الرئيسية - تقارير - افتتاحية الاصلاح :لاجل اليمن سيذكر التاريخ أن الاصلاح هو الحزب الذي ظل وفيا للجمهورية وأهدافها الستة

افتتاحية الاصلاح :لاجل اليمن سيذكر التاريخ أن الاصلاح هو الحزب الذي ظل وفيا للجمهورية وأهدافها الستة

الساعة 04:43 مساءً

إفتتاحية الإصلاح نت – كتب : المحرر السياسي

سيذكر التاريخ أن التجمع اليمني للإصلاح هو ذلك الحزب العريق الذي أسس للنضال السلمي في اليمن ونجح في الحفاظ على مدنيته ونهجه السلمي رغم كل محاولات جره إلى أتون العنف والصراعات المفتعلة التي يجهد البعض لإكسابها بعدا طائفيا ومذهبيا ليس لإحراق الإصلاح كما يؤملون بل وإحراق اليمن وتفتيته وتقويض مشروعه الوطني.



ينسى البعض أنه حين تكون التضحيات لأجل الوطن فليس ثمة ما يخسره الاصلاح، وحين يكون الهدف بناء دولة الشعب وترسيخ وحدته فليس ثمة ما يخيف الاصلاح أو يحول دون مضيه لهدفه النبيل الذي هو هدف الشعب وأمله الكبير، ومتى ما كانت الوطنية غير ذلك فهي دعاوى زائفة، فحماية البيت اليمني من الانهيار ووقف تلغيمه من الداخل هي مهمة كل الوطنيين لمنع وقوع السقف على الجميع.

سيذكر التاريخ أن الاصلاح هو الحزب الذي ظل وفيا للجمهورية وأهدافها الستة، منافحا عنها بكل ما يستطيع، لا يقبل المساومة أو المهادنة فيها، وسيبقى متجذرا في ضمير الشعب وساحته الوطنية من صعده إلى المهرة، مستعصيا على الشطب والإلغاء، مفاخرا بأنه لم يسع يوما لفصل أي جزء من الوطن ولم يؤسس لأي إمارة أو دويلة داخل الدولة.

وفي كل محطاته التاريخية، التي هي كتاب مفتوح، ظل الاصلاح منحازا لقضايا وطنه ومصالح شعبه. أبدا لم يُفرط بمواقفه وأدواره الوطنية لهثا وراء التكسب أو تماهيا مع رغبات المتآمرين والمتربصين تجار الأزمات، وبقي وفيا لمبادئه وشركائه، متقبلا تقديم التنازلات لتعزيز الوفاق والشراكة الوطنية.

سيذكر التاريخ أن الاصلاح، ورغم كل محاولات الكيد له واستهدافه المتواصل من قبل أعداء ثورتي سبتمبر وأكتوبر وفبراير، إلاّ أنه ما كان يوما آلة حرب بيد أحد أو ضد أحد، فلا شيء أبغض إليه من العنف والإرهاب، لذا تحاشى الحروب الست المدمرة، وطوال تاريخه ناضل بوسائل سلمية وديمقراطية لأجل بناء الدولة اليمنية التي يتساوى فيها كل أبناءها على قاعدة التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة وحق الشعب في الاختيار.

وفي سبيل ذلك يتمسك الاصلاح وبقوة بجملة من الثوابت الوطنية التي لا تنازل عنها ويرى أنها تبقى قواسم مشتركة ملزمة لكل أطياف المجتمع اليمني وقواه السياسية، وفي طليعتها الوحدة والجمهورية والديمقراطية ومخرجات الحوار الوطني التي هي ركائز بناء الدولة وضمان نجاح المرحلة الانتقالية.

وحين يتعلق الأمر بمصير البلد ووحدته والتصدي لمخططات تدميره وتمزيقه فليس ثمة خيار أمام القوى المحبة لوطنها إلاّ الاصطفاف وراء تلك الثوابت الوطنية وتقديم التنازلات وترك الخلافات والعمل سوية لقيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان كي لا تتقاذفها رياح المؤامرات وتهوي بها إلى أيدي قراصنة الأوطان ولصوص الثورات.

ليكن معلوما أن الشعب اليمني ما خرج في الثورة تلو الثورة وبذل التضحيات تلو التضحيات كي يسقط مشروع دولته المدنية في شرك الطائفية والعنصرية البغيضة القائمة على الإرهاب وزيف الاصطفاء واستعباد الناس ومصادرة حقوقهم.

وليفهم الجميع أن اليمنيين لم يذهبوا إلى مائدة حوار وطني واسع لمدة عشرة أشهر لينتهي بهم المطاف في جيب جماعة إرهابية متمردة مسكونة بهاجس الحكم ونزعة التفرد والاستحواذ والإقصاء، ويخطأ من يظنّ أن الشعب سيسمح بذلك. فقيم الحرية والعدالة والحياة المدنية لا تستقيم وجماعة إرهابية تفتك بالمخالف ولا ترى له من حق، جماعة ظلامية لم تستطع أن تهضم بعد قيم التعايش والشراكة والاعتراف بالآخر وبحقه في الحياة وفق ما يعتقد.