همدان العليي
أطلق ناشطون في محافظة مأرب في وسط اليمن، حملة لمواجهة ظاهرة اختطاف الأجانب التي ازدادت خلال السنوات الأخيرة والتي أدّت إلى تراجع السياحة في البلاد وامتناع بعض المنظمات التنمويّة من العمل في اليمن.
وكان ناشطون وإعلاميّون من مدينة مأرب التي تزداد فيها عمليات الاختطاف، قد أطلقوا مطلع الأسبوع الجاري حملة للمطالبة بالإفراج عن المختطف الأممي المهندس جيمس ماساكوي، الذي يعمل في برنامج المياه والإصحاح البيئي التابع لمنظمة "يونيسف" والمختطف منذ أكثر من تسعة أشهر. ويُعتقد أن الخاطفين يحتجزونه حاليّاً في مأرب.
ويقول الإعلامي محمد الصالحي، وهو من أبناء مأرب وأحد مؤسسي الحملة إن حملتهم تهدف إلى "توعية المجتمع اليمني بشكل عام حول مخاطر هذه الظاهرة، التي لا تمثل ديننا الإسلامي السمح، وتتنافى مع قيم المجتمع اليمني المضياف". ويؤكد الصالحي لـ"العربي الجديد" أن "أبناء مأرب يطالبون السلطات الأمنيّة بالقيام بواجبها واتخاذ الإجراءات الحاسمة ضد الخاطفين في محافظة مأرب وغيرها من المحافظات".
ويبث المشاركون في الحملة رسائل توعويّة ضدّ ظاهرة الاختطاف عبر الإذاعة المحليّة في المدينة، بالإضافة إلى القيام بأنشطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي واستحداث علامتَي هاشتاغ على موقَعي "فيسبوك" و"تويتر" هما "#افرجوا_عن_جيمس" و"#الاختطاف_عيب_أسود"، فضلاً عن قيام خطباء المساجد بالتوعية ضدّ هذه الظاهرة من خلال خطب العيد والجمع خلال الفترة المقبلة.
ويشير الصالحي إلى أن "العيب الأسود" يعني في العرف القبلي الجريمة أو الخطأ الذي يُرتكب من مجموعات أو أفراد ينتمون إلى القبيلة، والذي يسيء إلى القبيلة والمجتمع". وهو أعلى مراتب العيب في العرف القبلي، ويقوم الناس بمقاطعة مرتكبه وذمّه ونبذه.
وتعود بداية ظاهرة اختطاف الأجانب في اليمن إلى مطلع عام 1992، حين برزت بوضوح مع اشتداد الأزمة السياسيّة التي تلت قيام الوحدة اليمنيّة. وبلغ عدد عمليات الاختطاف منذ أواخر عام 2011 فقط، أكثر من 35 عملية اختطاف أجانب من جنسيات مختلفة، بحسب تقارير إعلاميّة غير حكوميّة.
وتختلف أهداف الخاطفين. فتلجأ بعض القبائل إلى اختطاف الأجانب للضغط على الحكومة لتنفيذ بعض المطالب، بينما يبيع خاطفون آخرون المختطفين إلى تنظيم "القاعدة" في اليمن، أو تكون عمليات الاختطاف بهدف ضرب البنية السياحيّة وإلحاق الضرر بالاقتصاد اليمني
العربي الجديد