأمن الدولي؟

- في الوقت الحالي لا يوجد جنوب جديد، وإنما جنوب محتل يعاني أهله كل صنوف القهر والسلب والنهب ومحاولات طمس هويتهم الوطنية وإنكار حقهم في تقرير المصير وبناء دولتهم ووطنهم الجديد، وان الجنوب الجديد لن يبنيه إلا أبناؤه وشبابه.. وقرارات مجلس الأمن هي لا تعالج قضية الجنوب لا من قريب ولا من بعيد، وهي في وادٍ ومطالب الجنوبيين في الحرية والاستقلال في وادٍ آخر، كما انها تكرس الظلم الواقع على الجنوب وتساند ممارسات الاحتلال الظالمة والإجرامية.

وإذا قرأنا مخرجات مؤتمر حوار صنعاء، الذي ليس للجنوبيين اية علاقة به كشعب, سنجد انه ليس هناك جنوب لا جديد ولا قديم بعد محاولتهم تقسيمه الى أقاليم، وأنا على يقين بأن هذا التقسيم لم يسمح به أبناء الجنوب وأنهم يدركون مخاطره في الحاضر والمستقبل، والجنوب لن يكون دولة وقويا إلا بوحدته.. وصحيح ان هذا القرار صدر من واقع الأزمة التي عصفت بحكام صنعاء عطفاً على المبادرة الخليجية ومخرجات حوار صنعاء لتسوية تلك الأزمة، لكن بالمقابل لا يجدر بنا ـ نحن الجنوبيين ـ أن نقول إن حق القرار لا يعنينا, فهو يعنينا شئنا أم أبينا, وبالتالي؛ فالتعاطي معه بروح مسؤولة وذكية أمر لابد منه, ويجب ان نستخلص منه ما يفيد الجنوب, فهذا القرار حسب اعتقادي انه لا يخلوا من الفائدة للجنوب.

> برأيكم الشخصي؛ لماذا لم تتمكن القيادات الجنوبية في الداخل والخارج من أن تتوحد فيما بينها البين، وعدم تمكنها من الجلوس على طاولة واحدة؟

- في أي مجتمع وفي أي ثورة عبر التاريخ لم نجد أن كل فئات الشعب وقواه المختلفة اتفقت على كلمة واحدة ورأي موحد, والاختلاف سمة ملازمة للبشر منذ الأزل، ونحن بالجنوب لسنا استثناء ولسنا ملائكة, ومع هذا أقول لك إن القيادات الجنوبية برغم ما يعتري عملها إلا انها تبذل قصارى جهدها لتنسيق عملها وخطواتها, وأنا هنا استخدم كلمة (تنسيق) بدلاً عن كلمة (توحيد), لأن كلمة توحيد القيادات الجنوبية على مختلف مشاربها وتوجهاتها هو أمر ليس سهلا وإن لم يكن مستحيل على الأقل في هذه المرحلة؛ إذا ما ضغطت الكوادر القيادية في الهيئات القيادية لمكونات الحراك في الداخل على القيادات العليا, للوصول الى قواسم مشتركة وتكوين قيادة تنسيقية جنوبية، ونحن نعرف أن قيادات الحراك بالداخل تبذل جهوداً كبيرة في هذا الاتجاه.. أضف الى ذلك ان هذا التباين على مساوئه إن استطعنا توظيفه فهو أمر محمود، وليست نقيصة ولا عيب.

> قضية الجنوب أخذت طابعاً مختلفاً في مؤتمر الحوار الوطني، وأصبح العالم يتحدث عنها بكل شفافية .. تعليقكم؟

- لا أعرف ماذا تقصد بكلمة (مختلف)، ولكن إن كنت تقصد أن العالم لم يعرف القضية الجنوبية إلا من خلال قاعة حوار (موفنبيك) ـ كما يعتقد البعض ـ فهذا يعتبر تعسفاً للحقيقة، فقضية الجنوب كانت صوتاً مدوياً من ساحات وميادين الجنوب من المهرة شرقاً الى طور الباحة غرباً, ولم يكن حضور عدد من الجنوبيين لذلك الحوار إلا تحصيل حاصل, وللأسف فهذا الحوار أيضاَ قد تجاهل قضية الجنوب بمخرجاته، بل وعمل على تمزيق الجنوب واستدعاء وضع ما قبل استقلال الوطن، فضلاً عن أن مشروع الأقاليم الذي خرج به هذا الحوار هو ليس حلاً حتى للشمال، بل قد يكون ايضاً مشروعا مدمرا وممزقا للشمال والجنوب على حدٍ سواء، وفي ظل وجود اللا دولة حالياً؛ فإن هذا التقسيم يعني إيجاد ست دويلات او اكثر، والمشروع العقلاني والممكن هو إعطاء الجنوبيين حق تقرير مصيرهم وإعادة بناء الدولة, وهم يختارون النظام السياسي الذي يناسبهم ويرتضوه, بما في ذلك النظام الفيدرالي في إطار دولة الجنوب المرتقبة, وهكذا الحال بالنسبة للشمال إن أرادوا أقاليم فهم أحرار.

> كلمة أخيرة ..

- إن كان لي كلمة في هذا اللقاء فهي كلمة شكر لصحيفة "الأمناء" على الدور المتميز الذي تضطلع به تجاه الشعب بالوطن, ومن خلالها أبعث بكل معاني التقدير والإجلال لشعبنا العظيم الذي أثبت انه فعلاً شعب أصيل ومكافح، ويمتلك من القدرات ما يؤهله ان يكون له مستقبلاً مشرقاً بين الشعوب بإذن الله .. وفي الختام أتمنى على الجميع من النخب والقوى السياسية والاجتماعية وعموم المثقفين ان يسموا فوق كل الصغائر، ويترفعوا فوق كل التباينات, فالوضع اليوم على المستويين المحلي والدولي معقد جداً, ويحتاج الى كل الجهود ـ دون استثناء ـ جهود بعقول نيّرة وقلوب صافية ونقية .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.