�ات العمل الخيري يحتل مكانة بارزة في محافظة حضرموت اليمنية، إذ يقدم العديد من أنواع الرعاية الاجتماعية في ظل اتخاذ الجمعيات الخيرية أشكالاً مؤسسية بدعم من رجال أعمال في المهجر. ولوحظ مؤخرا تنظيم أعداد كبيرة من الملتقيات التطوعية المتنوعة على الساحة الحضرمية التي تعنى بالتأهيل والتدريب في مجال العمل المؤسسي والبحث عن الموهوبين لاستنهاض قدراتهم. وتنشط في حضرموت نحو سبعمائة جمعية ومؤسسة خيرية متنوعة التخصصات من حيث العمل الاجتماعي والصحي والدعوي والقرآني والتعليمي، وفقاً لإحصائيات تابعة لشبكة نماء بحضرموت. وتضم شبكة نماء جميع منظمات المجتمع المدني في المحافظة وتعنى بالتأهيل والتدريب. بناء مؤسسي وقال مدار الشبكة عبد الله رمضان باجهام إن هذا التنوع الواسع مؤشر على نمو وازدهار العمل الخيري وتحوّله إلى مرحلة بناء مؤسسي. وأكد أن الشبكة درّبت في غضون العامين الماضيين قرابة ألف شخص من الشباب وكوادر المتطوعين في مجالات العمل الخيري المؤسسي. وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى أن هناك جمعيات ومؤسسات خيرية حصلت مؤخراً على شهادة الجودة (الأيزو)، وهو ما اعتبره دلالة على رقي أداء العمل الخيري. أما منظمة "مواهب" التطوعية، فتعنى بتطوير قدرات الشباب وصناعة القادة، وأسسها ناشطون في حضرموت عام 2010 ضمن مؤسسات خيرية نوعية. وكان أبرز إنجازات "مواهب" الفوز بالمركز الأول في البطولة العربية المفتوحة السابعة للروبوت التي أقيمت في الدوحة مارس/آذار الماضي. وتحظى المؤسسات الخيرية في حضرموت بدعم كبير من رجال أعمال من أصول حضرمية في المهجر، وتعد حضرموت البلد الأم لعدد من العائلات التجارية الكبيرة على مستوى الجزيرة العربية مثل العمودي وبن لادن وباشنفر وبقشان. وفي عام 2000، أنشأ عبد الله بقشان -أحد التجار بالمملكة العربية السعودية- هيئة تختص بالأعمال الخيرية في حضرموت، نفّذت منذ تأسيسها العديد من المشاريع الخيرية في قطاعات الصحة والتربية والطرق والتكافل الاجتماعي بتكلفة مالية تقدر بأكثر من عشرين مليار ريال يمني (الدولار يساوي 215 ريالا). الجهل والفقر وقال المدير التنفيذي لمؤسسة البادية الخيرية بمديرية القطن عبد الله أحمد باتيس إن العمل الخيري شهد نموا عام 2001 لمواجهة الجهل والفقر في قرى وأرياف محافظة حضرموت. وأشار للجزيرة نت إلى أن المؤسسة نفّذت العديد من المشاريع بمئات الملايين كان آخرها حملة "أغيثوهم" التي بلغ عدد المستفيدين منها قرابة خمسمائة ألف نسمة من نازحي الحرب في اليمن خلال العامين الماضيين، إضافة إلى بناء مئات المساجد، وكفالة أكثر من مائة من الأئمة والدعاة وعشرة آلاف طالب في مراكز تحفيظ القرآن الكريم. وحسب باتيس، تكفلت المؤسسة بـ140 حالة مرضية مزمنة، وقدمت مساعدات مالية لآخرين بنحو 28 مليون ريال خلال عام 2013. وقال إن المؤسسة تنفق على العمل الخيري في رمضان والعاشر من ذي الحجة حوالي 120 مليون ريال. وأضاف أنهم دربوا العشرات من أبناء الأسر الفقيرة بحضرموت لتمكينهم من دخول سوق العمل، وابتعثوا قرابة خمسين طالبة لدراسة الطب من أجل العمل لاحقا في مستشفى خيري يجري تشييده حالياً على نفقة أحد التجار الحضارمة. لكن الناشط في المجال الخيري بسيئون عائد صالح يرى أن العمل الخيري يواجه صعوبات بحضرموت، قائلا إن الجمعيات تركز على على الريف دون المدن، ولا تمتلك قاعدة بيانات حقيقية محدثة. وأضاف أن الكثير من الجمعيات تعتمد على دعم الأثرياء، ولا تملك أوقافا تضمن استمرار نشاطها الخيري.