�نا عدن - متابعات - يافع نيوز الورقية
لا تزال وطأة الفساد والتدهور والتسيب ينهش محافظة لحج ، بمديرياتها وسكانها،والتي تعاني أوضاعاً ، تزداد فيها معاناة الأهالي والسكان يوماً بعد آخر، وتتوسع رقعة التدهور المخيف، امنيا وإداريا وتنموياً .
استغل مسئولو المحافظة ومديرياتها، الوضع العام والمفكك للسلطات اليمنية، لتحكم قبضة فسادهم مفاصل المحافظة ومكاتبها ومديراتها، ويعبثون جهرا وأمام الملأ بأموال الناس ومشاريعهم الخدمية، ولسان حالهم يقول ” لا احد سيحاسبنا لان الوضع متدهور”، دون ان يبقوا لهم ذرة من ضمير، او حياء أمام أنفسهم وربهم والناس الذين باتوا واقعين وسط نيران العبث الممنهج من صنعاء، والفساد الشره الذي يقوم به مسئوليهم .
فساد لا مثيل له :
الفساد المكشر عن أنيابه وأمام مرأى ومسمع العالم، بات هو المتسيد على لحج ومديرياتها ، حيث الاكتفاء من قبل سلطاتها المحلية والإدارية بالتهافت على أموال المشاريع وهبات الاستثمار وأموال المحافظة، تاركين خلفهم ويلات يتجرعها السكان والمواطنين .
فقد شهدت لحج ولا تزال تشهد وقاحة في الفساد وبجاحة فريدة لا مثيل لها في طول البلاد وعرضها ، فمن التلاعب بأموال المشاريع ونهب للمال يتعدى مئات الملايين إن لم تكن المليارات .
الحوطة عاصمة المحافظة، يظهر وضعها المزري في ابسط صورة، من خلال طفح المجاري وإغراق شوارع المدينة التي كانت الى وقت قريب تسمى ببلد ” الفل والكاذي “، وذلك نتيجة فساد في صندوق النظافة والتحسين الذي تورد اليه ملايين الريالات، شهرياً من المصانع الموجودة بالمحافظة، ومن إيرادات آخرى .
ولكون محافظ لحج وامين عام المجلس المحلي، متورطان بدرجة رئيسية في عمليات فساد فاضحة، فلن تجد الحوطة عافية، طالما وهم باقين في ادارة قرارها، وتهافتهم بدرجة رئيسية على الاموال والأرصدة وصراعهم حولها تارة حتى تصل بهم الحالة الى تجنيد مسلحين وعصابات، وتفاهمهم في تارة أخرى حول كيفية النهب والتقاسم .
مجلس محلي فاسد بامتياز :
المجلس المحلي في لحج، سواءً مجلس المحافظة، او مجالس المديريات، لم يعد لها وجود ولا اثر، غير الهرولة الى الفنادق والغرف لتقاسم اموال المشاريع وابتزاز المقاولين، الذين لا ينجزون مشاريعهم، ويحصلون على توقيعات بالانجاز مقابل أرصدة مالية يوزعونها على أعضاء المجالس المحلية والمسئولين بالمحافظة .
وما من مجلس محلي في المحافظة، إلا وله حكايات من الفساد والبطولية في هذا الشأن، اما مجلس المحافظة فقد أصبحت المحسوبية واللهث خلف أموال الشعب هما برنامج العمل لديهم، ومهام الانجاز، حيث لا يذكر مدير عام او عضو مجلس محلي بلحج، إلا وتذكر بطولته في الفساد، مستغلين الوضع السائد وغياب الرقابة الفاسدة المتمثلة بالجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة .
لقد مل المواطن من المناشدات والتظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية ضد تلك السلطة بل أصبح كلمة سلطة مزعجة عند الناس فلا يفرق المواطن بين من يدعونهم بالإرهابيين وبين تلك السلطة أن لم يكن أصلآ لهم علاقة وثيقة بهم.
مديرو عموم فاسدين حد النخاع :
لا توجد مديرية من مديرات محافظة لحج، لا يزكم فساد مديرها انوف الجميع، إلا من رحم الله، تلك المديريات تعاني من غياب الخدمات بشكل شبة كامل، حيث لم تسجل أي مديرية انجاز مشاريع ولو بشكلها البسيط خلال الثلاث سنوات الاخيرة، فيما قوائم السلطة تعج بما تقول انها مشاريع يتم انجازها في لحج ومديرياتها، وجميعها إما مشاريع كاذبة، ا وان اعتماداتها تم نهبها وسجلت المشاريع على انها منجزة.
واقع مزري :
يقول المحامي ” اكرم الشاطري ” في حديث لــ” يافع نيوز ” أن السلطات اليمنية في لحج قد حسمت أمرها ورتبت وضعها وأعدت الخطط وفق قوانينها (أفراغ كل الصناديق المالية) وتشطيب كل الأوراق المالية ، لاحتسابها لكمالياتها بعد أن تخصص من تلك الأموال قيمة الذخائر والسيارات التي تقتل المواطن بعد أن تترك الأوبئة تنهش في كل (طفل/شيخ/شاب/أمرأة) .
ويؤكد المحامي الشاطر، ” أن لدينا من الوثائق والملفات التي تشهد على فساد السلطة في لحج وتؤكدها ” .
ويضيف ” هناك خطة محكمة لتخريب لحج فلا حاجة لأن يقوموا بإصلاح شبكة المجاري أو بناء إنسان بالقدر الذي وجدت تلك الخطة لفناءةه فقط ” ..
ويقول الشاطري، إن الرصاص بالنسبة للسلطة أصبح ذو قيمة أكبر من الإنسان لأنه يؤدي الغرض، وأي مواطن غير مرغوب فيه ويرغب الأمن أو الجيش في أخذة فلا مانع للسلطة بأن ينقل إلى المعسكر المجاور .. لا توجد محاكمات في هذه المحافظة ولا تحقيقات ولا يوجد دور للنيابة، والأمن حر في أن يزج بالمئات من المواطنين في سجن صبر المركزي .. وهناك أشخاص أن رغبوا أن يغادروا السجن المركزي لا مانع ولكن بعد أداء مسرحية بسيطة لأجل الفرار.
التعليم :
وعن التعليم ، فبالنسبة لحال التعليم، فقد بات تجهيلا اليوم وليس تعليما ، وما يحدث من تخريب لعقول جيل كامل تجد أن للسلطة دور كبير جدآً مستغلين الوضع الأمني ففي الجانب التعليمي وخلال رصدنا لعامين كاملين وجدنا أن إهمال المدارس وعدم أصلاحها وعدم رفد الطلاب بالمواد الدراسية كالكتب وغيرها من المختبرات العلمية .. وعدم رفد المدارس خاصة الثانوية بالمدرسين المتخصصين وعدم ضبط المدرسين الذين أغلبهم خارج البلد ويستلمون معاشاتهم منهم ممن له علاقة قرابة بالمسئولين ومنهم من يحابي .. ناهيك عن تبنيهم لظاهرة الغش رسمياً وهناك توجيهات عليا من صنعاء بضرورة ترفيع الطلاب إلى مستويات أعلى وأن كان الصف كل راسب ..
البيئة :
أما جانب البيئة فحدث ولا حرج فرصد ظاهرة تفجر الغرص الصحية (المجاري) شبة يوم يالأسباب ، منها عدم منح العمال رواتبهم بانتظام رغم أن صندوق النظافة لدية موارد ضخمة تتجاوز المآية والخمسون مليون ريال أغلبها من المصانع وتخريب شبكة المجاري القديمة وعدم تحديثها فضلا عن التصرف في كثير من الأليات الخاصة بأدارة الصندوق من شيولات وأدوات العمال اليومية ومخصصات الديزل والبترول وكلها تذهب لجيوب للسلطة المحلية.
الاسبوع الماضي قام المجلس المحلي في المحافظة بإجتماع وناقش (كلام) ومخرجات الأجتماع ، وخرج بمنح كل أعضاء المجلس 30 ألف لكل عضو بينما عمال النظافة لهم رواتب سابقة لم تدفع ..فأين العجز؟؟
هناك مشاريع معطلة منها مشروع رصف طرقات شوارع الحوطة التي لم تنفد سوى 50% فقط والبقية تم سرقة اموالها .
وهناك مشروع وهمي ولدينا ملف كامل به ( سيتم نشره ما فيه لاحقا) يتعلق بكبس حفرة بالغيث القبلية كمتنفس لحارة قيصى ولم ينفذ وأموال المشروع أدرجت جيوب المجلس المحلي، وهناك مشروع مد الحوطة بالمياه ولكن للأسف خربت الأنابيب الرئيسية وتقوم السلطة ببيع الماء لأصحاب المزارع في خط قرية الحبيّل .. بعد أن ثقبوا الخزان الرئيسي في نفس المنطقة .. هناك مشروع لإعادة اصلاح شبكة المجاري يقومون بتسليمها لهواة أو ليس لهم علاقة بالمقاولات ولا أشراف عليهم من قبل مهندسين متخصصين ..
الصحة :
اما المستشفى الوحيد الذي في عاصمة المحافظة هو تجاري محسوب لك السرير فقط مجاناً .. وهناك من الأدوية التي لا تجدها في السوق فأنك تجدها في صيدليات المستشفى الخاصة لمسئولين بالمستشفى .
وهناك واقع صحي متدهور، ومسئولون فاسدون ينهبون، ويعبثون، دون حسيب أور رقيب، وبتواطئ السلطات المحلية ومحافظ لحج .
بريد لحج :
عن بريد فإن الواقع يحكيه المتقاعدين العسكريين والمدنيين، واصحاب الاعانة والضمان الاجتماعي، اذ يقولون وبطريقه محزنه جدا ” كل شي يهون ولكن ما ذنب هؤلاء العجزة من الشيوخ والنساء مرميين على الارض يريدون معاشاتهم، في حين البريد ، يعمل بطاقم بعدد اصابع اليد، مما يسبب تزاحم وتدافع .
يضيف عدد ممن يستلمون رواتبهم من البريد، بالقول ” بالله عليكم هل هذا وضع انساني ؟ ان هذا المشهد يحدث شهريا ولكن لا حياة لمن تنادي، فلا حياء من الله ولا من كبر سن هؤلاء.
ويتسائلوا بقولهم ” لماذا يتم خلط معاشات المتقاعدين مع التربية والأمن ؟و لماذا لا يخصص يوم محدد لكل فئة ممن يستلمون روابتهم من البريد، ياتوا فيه يستلموا معاشاتهم ” ؟؟ .
ويؤكد من يستلموا معاشات الضمان الاجتماعي بقولهم ” (هذه اهانة ولسيت اعانة “، يتبهذل فيها الشيبة والعجاجيز، امام مرأي ومسمع الجميع.
الامن في لحج :
اما الوضع الامني في لحج، فلم تشهد محافظة او منطقة انفلاتا امنيا، وانتهاكا من قبل قوات الامن والجيش لحرمات المنازل والمواطنين، مثلما شهدته الحوطة، يعتقل الناس دون ذنب وبالجملة، ويساقون الى السجون ومن يرفض الانصياع يتم قتلة بكل برود .
وعمليات الاغتيالات، في لحج، باتت مشهد يومي،فخلال الشهرين الاخيرين تم اغتيال العشرات من الكوادر الامنية والعاملين في أجهزة المخابرات، دون ان تكشف السلطات اليمنية، حتى عن تفاصيل جريمة واحدة، او الجهة المنفذة لتلك الاغتيالات .
* عن يافع نيوز الورقية