فقد أصابنا الحزن العميق عندما يحدثنا عبد الله صافي التايلندي وهو يقول باللغة العربية مكسرا ( الحمد لله , ما في سجن ما في إسلام) .
نحن نعلم أنه لا مؤثر في الوجود إلا الله عز وجل، والنبي (ص) عندما أعلن دعوته في مكة، كان شعاره) قولوا: لا إله إلا الله، تفلحوا ( هذه هي العبارة التي نقلت عن المصطفى (ص) نعم، عندما تأتي الرواية وتقول(من قال: لا إله إلا الله، بنى الله له بيتا في الجنة (
سام جاي مشعاي تايلندي الجنسية قادته الأقدار الى ميناء عدن قبطان لسفينة صيد في بداية 2009 م هاجمه احد البحارة من جنسيته على متن السفينة بساطور قاصدا قتله فدفعه عنه وسقط في البحر فمات البحار غرقا لسكره. وألقت شرطة الميناء القبض على القبطان وأودعته السجن . وحركت له النيابة العامة قضية قتل عمد وفق نص المادة 234 من قانون الجرائم والعقوبات. وصدر ضده حكم ابتدائي من محكمة التواهي تاريخ 18صفر1431الموافق3فبراير2010 برقم (65) جاء في منطوقه ( إدانة المذكور بجريمة القتل تجاوز لحدود الدفاع الشرعي وحبسه ثلاث سنوات ودفع خمسة مليون ريال دية يتحمل المدان ثلث الدية و ثلثين تتحملها العاقلة وهم صاحب السفينة والبحارة عليها ) إلا إن النيابة العامة استأنفت الحكم مطالبة بالقصاص الشرعي وجعلت من نفسها محل أولياء الدم . وبعد ثلاث سنوات من الاستئناف أصدرت محكمة استئناف عدن حكمها بتاريخ 24 جماد الأولى 1435 الموافق 25مارس 2014 جاء منطوقه ( تأييد الحكم الابتدائي وتعديل مبلغ الدية المحكوم بها المدان الى مليون وستمائة ألف ريال دية القتل الخطأ) .
المستغيث لازال في السجن المركزي المنصورة له ست سنوات منها ثلاث سنوات مدة عقوبته وتجاوزها بحبس غير قانوني مدة ثلاث سنوات أخرى , اعتنق الدين الإسلامي وغير اسمه الى عبدالله صافي التايلندي في السجن ويعيش ظروف مادية ونفسية صعبة للغاية تصوروا , لا أهلا له ,لا سفارة لبلاده في اليمن , لا يعرف التحدث باللغة العربية ولا الانجليزية .
وعمدت هيئة العون القضائي لدفاع عن الأجانب الفقراء التابعة لمنظمة استدام للمهارات والدفاع عن الحقوق والحريات من محامين ومتدربين معهد عدن العالي لصناع القرار على تقديم له العون القضائي المجاني والدفاع عنه أمام المحكمة .
بعد صدور الحكم لم نتمكن من استخراج له حكم بحالة إعساره نتيجة لإضراب القضاة عن العمل في المحاكم او يتعذر من حضر منهم بعدم اختصاص محكمته بنظر الطلب .
وقد تم متابعة السيد رئيس النيابة العامة فضيلة القاضي قاهر مصطفى للإفراج عنه من السجن بعد ان تطوع شخص من أهل الخير بدفع له مبلغ 533333 ريال يمني قيمة الدية المحكوم بها عليه شخصيا ولكن للأسف الشديد !!! رفض رئيس النيابة طلب الإفراج عنه حتى يدفع الدية المحكومة على العاقلة وهي مليون و ستة وستين ألف وستة وستين ريال يمني . وان هذا من أبشع القرارات التعسفية وتعتبر انتهاك لحقوق الإنسان التي تحرم المستغيث من حريته . فهو قانونا غير مسئول عن دفع دية العاقلة علاوة على فقره وحبسه تعسفي وحرمانه من لقاء أهله وذويه وشوقه لبلده عدة سنوات.
وأننا نيابة عن السجين عبدالله صافي التايلندي نستنجد ونستغيث بسيادة النائب العام د. عبدالله الاعوش بالتوجيه الى رئيس النيابة العامة عدن بالإفراج عن المستغيث لإعساره او باستلام ما عليه شخصيا من دية . وندعو منظمة العفو الدولية وكل المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية لمناصرة المستغيث والضغط لرفع الظلم عنه . وندعو أهل بتقديم له المساعدة المادية لضمان عودته إلى أهله وبلده ويأمل ان يقضي معهم أول شهر رمضان المبارك ليكون احد دعاة الإسلام في مملكة تايلندا.
د.علي مهدي بارحمة
رئيس منظمة استدام للمهارات والدفاع عن الحقوق والحريات
رئيس هيئة العون القضائي للأجانب الفقراء في اليمن