أشرف الفلاحي: تتباين الآراء حول نقاب المرأة اليمنية ، البعض يعتبره ،مبدأ دينيا ،فيما يعدّه آخرون حرية شخصية ،ضمن الحقوق الأساسية للمرأة ،بينما يذهب فريق ثالث إلى اعتباره عادة، فرضتها تقاليد موروثة في المجتمع اليمني ،فمؤيدوه يرون أن النقاب يٌمثل وسيلة ناجعة ،لحماية المرأة ، فيما يرى معارضوه أنه حاجزا أمام طموحات المرأة اليمنية ،ويُقيد من حريتها الشخصية .
وحول هذا الموضوع ،ترفض حنان الاكحلي ،20عاما إرتداء النقاب كون المجتمع اليمني ينظر إلى المرأة المنقبة على أنها متخلفة ، وهناك فرز ديني في هذا السياق ،وهي لا تحبذ أن تكون ضمن هذا الدائرة المستعرة ،ولذلك خلعت نقابها ،واكتفت بالحجاب “.
وأضافت الأكحلي لــ”قريش” أن “النقاب ،يعتبر عادة ،وليس عبادة ،فطبيعة المجتمع اليمني يفرض على الفتاة ارتداء النقاب ،عند بلوغها سن معين ،وخصوصا عن دخولها المرحلة الإعدادية “.
وأشارت الاكحلي إلى أن “هناك قضية مقلقة للغاية ،وهي طريقة تقييم قطاع كبير من اليمنيين ،للفتاة الكاشفة وجهها ،حيث ينظرون إليها ،بنظرة سلبية وقاصرة ، فليس كل فتاة تكشف وجهها ،تريد جذب انتباه الناس ،فمثلا ،قد تكون هناك أسباب صحية وراء ذلك “.
وتدافع حنان ،عن طريقتها في الظهور كاشفة الوجه ،لأنها تربت في أسرة تفضل تلك الطريقة،فوالدها يحب ذلك ، وأمها أيضا غيرمنقبة .
أمّا تهاني السياغي ،معيدة في قسم الخدمة الاجتماعية ،بكلية الآداب ،التي ترتدي النقاب ،وتفضل هذا السلوك ،تؤكد بأن “ظهور المرأة ،كاشفة لوجهها ،لايٌعد معيار لتطور المجتمع ،أو تخلفه ،وبإمكان أن تكون المرأة ذات علم ،ومكانة اجتماعية ،وهي منقبة،مقارنة بمن هي كاشفة “حد قولها.
وأَضافت في حديث لــ”قريش” أن النقاب ،لايٌقيد حرية المرأة الشخصية ،كما يطرح البعض،بل في مجتمعنا اليمني يُعزز من حضورها، وقيمتها على الساحة الاجتماعية .
وبيّنت أنّ” دعوات الانفتاح على الواقع ،الهادفة إلى تغيير قناعتها في اللبس ،ومنها النقاب ،لاتعدو،إلا باب يراد منه ،الزج بالمرأة ،في ميدان الاختلاط مع الرجل “.
وتساءلت بقولها :إذن ، مالذي سيضيف ظهور المرأة اليمنية ،كاشفة وجهها ،مادام أنها ستؤدي واجباتها في ميدان عملها ،على أكمل وجه؛وهي منقبة ؟
الأكاديمية في قسم الدراسات الإسلامية ،بجامعة صنعاء، سمية ،28عاما ، ترى أنّ “لاعلاقة بين الانفتاح على الواقع ،وبين النقاب ،فحرية المرأة ليست مرتبطة بنقابها البتة،فحريتها قد كفلها الدين الإسلامي”
وأضافت لــ”قريش” أن “نقاب المرأة يحمي المرأة ، ويصونها ، من أطماع الطامعين” .
وأوضحت بأن “النقاب ،لديها ،عبادة ،افترضها الله، وشرعها النبي عليه الصلاة والسلام ،مستدلة بآيات قرآنية ،لها ارتباط مباشر بنقاب المرأة ،وأن” نساء الصحابة ،ٌكن يرتدين النقاب ،كأن على رؤوسهن غربان”. حد قولها.
ولفتت إلى أن “ما يثبته الواقع ،أن حرية المرأة ،لاعلاقة لها بالنقاب ، فالمرأة المنقبة معلمة ،وطبيبة”، مشددة على إنّ” النقاب لا يٌعيق أداء المرأة لعملها ، بل قد يكون عاملا مهما في نجاحها” .
ونوهّت إلى أن “من يظن نقاب المرأة يٌعيقها عن أداء مهامها في المجتمع ،فهو مخطئ ،فتميّزها،وتفوقها في مجال عملها ،بكفاءتها ،وقدرتها على الانجاز ،لا بتركها لنقابها.
المصدر:جريدة قريش الصادر من لندن