وذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية -في خبر له الليلة الماضية- أن هذه الإجراءات تأتي تحسباً لأي ردود فعل انتقامية من قبل تنظيم القاعدة، على الضربات الجوية التي تلقاها التنظيم خلال اليومين الماضيين، ومنعاً لحدوث أي خرق أمني.
حرب مفروضة
وقال فارس السقاف -مستشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي- "إن الضربات الجوية التي نُفذت مؤخراً تعد من أبرز العمليات النوعية، التي ستشكل منعطفاً جديداً في الحرب ضد الإرهاب، وإن القيام بهجمات انتقامية من قبل القاعدة أمر وارد في ظل أن التنظيم لا يزال قادراً على الفعل".
السقاف أشاد بالضربات الجوية واعتبرها حربا مفروضة على اليمن (الجزيرة) |
وأضاف "نحن لا نعتقد أن بإمكان هذه الضربات -سواء عبر الطائرات الأميركية بدون طيار أو الطائرات الحربية اليمنية- القضاء نهائياً على خطر الإرهاب، ولكننا نرى أنها تعد جزءاً مهماً في الحرب على الإرهاب وقادرة على إضعاف التنظيم بدون شك".
ورداً على حملة الانتقادات التي تواجه الحكومة اليمنية من قبل منظمات حقوقية بشأن هجمات الطائرات بدون طيار قال السقاف "صحيح أن تلك الضربات ليس لها شعبية في اليمن لكنها حرب مفروضة على اليمن وتشترك فيها عدة دول".
وأوضح أنه لا يمكن لليمن أن يتنصل أو يخرج من هذه الشراكة خصوصاً وأن "الإرهاب" قد أضر به كثيراً بعد أن تحوّل مؤخراً نشاط كثير من عناصر تنظيم القاعدة "من كل مناطق العالم إلى اليمن لتصبح بلادنا ملاذها الأخير".
رسائل مستفزة
ويربط مراقبون بين هذا التصعيد وشريط الفيديو المسجل الذي نشره "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، الشهر الماضي ووثّق لحفل استقبال الفارين من السجن المركزي في العاصمة صنعاء، منتصف فبراير/شباط الماضي. وظهر في التسجيل أمير "القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي، ونائبه السعودي إبراهيم الربيش".
وتحدث "الوحيشي" في كلمة مقتضبة توعد من خلالها بمحاربة "الصليبين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية".
وقال الباحث والخبير في شؤون تنظيم القاعدة سعيد الجمحي إن تنظيم القاعدة أرسل عدة رسائل مستفزة من خلال هذا التسجيل، لخصومه في الجانب اليمني والأميركي وإن التصعيد ضده جاء كرد حتمي لتلك الاستفزازات، من خلال ضربات جوية متوالية خلال وقت قصير، وبشكل غيرمسبوق.
لكنه استبعد -في حديث للجزيرة نت- أن يكون لهذا التصعيد أي أثر، مؤكداً أن من شأن هذه الضربات الجوية أن تلحق خسارة محدودة في تنظيم القاعدة لكنها لا تبدو قادرة على التأثير بكيان التنظيم تأثيراً كافياً.
وأشار إلى أن محاربة التنظيم على مدى سنوات بهذا الأسلوب، أفقدت القاعدة العديد من عناصرها وبعض كبار قادتها، إلا أنها سرعان ما تستطيع امتصاص الصدمة وخلق بدائل ويستمر الأداء الميداني بقوة ضد أهداف كبيرة ومتعددة، وتتوالى تهديدات التنظيم، بما يؤكد عدم تأثره".
"الجمل:حرب الطائرات الأميركية مع القاعدة في اليمن أصبحت تتجه نحو مزيد من التدخل الخارجي، ومزيد من إضعاف الدولة اليمنية"
تدخل خارجي
ويتفق مع الجمحي الصحفي المتخصص في شؤون القاعدة عبد الرزاق الجمل في أن التسجيل المرئي أثار حفيظة الأميركيين والحكومة اليمنية، ويرى أن هذا التصعيد يظل في إطار الحرب المفتوحة بين تنظيم القاعدة والولايات المتحدة، ومن شأنه أن يحد قليلاً من تحركات تنظيم القاعدة دون إضعافه.
وقال -في حديث للجزيرة نت- إن الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة بطائرات بدون طيار بشكل منتظم ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب منذ سنوات تكسبه مزيداً من التعاطف الشعبي في مقابل ما تخسره أميركا بغاراتها دعائياً.
وأشار إلى أن حرب الطائرات الأميركية مع القاعدة في اليمن أصبحت تتجه نحو مزيد من التدخل الخارجي، ومزيد من إضعاف الدولة اليمنية، مؤكداً أن خيارات أميركا في هذه الحرب شحيحة، وأن ما ستحققه سيكون على حساب أمن البلد واستقراره من خلال ردة فعل تنظيم القاعدة بعد كل عملية.
وأضاف أن الطائرات الأميركية كانت تستهدف قيادات من قائمة مصادق عليها من البيت الأبيض، إلا أنها صارت خلال الثلاث سنوات الأخيرة تستهدف كل ما هو محسوب على القاعدة، وأن واشنطن لا تكاد تعرف شيئا عن 90% ممن قتلتهم طائراتها خلال هذه الفترة.