عباس الضالعي
بعد نجاح الرئيس هادي بإستعادة الجنوب بعد ان كان على شفا التفتت والانفصال والذهاب الى دويلات صغيرة استطاع الرئيس هادي اعادة الجنوب الى اليمن بفضل حكمته وخبرته السياسية والقيادية وتغلبه على المصاعب والتعقيدات التي احاطت بالقضية الجنوبية نتيجة سوء ادارة الرئيس السابق التي تسببت بمشاكل جمة في الجنوب والشمال بسبب غياب الرؤية في ادارة شئون الدولة ومؤسساتها على اسس سليمة وتهميش المكونات السياسية والمجتمعية الفاعلة من المشاركة.
انجز الرئيس هادي توحيد الصف الجنوبي بكل مكوناته التي كانت تدعوا للانفصال ليس عن الجنوب بل الانفصال داخل الحنوب ذاته، ورغم التحديات التي كانت موجودة وكثير من هذه التحديات تمثل اجندات خارجية اقليمية ودولية ، لكن توفر الارادة الوطنية عند الرئيس هادي وايمانه بمهمته الوطنية والدستورية كرئيس للجمهورية اليمنية لقيادة مرحلة بناء الدولة على اسس سليمة ومرجعية قوية بمشاركة شعبية واسعة تغلب الرئيس عبد ربه منصور على كل التحديات و المؤامرات الرامية لفصل الجنوب عن الجمهورية اليمنية وانجز مهمة ترتيب البيت الجنوبي على اسس وطنية عنوانها اعادة المظالم والعدل والمساواة وبمشاركة فاعلة ومسئولة من القوى الجنوبية وهو الملف الذي فشل في اجارته الرئيس السابق وبسبب رئيسي لملف القضية الجنوبية ( طار) من الحكم ابان ثورة الشباب عام 2011م ..
بإحتفالية الحراك الجنوبي يوم الأحد الماضي في العاصمة صنعاء بمناسبة الذكرى السابعة لانطلاق الحراك السلمي في محافظات الجنوب للثورة على الظلم والقهر والفقر والتهميش وهي القواسم المشتركة لكل ابناء اليمن في الشمال والجنوب ، اعتماد العاصمة صنعاء لاحتفال الحراك الجنوبي بالذكرى السابعة لاعلان الحراك هي رسالة قوية وشجاعة من قيادات الحراك الجنوبي للرئيس عبد ربه منصور هادي لتأييد سلطته رئيسا لليمن الموحد ورسالة من الجنوب بوقوفهم معه صفا واحدا لقيادة مسيرة البناء والتحول والتغيير ..
قبل عام كانت صنعاء عاصمة الاحتلال وكان الرئيس هادي رئيسا لدولة الاحتلال بنظر شعب وقيادات الجنوب وكان السفر الى صنعاء مستحيلا، وبفضل الله ورؤية الرئيس هادي الوطنية تغير هذا المفهوم بزمن قياسي وحول صنعاء الى قبلة اليمن الموحد وحين شعر ابناء الجنوب بالطمأنينة والجدية توافدوا الي صنعاء والتقوا الرئيس وكل رفاق العمل في الشمال والجنوب ونتيجة هذا الاطمئنان ورد الاعتبار للوحدة وتكريما لجهود الرئيس هادي اعلنت القيادات الجنوبية ان صنعاء هي مكان احتفال الذكرى السابعة لانطلاق الحراك الجنوبي.
كانت اول المباركات لهذه الخطوة الوطنية من رئيس الحراك الشمالي السفير عبد الوهاب طواف الذي بارك وايد هذه الخطوة ووجه رسالة لقادة الجنوب بدأها بكلمة " اخواني الاعزاء " وهذا دليل على مشاعره الصادقة تجاه ابناء الجنوب وخاطب السفير عبد الوهاب طواف ابناء الجنوب من خلال قياداته بقوله: اهلا وسهلا بكم في صنعاء (مدينتكم) وبين (اهلكم) وهي كلمات تدل على صدق المشاعر الاخوية ... اعيد لكم نشؤ رسالة السفير عبد الوهاب طواف كاملة لاهمية ما جاء فيها واهميتها تنبع من مكانة الرجل الذي تبنى حراكا شماليا مماثلا للحراك الجنوبي في لحظة وصلت فيها الامور الى انسداد الافق وغياب الحل ، لكنه وبعقل الدبلوماسي الذي يقرأ ما بين السطور ومعرفته بالخطوات الجادة اعلن بكل شجاعة تجميد فعاليات وبرامج الحراك الشمالي من اجل الوصول الى معالجات شاملة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وهذا يدل على امتلاك السفير طواف رؤية وطنية وبإعلانه تجميد برامج الحراك الشمالي اخرص تلك الاصوات التي اتهمته بأنه يبحث عن ادوار سياسية ومكاسب ومناصب وغيرها من الاتهامات، وللاسف كانت معظم تلك الاتهامات صادرة من قيادات في الحراك الجنوبي، وجاءت لحظة الحقيقة التي ازاحت تلك الغشاوة لتظهر صدق المواقف ...
هذه رسالة اخي السفير عبد الوهاب طواف كاملة
( أخواني الأعزاء: أهلاً وسهلاً بكم في صنعاء، مدينتكم وبين أهلكم. ونرحب بكم وبفعالياتكم داخل منازلنا وقلوبنا. وبالمقابل أناشدكم بالله أن تكفوا أذى بعض المنتمين للحراك من إيذاء أخوانكم أبناء المحافظات الشمالية بقول أو فعل. فأبناء الشمال يشاركونكم في الظلم والقهر والفقر. ولا يتحملون وزر وعبث وسوء إدارة من تسبب في ظلمكم أو معاناتكم. فلنكون شركاء وحلفاء في محاربة الظلم والفساد والطغيان. ونقف مع الرئيس والحكومة في خندق واحد، لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي توافق عليها الجميع. ولنبدأ في إعادة بناء عقولنا وأولادنا ومدننا وبلادنا. ولنكون دعاة بناء وحياة، لمواجهة دعاة التخريب والتدمير والموت. ولنرفض دعوات وأموال خفافيش الليل، ومقاولي الموت والخراب، وما أكثرهم يومنا هذا، داخل اليمن وخارجها. ولنعلم جميعاً أننا نمر بلحظة تاريخية هامة وصعبة، فإما أن نتدارك عبث العابثين وكيد الكائدين وتأمر القتلة والمجرمين بيد واحدة وقلب واحد وخطة مشتركة، وإما أن ننساق ونترك أنفسنا لإهواء ورغبات وأطماع وخطط ومرامي أعداء اليمن المحليين والإقليميين. سنسأل أمام الله على تخاذلنا وتفرقنا أمام المجرمين والقتلة، كما أن أولادنا وأحفادنا سيحاكموننا بسبب تقصيرنا وتغليبنا لمصالحنا الشخصية على حساب مصالح الوطن وهمومه) .
يعد هذا الانجاز الوطني الكبير لليمن واغلاق صفحة التوتر في الجنوب يبقى امام الرئيس هادي خطر كبير يماثل الخطر الذي كان موجود في الجنوب وهو جماعة الحوثي المسلحة التي تسعى للسيطرة على اليمن بدعم وتمويل رئيسي من ايران وقوى ومراكز محلية واقليمية ، وماتقوم به جماعة الحوثي من عمليات ارهابية وقتل وتفحير وتدمير يدل مخطط تآمري يستهدف القضاء على الدولة والنظام الجمهوري.
مخطط جماعة الحوثي المسلحة واضح الاهداف لكنه لن ولم يكتب له النجاح وسيصطدم بإرادة سياسية وشعبية قوية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يعمل لاغلاق هذا الملف من اجل الوصول باليمن الى الامن والاستقرار الشامل والسير بالسفينة الى بر الامان.
لا ننكر مدى التحديات الماثلة بقضية انهاء ارهاب جماعة الحوثي المسلحة وتعقيداتها ومدى مراهنة قوى النظام القديم بالاستقواء بهذه الجماعة من اجل افشال مرحلة الرئيس هادي ، هذه المراهنات لن تكون اكثر من تلك المراهنات التي كانت محيطة بالقضية الجنوبية وتفتت وذابت امام الارادة الوطنية الصلبة للرئيس هادي ..
الرئيس هادي عازم على استعادة هيبة الدولة وبسط نفوذها على كامل تراب الجمهورية اليمنية .. ما هي الا ايام ويتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود ويرى اليمن النور بدحر هذه الجماعة التي فوتت كل فرص الحل السلمي وتمادت في السير بالاعتماد على القوة المسلحة .. يدرك الجميع وفي مقدمتهم الرئيس هادي ان بقاء علي صالح ووجوده هو الباعث والممول والمخطط لمشاكل اليمن كلها وانه يقف وراء الازمات اليومية ويقف وراء الفوضى والانفلات الامني وان الحل لكل هذه المشاكل يتوقف على اخفائه من المشهد ( الاخفاء لا يعني القتل هناك وسائل اخفاء سلمية ) وان المهمة القادمة هي مهمة اعادة الامن والاستقرار وبسط نفوذ الدولة على كامل تراب اليمن ... هي ليست معجزة بل ارادة قائد ...ودمتم...