أكد مسؤولون عرب أن قطاع الطيران المدني، خاصة في منطقة الخليج، يشهد نموا كبيرا، متوقعين استمرار هذا النمو لفترة.
وقال كمال بن أحمد وزير المواصلات البحريني لـبي بي سي - على هامش معرض فارنبره الدولي للطيران في بريطانيا - إن شركة طيران الخليج البحرينية أقيلت من عثرتها التي تعرضت لها العام الماضي، مؤكدا أنها في طريقها إلى تحقيق أرباح
وأوضح أنه يجري العمل على تحديث أسطول الشركة من الطائرات بعد عامين، وهو ما يتوقع أن يكون له أثر ملحوظ على صناعة الطيران في البحرين.
كما أعلنت شركة الخطوط القطرية خلال اليوم الأول من المعرض أيضا زيادة أسطولها من طائرات بوينغ 787 "دريملاينر".
ومن جهة أخرى، فذكر يوسف الشايع، قائد القوات الجوية الكويتية، لبي بي سي إنه في الوقت التي تشهد فيه بعض جيوش المنطقة تخفيضا في ميزانياتها فإن بعض الجيوش الأخرى سوف تشهد توسعا في تسليحها.
وقال الشايع إن الجيش المصري هو أحد الجيوش المتوقع أن تشهد توسعا في التسليح، واصفا مصر بأنها "بوابة العرب" التي يجب أن تظل قوية على حد قوله.
وكانت التحضيرات التي سبقت المعرض قد شهدت توقعات بعدم عقد صفقات كبرى خلاله مثلما كان الحال عليه في دورة المعرض الماضية.
وتتردد شركات الطيران المدني حول العالم في توسيع أساطيلها الجوية بسبب التهديدات الإرهابية لسلامة الطيران وارتفاع أسعار الوقود.
الطائرة يوروفايتر تايفون تحلق في معرض فارنبره الدولي.
لكن آمال المعرض لاتزال معقودة على الشركات الآسيوية والخليجية، فالخطوط الهندية لا تزال تدرس شراء أسطول من طائرات إيرباص تبلغ قيمته 20 مليار دولار.
ومع ذلك يتوقع البعض ألا يصل حجم صفقات المعرض هذا العام ما وصل إليه في دورته السابقة، عندما بلغ حجم الصفقات 53 مليار دولار.
وقد أعطى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دفعة للمعرض عندما أعلن لدى الافتتاح الرسمي له يوم الاثنين أن بلاده سوف تستثمر مبلغ 154 مليون جنيه استرليني في تطوير تقنيات جديدة خاصة بالطائرات المدنية وعلى رأسها تطوير أجنحة طائرات إيرباص.
وأضاف كاميرون أنه تم تخصيص مبلغ مليار و100 مليون جنيه استرليني لتطوير تقنيات عسكرية جديدة معظمها في مجال الاستخبارات.
وقال إننا "بحاجة لهذه الاستثمارات من أجل ضمان أمن بريطانيا وأيضا لخلق المزيد من الوظائف ولدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام".
كما أعلن كاميرون أنه تم اتخاذ قرار بإنشاء مركزين جديدين للتصنيع العسكري أحدهما في فارنبره لتطوير التقنيات العسكرية الجوية والأرضية ومركزا في بورتسموث لتطوير نوع جديد من الغواصات العسكرية.
وتعذر ظهور الطائرة (اف 35 بي)، وهي تصنيع بريطاني أمريكي، في المعرض بسبب عطل اكتشف في محركات هذا النوع من الطائرات. واستعاضت إدارة المعرض عن هذه الطائرة بعرض نموذج لها.
وحاولت شركة "إيرباص" التخفيف من هذا الحدث بإعلانها عن الطائرة الجديدة "نيو"، وهي نسخة معدلة من الطائرة "ايرباص 330".
كما شهد معرض هذا العام توترا سياسيا بين روسيا وبريطانيا، حيث رفضت لندن منح عدد كبير من الروس تأشيرات دخول لحضور المعرض ما أدى إلى تخفيض هائل في الوفد العسكري الروسي.
وجاء ذلك على خلفية العقوبات التي تفرضها الدول الغربية على روسيا بسبب دورها في الأزمة في أوكرانيا.
وعلى إثر ذلك ألغت روسيا استعراضا لإحدى مروحياتها العسكرية الجديدة. وقالت إن بريطانيا ستخسر اقتصاديا بسبب اجراءاتها ، كما ستخسر على نطاق التعاون العسكري بين الجانبين.
وقال الكسندر كلمنتييف نائب رئيس شركة "سوخوي" الروسية لبي بي سي إن عدم منح بريطانيا التأشيرات لكثير من موظفيه عطل العمل بصورة ملحوظة.
وأضاف أن ذلك سيكون له تأثير على أعمال الشركة وعلاقاتها مع بريطانيا، واصفا هذا الإجراء بأنه "غير مبرر على الإطلاق".